توصلت دراسة صغيرة إلى أن "التمرين" اليومي السريع لعضلات التنفس قد يساعد الناس على خفض ضغط الدم لديهم إلى درجة مماثلة للتمارين الرياضية أو حتى الأدوية.
تمرين التنفس اليومي لمدة 5 دقائق فعال مثل أدوية ضغط الدم
تسمى هذه التقنية بتدريب تقوية عضلات التنفس "تقوية عضلات الاستنشاق"، وهي تتضمن استخدام جهاز يوفر المقاومة عندما يستنشق المستخدم، بشكل أساسي تمرين الحجاب الحاجز وعضلات التنفس الأخرى.
وجد الباحثون أنه على مدى ستة أسابيع، خفضت التمارين ضغط الدم لدى المشاركين في الدراسة بمقدار تسع نقاط في المتوسط.
وقال الباحث الرئيسي دانيال كريغهيد، أستاذ الأبحاث المساعد في جامعة كولورادو، بولدر، أن كل ما استغرقه الأمر هو خمس دقائق من التدريب يومياً.
وقال إن هناك محاذير لهذا التدريب، حيث كان ضغط الدم لدى المشاركين في الدراسة أعلى من المعدل الطبيعي لكنهم يتمتعون بصحة جيدة، ومن غير الواضح مدى نجاح هذه التقنية مع الأشخاص الذين يعانون من ضعف صحي.
وقال كريغيد أن هناك أيضاً السؤال عن المدة التي تستغرقها الفوائد، على الرغم من أن هذه الدراسة أظهرت بعض النتائج المشجعة، فحتى بعد انتهاء التدريب، استمرت معظم انخفاضات ضغط الدم لمدة ستة أسابيع أخرى.
فوائد تمارين التنفس
وهذا يشير إلى أن هناك "شيئاً مميزاً" في تمارين التنفس هذه، وفقاً لكريغهيد، والذي أضاف "نحن متحمسون لمزيد من الدراسة"، ونُشرت النتائج مؤخراً على الإنترنت في مجلة جمعية القلب الأمريكية.
كما تمت دراسة تدريب قوة العضلات التنفسية لحالات الرئة مثل الربو وانتفاخ الرئة ولتعزيز القدرة على التحمل الرياضي، وفقاً لما ذكره كريغيد، الذي يستخدم هذه التقنية في تدريباته الماراثونية الخاصة.
توقف التنفس أثناء النوم
ولكن وجدت تجربة حديثة أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، أو اضطراب التنفس الليلي، فإن هذا التمرين يخفض أيضاً ضغط الدم، ولذلك أراد فريق كريغهيد معرفة ما إذا كان التدريب يمكن أن يساعد الأشخاص الذين كانت مشكلتهم الصحية الوحيدة هي ارتفاع ضغط الدم.
وشملت هذه الدراسة، التي تم تمويلها من قبل المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة وجمعية القلب الأمريكية، 36 بالغ تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 79 عام، وكان ضغط الدم الانقباضي أعلى من المعدل الطبيعي، أي أعلى من 120 ملم زئبق، علماً أن الضغط الانقباضي هو القوة التي يبذلها دمك ضد جدران الشرايين عندما ينبض قلبك.
كما قام الباحثون بتخصيص المشاركين بشكل عشوائي إلى إحدى المجموعتين: في واحدة، استخدم المشاركون جهاز يدوي يوفر المقاومة أثناء الاستنشاق، على غرار محاولة الامتصاص عبر أنبوب، وقامت المجموعة الأخرى بنسخة "زائفة" من التمرين، باستخدام جهاز لم يقدم سوى القليل جداً من المقاومة.
وقال كريغهيد عن التدريب الحقيقي: "إنه ليس مريحاً، مثل التنفس العميق البطيء، إنه أشبه بالتمرين الرياضي". ولحسن الحظ، إنه تمرين قصير، 30 استنشاق، أو حوالي 5 دقائق يومياً.
ووجدت الدراسة أنه بعد ستة أسابيع، لاحظ الأشخاص في مجموعة تمرين تقوية عضلات التنفس، انخفاض ضغط الدم الانقباضي لديهم من متوسط 135 ملم زئبق إلى 126 ملم زئبق. ووفقاً لكريغهيد، فإن التحسن يتساوى مع الأدوية، بل إنه أفضل من المعتاد في التمرين.
جهاز تدريب العضلات التنفسية
ومع ذلك، لا أحد يقول إنه يجب على الناس التخلص من الوصفات الطبية الحالية وشراء جهاز تدريب العضلات التنفسية.
وقالت الدكتورة كارين غريفين، رئيسة مجلس ارتفاع ضغط الدم في جمعية القلب الأمريكية "لن يكون من الحكمة" التوقف ببساطة عن تناول أدوية ضغط الدم أو ممارسة الرياضة.
وقالت إن النتائج تزيد من احتمال أن يجلب تدريب تقوية عضلات التنفس فوائد إضافية، بل ويسمح لبعض الأشخاص بتناول أدوية أقل، لكن غريفين وافقت على أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لمعرفة ما إذا كانت التمارين مفيدة بنفس القدر للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
المصدر: موقع نيوز ماكس