أخبار

الناتو يضع المجر خلف الستار الحديدي

14 تموز 2021 22:23

الستار الحديدي عبارة اصطلحها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في الأربعينيات، ويُقال إن وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز أول من استعملها، والستار الحديدي هو حد وضعه الاتحاد السوفيتي ليفصل أوروبا الشرقية عن أوروبا الغربية، إذ أقام حواجز تجارية ورقابة صارمة، عزلت البلاد ودول أوروبا الشرقية التي كانت تسير في فلكه عن بقية العالم.

واليوم يشن الناتو والاتحاد الأوروبي هجوماً سياسياً منسقاً على المجر لوضع حد لتعاونها مع الصين وروسيا، ويريدون منها إنهاء اتفاقها مع روسيا بشأن توسيع محطة باكس للطاقة النووية، واتفاقها مع الصين بشأن بناء خط سكة حديد بلغراد – بودابست، وتأسيس جامعة فودان في هنغاريا.

يقول الصحافي المجري إندري سيمو إن "نظام التحالف الغربي، الذي يضم بلدنا عضواً فيه، يطلب منا قطع علاقاتنا مع الشرق، والخضوع الكامل لإرادة الناتو، وهم يموّهون هجومهم تحت ستار الدفاع عن الديمقراطية، فيزعمون أنهم قلقون على مصير الحريات وحقوق الإنسان في المجر، ولا شك أن هذه المشاكل موجودة في وطننا".

ويضيف إندري سيمو " لا يوجد أدنى شك في أن سبب تلك المشاكل لا يتعلق أبداً في بناء علاقات مع الشرق والتعاون على أساس المنفعة المتبادلة، لكن الغرب يخشى أن يمسي النموذج المجري جذاباً، خاصةً وقد اتضح أن الانفتاح على الشرق سيحقق فوائد هائلة، بما في ذلك إنقاذ الأرواح في ظل جائحة كورونا".

وبحسب الصحافي المجري، يشتكي الغرب من أن القوة لن تؤلب الناس على الروس والصينيين، مثلما حدث مع بولندا والتشيك ورومانيا ودول البلطيق، وإنهم يخشون من استعداد المجر لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، والأهم من ذلك أنهم يخشون من استخدام حق النقض ضد انضمام أوكرانيا إلى الناتو، فتراهم يدعون الخوف على الديمقراطية في المجر، ويتحالفون مع النازيين في أوكرانيا.

لم يُوجَّه أي انتقاد للقانون الذي جرى تمريره في الأول من تموز/يوليو، والذي يقسم أوكرانيا إلى مجموعات عرقية رئيسية وثانوية، ويضع أساساً قانونياً لحرمان الشعوب والأمم والأقليات القومية من حقوقها، إذ إن الأقليات الهنغارية والروثينية والروسية والبولندية والرومانية والعديد من الأقليات الأخرى التي تشكل أوكرانيا لم تعدْ تُعدّ من السكان الأصليين تبعاً لهذا القانون.

ولو كان هدف الناتو الحقيقي هو حماية الحريات وحقوق الإنسان، فلن يدعم أوكرانيا التي تسحق تلك الحقوق. لكن هدفه هو استخدام أوكرانيا ذريعة ضد روسيا، وبهذا فهو يدير ظهره لقيمه المعلنة، ويتّحد مع المتطرفين الأوكرانيين، متخذاً من مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" مبدأ له.

ويقول إندري سيمو إن هذا "لا يعرض المجريين الذين يعيشون في أوكرانيا لفظائع فحسب، بل إنه يهدد أيضاً سلام المجر وأمنه من خلال إعادة تسليح أوكرانيا، وتدريباتهما العسكرية المشتركة، وسلسلة استفزازاته بشأن شبه جزيرة القرم.

ويتابع الصحافي المجري: " استناداً إلى عقيدة جمعية السلام المجرية، يجب أن تعيش المجر في سلام، وأن تتمتع بعلاقات جيدة مع الشرق والغرب. نحن نعد الحليف المتردد عائقاً في هذه المسألة المصيرية لبقاء أمتنا. وتنادي جمعية السلام المجرية بالصداقة والتعايش السلمي بين الشعوب. نروم تعاوناً متساوياً ومحترماً مع الشرق، لا ستاراً حديدياً غربياً مع الشرق".