أخبار

تحليل سياسي يبين نجاح تركيا بتقييد أهداف روسيا دون حاجة للولايات المتحدة أو حلف الناتو

5 حزيران 2021 17:16

ذكرت صحيفة أحوال التركية، بأنه وفي مقال افتتاحي نشر بتاريخ 2 يونيو على موقع شبكة TRT World الإخبارية، قال المحلل السياسي في مركبز SETA، عمر أوزكيزيلجيك، أن تركيا قد أظهرت قدرة على تقييد أهداف روسيا في العديد من مناطق الصراع دون الحاجة إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية أو حلف الناتو، وقد أثار ذلك جنبا إلى جنب مع العلاقات العسكرية المتنامية بين تركيا وأوروبا الشرقية، قلق موسكو.

كما ويشير أوزكيزيلجيك إلى أن تركيا وروسيا حافظتا على علاقات عمل بينهما على الرغم من مصالحهما المتباينة في العديد من مناطق الصراع، فعلى سبيل المثال، عمل البلدان معا في مشاريع طاقة مشتركة، حتى أن تركيا اشترت أنظمة دفاع جوي صاروخي روسية الصنع من طراز S-400، وعلاوة على ذلك، وجد كلا البلدين طرقا للتعاون ومنع حدوث قطيعة متوترة في العلاقات من النوع الذي حدث بعد أن أسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية على حدودها مع سوريا في شهر نوفمبر من عام 2015.

ومع ذلك، يرى أوزكيزيلجيك مؤشرات على أن علاقات العمل هذه قد تواجه تحديا خطيرا بشأن قضية أوكرانيا، حيث نقل عن تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخير لتركيا بوقف تأجيج المشاعر العسكرية في كييف، بالإضافة إلى ذلك، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تركيا من دعم التتار الأتراك في أوكرانيا، مضيفة أن روسيا يمكن أن ترد من خلال الاهتمام بقضايا مماثلة في تركيا.

حيث جاءت هذه التعليقات في أعقاب حظر السياحة الروسية في تركيا، والذي تدعي موسكو أنه كان مدفوعا بعدد حالات فيروس كورونا في تركيا وليس بسبب أي نزاع سياسي، ومع ذلك، يشتبه أوزكيزيلجيك في أن الحظر مرتبط بالخلاف بين الدولتين حول أوكرانيا، مشيرا إلى أن المرة الأخيرة التي فرضت فيها روسيا عقوبات تتعلق بالسياحة كانت خلال المرحلة المتدنية في العلاقات بعد إسقاط تركيا لطائرتها المقاتلة.

وأضافت الصحيفة، بأن روسيا تعارض العلاقات العسكرية بين تركيا وأوكرانيا بشدة، خشية أن تمكن كييف من تكرار انتصارات مدعومة من تركيا، حيث أن قدرة تركيا على إيقاف روسيا في سوريا، من وجهة نظر أوزكيزيلجيك، ونجاحها في قلب ميزان القوة العسكري في ليبيا ضد أمير الحرب المدعوم من روسيا خليفة حفتر، والدور الحاسم الذي لعبته تركيا في ناغورنو كاراباخ، ليست مجرد انتصارات عسكرية، بل أصبحت نموذجا للحد من أهداف روسيا دون الحاجة إلى أي مساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية أو حلف الناتو.

كما ويستشهد أوزكيزيلجيك بالعديد من الأمثلة الأخرى التي لم ترغب تركيا فيها بالاعتماد على دعم الولايات المتحدة أو حلف الناتو، بل اعتمدت بشكل أساسي على قدرتها على بناء طائراتها المسلحة المسيرة وشن حملات عسكرية فعالة، كما ووسعت تعاونها مع أوكرانيا، مما ساعدها على إنتاج طائرة Akinci المسيرة الجديدة، والتي خلفت الطائرات التركية القتالية التي أثبتت جدارتها في ميادين القتال، طائرة Bayraktar TB2.

وبينت صحيفة أحوال، بأن أوزكيزيلجيك أشار إلى أن دول أوروبا الشرقية بدأت تتوصل إلى نتيجة مماثلة مفادها أنها، مثل تركيا، لا يمكنها الاعتماد بالكامل على حلف الناتو، مضيفا: " بعد أن رأينا أنه من الممكن تقييد أهداف روسيا دون مساعدة الولايات المتحدة أو دول أوروبا الغربية، تبدي بعض دول أوروبا الشرقية اهتماما متزايدا بالنموذج التركي، لذلك، ليس من قبيل المصادفة أن بولندا قد قررت شراء طائرات TB2 Bayraktar التركية المسيرة، وأن دولا أخرى مثل هنغاريا وكازاخستان ورومانيا ودول البلطيق مرشحة لشرائها أيضا".

وأكمل: " بينما تريد روسيا الحفاظ على وضعها الراهن مع تركيا، فإن الإلهام الذي قدمته تركيا لدول أوروبا الشرقية هو شيء جديد على الحسابات الروسية، وردا على ذلك، يبدو أن روسيا قد بدأت في فرض العقوبات على تركيا، على الرغم من شكي في رد أنقرة عليها، فبعد مرور الوقت، سترى موسكو أن العقوبات لا تعمل وستضطر إلى اتخاذ قرار صارم إما بالمخاطرة بمواجهة غير مرغوب فيها مع أنقرة أو مواصلة اللعب وفقا للقواعد غير المكتوبة التي تحكم سياسة حافة الهاوية بين روسيا وتركيا".

المصدر: صحيفة أحوال التركية