مدير عام منظمة الصحة العالمية يصف الدول الغنية بأنهم "عديمو الضمير"

مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس

انتقد مدير عام منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، الدول الغنية لطرحها حقنات معززة لشرائح معينة من سكانها، في الوقت الذي لم يتلق فيه مليارات الأشخاص عبر العالم - وخاصة في البلدان الفقيرة – ولو جرعة واحدة من لقاح كورونا، وذلك في مقال نشره على موقع "تايم".

وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "دليل على انعدام الضمير أنْ تعلن بعض الشركات المنتجة للقاحات عن أرباح قياسية، وأن تقدم بعض البلدان معززات، بينما يظل كثير من الناس غير محميين، ولضمان حماية جميع العاملين الصحيين... في بلدان مثل أوغندا، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد -19 الوخيم، فإن قرار إيقاف توزيع المعززات مؤقتاً هو بيان تضامن ضروري ومطلوب بشدة، ومن شأنه أن يساعد في إنقاذ أكبر قدر من الناس، ويساعد في إنهاء مرحلة الانتشار الحاد لهذه الجائحة في كل مكان".

وقال موقع "كمن دريمز" أن تعليقات مدير عام منظمة الصحة العالمية جاءت قبل ساعات من توسيع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصاريح الاستخدام الطارئ لجرعتي لقاح "فايزر" ولقاح "موديرنا" لتشمل الموافقة على جرعة إضافية لبعض الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة. والولايات المتحدة، التي رفضت دعوة تيدروس إلى وقف المعززات بشكل مؤقت، هي واحدة من نحو اثنتي عشرة دولة تفكر في استخدام المعززات أو بدأت بها حالياً.

وفي الأسبوع الماضي، قال تيدروس إن على الدول الغنية تأجيل إعطاء جرعات ثالثة حتى نهاية أيلول/سبتمبر على الأقل، وإرسال جرعات إضافية إلى البلدان الفقيرة، التي لم تستطع العشرات منها إلا تطعيم أقل من 10٪ من سكانها. وحذر خبراء الصحة العامة على مدى أشهر من أن ترك مساحات واسعة من العالم بدون تلقيح يزيد من فرص ظهور سلالة كوفيد 19 مقاومة للقاحات، ومن ثم انتشارها في جميع أنحاء العالم.

وقال تيدروس في المقال: "حتى اليوم، أعطت 10 دول أكثر من 75٪ من مجموع اللقاحات في العالم، بينما تلقت البلدان الفقيرة ما يزيد قليلاً عن 1٪، وهي نسبة ليست قريبة بما يكفي لتطعيم العاملين الصحيين لديها وكبار السن وغيرهم من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة وأكثر عرضة الموت".

وتابع: "بالرغم من هذا الظلم القاسي، صرحت بعض الدول الغنية عن خطط لإعطاء جرعات معززة للسكان الذين تلقوا بالفعل دورة كاملة من التطعيم، وهذا مرفوض من الناحية الأخلاقية، عند النظر إلى مئات ملايين الأشخاص الذين لم يتلقوا بعد ولو جرعة واحدة في أفقر بلدان العالم، وجمع البيانات العلمية لدعم مثل هذا التدخل السياسي الكبير لا يزال جارٍ، الأمر الذي سيكون له آثار هائلة على إمدادات اللقاحات العالمية".

وفي تحليلها المرحلي للحاجة المحتملة إلى جرعات معززة، خلصت منظمة الصحة العالمية إلى أنه "حتى الآن، لا تزال الأدلة محدودة وغير حاسمة بشأن أي حاجة إلى جرعات معززة بعد سلسلة التطعيم الأولية".

وأضافت المنظمة: "في سياق القيود الجارية على إمدادات اللقاحات العالمية، سيؤدي إعطاء جرعات معززة إلى مزيد من الإجحاف من خلال زيادة الطلب واستهلاك الإمدادات النادرة، في حين أن السكان ذوي الأولوية في بعض البلدان، أو المناطق دون الوطنية، لم يتلقوا بعد سلسلة تطعيم أولية".

وأشار موقع "كمن دريمز" إلى أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، ودول ثرية أخرى - التي يحظر بعضها التنازل عن "براءة الاختراع" الذي اقترح بهدف تعزيز إمدادات اللقاح العالمية - رفضت الاستجابة لدعوة منظمة الصحة العالمية بوقف الجرعات المعززة مؤقتاً، حتى إنها ما زالت تشتري جرعات إضافية لتجهيز حملات الترويج للمعززات، التي تعد فرصة ربح كبيرة لشركتي "فايزر" و"موديرنا".

وذكرت صحيفة لندن تايمز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن بريطانيا "طلبت 35 مليون جرعة من لقاح فايزر لحملة الترويج للمعززات المزمع بدؤها في خريف العام المقبل، بتكلفة أعلى بكثير، بعد أن رفعت شركة الأدوية الأمريكية الأسعار استجابة للطلب".

وفي بيان صدر الأربعاء الفائت، أشارت مجموعة "غلوبال جستيس ناو" إلى أن طلب بريطانيا 35 مليون جرعة سيكون كافياً لتطعيم سكان هايتي بالكامل – وسيبقى منها بضعة ملايين جرعة.

وقال مدير المجموعة نيك ديردن "لم يكتفوا بربح 10 مليار جنيه إسترليني من لقاحهم هذا العام، والمعيب في الأمر أن رفع شركة فايزر لأسعارها في خضم انتشار الجائحة أمر غير مستغرب، لكن مليارات الناس لا يزالون غير محصنين في البلدان ذات الأنظمة الصحية التي لا تستطيع تحمل هذا النوع من التربح".

وتابع ديردن: "مجدداً، ستوضع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل إلى ذيل قائمة الانتظار، بينما تنفق المملكة المتحدة أموالاً طائلة على حقن معززات باهظة الثمن، وإن قيمة الـ 35 مليون جرعة التي طلبناها لعام 2022 بإمكانها أن توفر جرعتين لكل شخص في بلد مثل هايتي، حيث لم يطعم فيها حالياً إلا 340 شخصاً فقط".


موقع كَمُن دريمز