تتعمق الأزمة اللبنانية أمام الانقسام السياسي الحاد الذي أفشل لحد اللحظة، تفاهم السياسيين على انجاز المعجزة المتمثلة بتشكيل الحكومة المنتظرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، في وقت يغرق فيه لبنان بمشكلات اقتصادية ومالية أدت إلى انهيار الليرة اللبنانية وتدهور كبير في الوضع المعيشي.
ونقل موقع الجمهورية عن مصادر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أن ديبلوماسيين بريطانيين، عبروا عن القلق البالغ حيال مستقبل الوضع في لبنان، ويرون أن التوتر السياسي الحاصل في لبنان، عامل معقّد لأزمة لبنان أكثر، بينما يتوجب على المسؤولين اللبنانيين الاستجابة لنصائح المجتمع الدولي والاتفاق على حكومة قبل فوات الآوان لتنفيذ إصلاحات تسرع المساعدات الدولية في ظل الصعوبات التي يعانيها البلد.
كما أكدت المصادر، بأن الدبلوماسية الفرنسية تواكب تطورات الأحداث في لبنان، وتتخوف من زيادة صعوبات اللبنانيين بسبب التوتر السياسي القائم، وكشفت عن مبادرتها لإرسال رسائل إلى كبار المسؤولين اللبنانيين تحثّ فيها على إنجاح الجهود الرامية إلى تأليف حكومة، مشيرة إلى دعم فرنسي لمبادرة الرئيس بري.
وبحسب ما نقله موقع الجمهورية عن مصادر دبلوماسية في باريس، فإن فرنسا ترى من الاشارات الواردة من بيروت إصراراً من قبل بعض الأطراف السياسيين في لبنان على اعتماد المنحى السلبي في مقاربة المبادرة الفرنسية، والمبادرات الاخرى في إشارة الى مبادرة الرئيس نبيه بري، مؤكدة استمرار إدارة ماكرون رغم الضغوط عليها بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في الوقوف بجانب الشعب اللبناني وحشد الدعم الدولي للبنان، كالمؤتمر الدولي الداعم للجيش اللبناني.
وأشارت المصادر الفرنسية بأن باريس التي تشجع مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني لا تلمس إرادة سياسية صادقة لدى السياسيين في لبنان، بل تغليب لمصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة لبنان والشعب اللبناني، مما يضع لبنان أمام احتمالات صعبة وخطيرة.
وفي سياق متصل تأتي زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى بيت الوسط ولقاؤها الرئيس المكلف سعد الحريري، للدفع بتسريع تشكيل الحكومة.
حيث أوضحت مصادر صديقة لواشنطن، بأنها تشارك المجتمع الدولي قلقه حيال الوضع الدقيق في لبنان، مؤكدة على ضرورة تشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات وتكافح الفساد وإجراء انتخابات نيابية في موعدها، مطالبة بوقف مسلسل الشروط والاعتبارات والحسابات والسياسات الضيّقة التي تعطّل تشكيل الحكومة، وتقفل على لبنان باب المساعدات الدولية، مشيرة إلى دعم واشنطن للمبادرات التي تسرع تأليف الحكومة.
في حين نقل موقع الجمهورية، عن العائدين من موسكو تأكيدها للمسؤولين اللبنانيين المحافظة على استقرار لبنان مجددة وقوفها إلى جانبه، واستعدادها لتشكيل عامل مساعد لإخراجه من أزمته، كاشفة عن خطط لتقديم المساعدة إلى لبنان وبشكل خاص من الناحية الاقتصادية.
ونقل العائدون، اعتبار موسكو أن طريق الحل يتمثل بالإسراع بتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري لمعالجة المشكلات الاقتصادية، مبدية استعدادها لتقديم أي مساعدة في هذا المجال
وعربياً، أكدت معلومات للجمهورية، بأن الديبلوماسية المصرية ترى أن أعباء لبنان ستتفاقم مع تأخر اللبنانيين في التوافق على الحكومة، مما يزيد المعاناة، مشجعة الأشقاء في لبنان على الالتقاء لبلوغ مخرج وتفاهم على الحكومة وفق المبادرات المطروحة.
المصدر: الجمهورية