أخبار

غلوبال تايمز يحذر المملكة المتحدة من المغامرة في بحر الصين الجنوبي

29 تموز 2021 19:15

حذر موقع غلوبال تايمز في افتتاحيته التي نشرها اليوم المملكة المتحدة من تجريب حظها في بحر الصين الجنوبي، ووجه تحذيره إلى دول أخرى من خارج المنطقة أيضاً، وبين أن الصين لن تسكت عن استفزازات الولايات المتحدة أو حلفائها، ونصح الدول بالابتعاد عن هذه المواجهة لتجنب "الإصابات العرضية".

واستهل المقال بالحديث عن دخول مجموعة حاملة الطائرات البريطانية "كوين إليزابيث" الأحد الفائت بحر الصين الجنوبي عبر مضيق ملقا، دون أن تقدم على أي فعل مثير للانتباه حتى الآن. واستشهد بمجلة "ذا واشنطن إكزامينر"، وهي وسيلة إعلام يمينية أمريكية، التي كتبت في 23 تموز/يوليو مقالاً جاء فيه: إن "السؤال عن إن كانت العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة لها حقاً كل هذه الخصوصية.. يعتمد كثيراً على اختبار الدخول لمسافة 12 ميلاً في بحر الصين الجنوبي - وبشكل أكثر تحديداً، إذا كان رئيس الوزراء بوريس جونسون قد أرسل سفينة حربية بريطانية ضمن مسافة 12 ميلاً من الأراضي الصينية الاصطناعية أم لم يرسل". وفي وقت سابق، قالت المملكة المتحدة إن بريطانيا لا تبحث عن "مواجهة"، وإنما يتعين عليها "ممارسة حقها في حرية الملاحة"، بحسب قناة "بي بي سي".

وأشار المقال إلى أن إبحار مجموعة حاملة الطائرات "كوين إليزابيث" الضاربة إلى بحر الصين الجنوبي هو محاولة من المملكة المتحدة لإظهار وجودها في المنطقة، وقال: "نحن نحذر هذه المجموعة بجدية بأنهم ملزمون بضبط النفس والامتثال للقواعد. ونرجو اتباع ممرات الشحن الدولية الحالية والبقاء على بعد 12 ميلاً بحرياً على الأقل من الجزر والشعاب المرجانية الصينية".

وتابع: دخلت السفن الحربية الأمريكية مراراً بحدود 12 ميلاً بحرياً للجزر الصينية بشكل غير قانوني في بحر الصين الجنوبي. وحتى الآن، ضبطت الصين نفسها إلى أقصى حد. لكن هذا لا يعني أننا سنتسامح مع مثل هذه الاستفزازات على المدى الطويل، ولا يعني أن حلفاء الولايات المتحدة يمكنهم تقليد موقف للولايات المتحدة الخطير، فمن المرجح أن تصعد الصين من محاولاتها لطرد السفن الحربية في أي وقت. وإن وقف مثل هذا السلوك التدخلي الذي ينتهك المياه الإقليمية للصين هو صراع مقدّر للصين تصعيده.

ونصح المقال حلفاء الولايات المتحدة بتوخي الحذر، والبقاء على مسافة كافية من الخطوط الحمراء الصينية، والامتناع عن التقدم. يجب أن نقول لهم بصراحة أنه إذا تصرفت سفنهم الحربية بشكل طائش كما يفعل الجيش الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، فمن المرجح أن يصبحوا عبرة عن دفاع الصين عن سيادتها ووحدة أراضيها - مثلما يقول المثل الصيني: أعدم واحداً يتعظ مئة.

ومن نافلة القول إن الصين عززت قدراتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي. هذه لا تنطوي فقط على نشر السفن الحربية في المنطقة، بل الاستعدادات العسكرية المنهجية أيضاً. وتعد المسافة بين مناطق النقاط الساخنة في بحر الصين الجنوبي والبر الرئيسي الصيني مثالية لاستخدام صواريخ الصين المختلفة متوسطة المدى. لذا ستكون الولايات المتحدة وأتباعها مخطئة إن حسبت أن من لديه حاملات طائرات أكثر ومقاتلات أكثر في المنطقة هو المسيطر، إذ إن حاملات الطائرات هذه ضعيفة جداً أمام النزاعات العسكرية العنيفة.

وبين المقال أن بحر الصين الجنوبي يعد قناة نقل بحري دولية، وتحققت حرية الملاحة فيه بالكامل تاريخياً، وبموجب القانون الدولي، تمكنت السفن الحربية، من بينها التابعة للولايات المتحدة وحلفائها، من المرور عبر بحر الصين الجنوبي دون عوائق. ولكن إن أرادت تلك السفن ممارسة ضغوط جيوسياسية وبناء جدار لاحتواء الصين على طول خطوط الشحن هذه، ستصدها الصين. وستزداد حدة المواجهة باستمرار.

وأضاف: إن فكرة الوجود البريطاني في بحر الصين الجنوبي هي فكرة خطيرة. نحن نحترم حق المرور في بحر الصين الجنوبي الذي يمنحه القانون الدولي للقوات العسكرية من جميع البلدان.

لكن إن حاولت لندن إقامة وجود عسكري في المنطقة ذي أهمية جيوسياسية، سيؤدي ذلك إلى تعطيل الوضع القائم في المنطقة. وليس لدى المملكة المتحدة القدرة على إعادة تشكيل بحر الصين الجنوبي. وعلى وجه الدقة، إن أرادت المملكة المتحدة أن تؤدي دور المتنمر على الصين في المنطقة، فهي تحط من قدرها. وإذا أجرت أي عمل حقيقي ضد الصين، فهي تنشد الهزيمة.

وشمل المقال بنصيحته أستراليا واليابان، فقال: بالنسبة للمجتمع الدولي، ثمة ممر ملاحي في بحر الصين الجنوبي، ثم إن هناك خلافات إقليمية بين دول المنطقة المختلفة. وفيما يتعلق بهذه الخلافات، تعمل الصين ودول أخرى في المنطقة على التوصل إلى قواعد سلوك في بحر الصين الجنوبي لحل هذه الخلافات بشكل سلمي أو إدارتها بشكل فعال. باختصار، هذه مسألة بين دول المنطقة، لذا يجب على الدول خارج المنطقة استخدام الطريق وحسب، بدل الانخراط في النزاعات.

وختم المقال بالقول إن الولايات المتحدة تريد أن يكون لها "دور" في بحر الصين الجنوبي بصورة تظهر هيمنتها وتجعل المنطقة جبهة جديدة للتنافس بين القوى العظمى. لكن هنا في بحر الصين الجنوبي، ستنهي الصين الصراع بين الهيمنة والقوى المناهضة للهيمنة مع الولايات المتحدة. وتنصح جميع الدول الأخرى خارج المنطقة بالابتعاد عن هذه المواجهة لتجنب "الإصابات العرضية".


Global Times