تتواصل الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة بأشكال مختلفة، فإن لم تكن الحرب عسكرية كما حدث في التصعيد العسكري الأخير الذي استمر 11 يوماً وأدى لاستشهاد مئات الفلسطينيين نصفهم من الأطفال والنساء، وإصابة الآلاف بجروح، فتأتي الحرب بأشكل أخرى كالحصار الخانق المفروض على القطاع بما به من تداعيات على الحالة الصحية والغذائية لسكان غزة، دون أن يوفر الكيان الإسرائيلي فرصة للإضرار بغزة وأهلها إلا ويقوم بها.
وبحسب تقارير جديدة فقد دخل النظام البيئي لقطاع غزة على خط التعرض للحرب والهجوم الإسرائيلي، دون أن يخفى أثر التعرض لهذا النظام على ساكني القطاع المحاصر وعلى أمنهم الصحي والغذائي.
فقد نقل موقع روسيا اليوم، عن مدير مركز "الميزان" الفلسطيني لحقوق الإنسان عصام يونس قوله، بأن الجيش الإسرائيلي يتعمد إصابة النظام البيئي لقطاع غزة بالخلل، ما يهدد حياة سكانه بالخطر.
حيث أكد يونس تعمد الجيش الإسرائيلي إصابة النظام البيئي لقطاع غزة بالخلل، رغم الواقع البيئي الخطير في ظل الحصار، مما سيؤدي حتماً لآثار سلبية على الحقوق الصحية وغيرها من الحقوق لأكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
وقد أصدر مركز الميزان بياناً يوثق الاعتداءات الإسرائيلية باستهداف متعمد لكل ماله علاقة بتخريب النظام البيئي في غزة، حيث جاء فيه " في سياق تنفيذ سياسة الانتقام من المدنيين وتأزيم الواقع البيئي المنهك والضعيف، تعمدت تلك القوات استهداف مرافق أساسية تسهم في الحفاظ على البيئة من بينها تدمير مضخات مياه الصرف الصحي، وأحدثت أضرار في محطات المعالجة المركزية المخصصة لمعالجة المياه العادمة، مما دفع بالجهات المختصة إلى ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر لترتفع نسبة التلوث وتهدد حياة المواطنين والحياة البحرية".
ووفقاً للبيان فقد ألحق القصف الإسرائيلي تدميراً واسعاً في آبار وشبكات مياه الشرب وخطوط النقل الرئيسية، مما أثر على حصول الفلسطينيين على كميات كافية وآمنة من مياه الشرب.
كما ذكر البيان تعمد الكيان الإسرائيلي باستهداف أنظمة الكهرباء من محولات وشبكات لتوصيل الكهرباء الأرضية والهوائية، وتوقف مولدين من أصل ثلاثة كانت تعمل قبل العدوان مما تسبب في عجز شديد في الطاقة الكهربائية، والذي أثر على عمل المرافق الخدماتية التابعة للبلديات والمخصصة للحفاظ على البيئة.
كما دعا المركز المجتمع الدولي للتحرك لحماية المدنيين وممتلكاتهم والمرافق الخدمية والضغط على إسرائيل لتضمن تحسن الخدمات، والطلب من المانحين تخصيص الأموال الكافية لدعم البلديات لتتمكن من تنفيذ أنشطتها الضرورية والحيوية.
كما طالب المركز في بيانه بإرسال بعثة من الخبراء والمختصين لتحليل بقايا الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في قصف غزة ومعرفة أثارها على الإنسان والبيئة من تراب ومياه في القطاع على حد سواء.
المصدر: روسيا اليوم