علوم

الخفافيش تبصر بآذانها.. تعرف سرعة الصوت منذ الولادة

7 أيار 2021 17:47

كشفت دراسة جديدة قام بها باحثين من جامعة تل أبيب، لأول مرة، أن الخفافيش تعرف سرعة الصوت منذ الولادة.

ولإثبات ذلك، قام الباحثون بتربية الخفافيش منذ ولادتها في بيئة غنية بالهيليوم تكون فيها سرعة الصوت أعلى من المعتاد.

الخفافيش

ووجدوا أنه على عكس البشر، الذين يرون العالم في وحدات المسافة، فإن الخفافيش ترى العالم في وحدات زمنية.

وما يعنيه هذا هو أن الخفاش يرى الحشرة على بعد تسعة ميلي ثانية، وليس مترا ونصف المتر، كما كان يعتقد حتى الآن.

ومن أجل تحديد مكان الأشياء في الفضاء، تستخدم الخفافيش ما يشبه السونار لإطلاق موجات صوتية تصطدم بالأشياء وتنعكس مرة أخرى على الخفاش، بحيث يمكن للخفافيش تقدير موضع الكائن بناء على الوقت المنقضي بين لحظة إنتاج الموجة الصوتية ولحظة ارتدادها إلى الخفاش.

كما وتعتمد هذه العملية على سرعة الصوت، والتي يمكن أن تختلف باختلاف الظروف البيئية، مثل تكوين الهواء أو درجة الحرارة.

على سبيل المثال، قد يكون هناك فرق بنسبة 10٪ تقريباً بين سرعة الصوت في ذروة الصيف، فعندما يكون الهواء حاراً وتنتشر الموجات الصوتية بشكل أسرع.

ومنذ اكتشاف السونار في الخفافيش قبل 80 عاماً، كان الباحثون يحاولون معرفة ما إذا كانت الخفافيش تكتسب القدرة على قياس سرعة الصوت على مدار حياتها أم أنها تولد بهذا الإحساس الفطري الثابت.

والآن، نجح الباحثون بقيادة البروفيسور يوسي يوفيل، رئيس مدرسة ساغول لعلوم الأعصاب وعضو هيئة التدريس في كلية علم الحيوان في كلية دارتموث في الإجابة على هذا السؤال، وأجرى الباحثون تجربة تمكنوا من خلالها من التلاعب بسرعة الصوت.

وقاموا بإثراء تركيبة الهواء بالهيليوم لزيادة سرعة الصوت، وفي ظل هذه الظروف قاموا بتربية صغار الخفافيش من وقت ولادتهم، وكذلك الخفافيش البالغة.

ولم تكن الخفافيش البالغة ولا صغار الخفافيش قادرة على التكيف مع سرعة الصوت الجديدة وهبطت باستمرار أمام الهدف، مما يشير إلى أنها اعتقدت أن الهدف كان أقرب مما هو عليه في الواقع، أي أنهم لم يضبطوا سلوكهم إلى الأعلى سرعة الصوت.

ونظراً لأن هذا حدث في كل من الخفافيش البالغة التي تعلمت الطيران في ظروف بيئية طبيعية، وفي الخفافيش الصغيرة التي تعلمت الطيران في بيئة ذات سرعة صوت أعلى من المعتاد، خلص الباحثون إلى أن الاحساس بمعدل سرعة الصوت في الخفافيش يعتبر أمراً فطرياً.

ويوضح البروفيسور يوفيل: "نظراً لأن الخفافيش تحتاج إلى تعلم الطيران في غضون فترة قصيرة من ولادتها، فإننا نفترض أن الاختيار التطوري قد تم إجراؤه لأن تولد بهذه المعرفة من أجل توفير الوقت خلال فترة التطور الحساسة".

والجدير بالذكر أن هناك استنتاجاً آخر مثير للدراسة، ألا وهو أن الخفافيش لا تحسب المسافة إلى الهدف وفقاً لسرعة الصوت بالفعل.

ونظراً لأنهم لا يضبطون سرعة الصوت المشفر في أدمغتهم، يبدو أنهم لا يترجمون الوقت الذي تستغرقه الموجات الصوتية للعودة إلى وحدات المسافة أيضاً.

لذلك، فإن إدراكهم المكاني يعتمد في الواقع على قياسات الوقت وليس المسافة بشكل أساسي.

المصدر: وكالة فارس نيوز