شهدت الساحة الفلسطينية احتدام المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة في غزة، بعد الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى، حيث شنت القوات الإسرائيلية هجماتها بالطائرات والصواريخ على قطاع غزة مخلفة مئات الشهداء من المدنيين وآلاف الجرحى إضافة إلى تدمير الكثير من الأبراج والبنية السكنية، فيما ردت المقاومة على اعتداءات إسرائيل بقصف صاروخي طال مستوطناتها وصولا إلى تل أبيب التي استهدفتها بمئات الصواريخ.
وفي ظل هذا التصعيد العسكري الخطير برزت محاولات وتصريحات للوساطة من أجل فرض التهدئة ووقف إطلاق النار.
حيث أفاد موقع البيان الإماراتي، نقلاً عن العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في حديثه ل سكاي نيوز عربية، عن وجود مبادرة مصرية أمريكية بمشاركة دولية، تتضمن عدة بنود أولها، الوقف الفوري لإطلاق النار من الجانبين، ومن ثم تخفيف حدة المواجهات العسكرية بجميع مستوياتها، وأخيرا وقف كافة أشكال وأنماط العنف في مدينة القدس.
وأوضح عكاشة أن رؤية الجانب المصري لهذه المبادرة، بأنها تمهد الطريق إلى اتفاق لتهدئة طويلة المدى ضمن شروط معينة للدفع باتجاه طرح الحل السياسي وبدء عملية التفاوض من جديد.
وحول الأفكار المطروحة بين عكاشة أنها تدور حول رعاية دولية للتهدئة تضم؛ مصر، الأردن، فرنسا، وألمانيا، كاشفاً عن حدوث أربع اجتماعات في عواصم هذه الدول خلال العام الماضي لتحريك الملف سياسيا، بالإضافة لبعض الطروحات الأخرى المتعلقة باستعادة الدور الأمريكي الفعال من جديد، للدفع بتجاه التسوية السياسية، بعد وصول جو بايدن إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت ذاته وجود اتصالات ساخنة بين الجانبين الأمريكي والمصري.
فيما قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس في تصريحه ل سكاي نيوز، أن أي مواجهة بين إسرائيل والمقاومة تليها تهدئة على الأرض.
وأشار الرقب إلى تحرك مصر منذ اللحظات الأولى للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس، عبر إرسالها وفداً أمنيا رفيعاً، بسبب اعتبارها الأزمة قضية أمن قومي وإدراكها أن قطاع غزة هو من سيدفع الثمن، إضافة لتحرك مصر على المستوى الدولي لفرض تهدئة على جميع الأطراف، كاشفاً وجود محاولات للوصول إلى رؤية جديدة، تتضمن تشكيل لجان مفاوضات من جديد.
واعتبر الرقب أن هناك دعم فلسطيني لتزع فتيل الأزمة، معللاً ذلك بعدم وجود المقدرة على الهجوم الإسرائيلي وفق تعبيره.
كما توقع أن يستمر التصعيد لمدة 48 ساعة قادمة لتحسين شروط التفاوض، خصوصا وأن إسرائيل لم تحقق أهدافها من التصعيد العسكري، لذا بدأت قصفا عشوائيا، بحسب وصفه.
ووفق موقع البيان الإماراتي فقد عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن دعمه للتهدئة، وتأييده لوقف إطلاق النار، وذلك خلال اتصال سابق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي أكد انخراط بلاده مع مصر وشركاء دوليين، لضبط التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب بيان للبيت الأبيض.
المصدر: "البيان" الإماراتية