أخبار لبنان

صراع المصالح يعيق مسار تشكيل الحكومة والتأليف رهن الوساطات

8 أيلول 2021 09:35

بات واضحاً أن الصراع على الحصص في الحكومة المرتقبة بين كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، هو السبب الرئيسي الذي سبب تعثر تشكيل الحكومة حتى الآن، فالأجواء الإيجابية المصطنعة تخفي تصلباً بالمواقف، وتعويلاً من كل طرف على تنازل الطرف الآخر لتمرير عملية التأليف.

وبحسب موقع الأخبار اللبنانية، فقد اصطدم حراك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعقَد شلّت القدرة على تأليف الحكومة غيرَ أنّ النافذة التي فتحها إبراهيم الأسبوع الماضي وأغلِقت بسبب تمترس كلّ من الرئيسين عون وميقاتي خلف مطالبهما وشروطهما، لم توصِد الأبواب نهائياً في وجه التأليف، فقد علمت "الأخبار" بأن خطوطا أخرى تجري في السر إلى جانب حراك اللواء إبراهيم حيث تجري "مفاوضات مباشرة يديرها قنصل لبنان الفخري في موناكو مصطفى الصلح (صهر طه ميقاتي) مع الوزير باسيل لتذليل ما تبقّى من عقبات أمام ولادة الحكومة"، وقالت مصادر مطّلعة إن "الصلح تربطه بباسيل علاقة صداقة قوية، وهو ما دفعَ الأخوَين ميقاتي إلى أن يكونا أكثر تفاؤلاً، على اعتبار أنها تجعل فرص التوافق أكبر".

وأشار الموقع إلى أن المشاورات حول التأليف لم تنقطع رغم عدم وجود اتفاق وهي تتم بصورة مباشرة بين الرئيسين أحيانا، ولا يزال النقاش يتناول 3 عقَد: الأولى تتعلّق بوزارة الاقتصاد التي يُصرّ ميقاتي على أن تكون من حصة السنّة، والثانية، ترتبط باسمَي الوزيرين المسيحيين، وخاصة أن "ميقاتي عاد وطرح أسماء جديدة في التشكيلة الأخيرة التي حملها اللواء إبراهيم الى قصر بعبدا أول من أمس، هما عضو مجلس بلدية بيروت أنطوان سرياني وسليمان عبيد (نجل الراحل جان عبيد)، إلا أن عون رفض الأخير"، أما العقدة الثالثة التي لا تزال موضع نقاش بين الصلح وباسيل فهي إعطاء الثقة لحكومة ميقاتي الذي يشترطها مقابل إعطاء رئيس الجمهورية العدد الذي يطالب فيه بالحكومة.

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة تأكيدها بأن مسؤولية التعطيل مشتركة، وبأن "ميقاتي ليس على كلامه رباط، وقد أدخل أكثر من مرّة تعديلات على توزيع الحقائب والأسماء، بعكس ما كان يجري الاتفاق عليه مع عون وباسيل"، وكشفت المصادر أن "الأسبوع الماضي، أي منذ بدء اللواء إبراهيم حراكه، تبدّلت التشكيلة أكثر من عشر مرات".

فيما أكدت مصادر سياسية بارزة على بيّنة من المشاورات بأننا "في منتصف الطريق، فإما أن تؤدّي المفاوضات الى اتفاق نهائي، أو يعود الرئيسان عون وميقاتي أدراجهما الى المربّع الأول، وحينها تُصبِح كل الخيارات مفتوحة ومن بينها الاعتذار".

ورأت المصادر أن التطوّرات المذكورة أعلاه إنّما تؤكّد حقائق عدة، تعدّدها على الشكل الآتي:

ــــ لا يتحمّل طرف واحد من طرفَي الصراع مسؤولية إفشال كل حراك حكومي، بل إنهما معاً يدفعان في اتجاه العرقلة.

ــــ ليسَ صحيحاً أن باسيل لا يتدخّل في المفاوضات، فعلى عكس كلّ كلامه عن أنّه لا يريد المشاركة في الحكومة، فهو يتولّى خياطة كل تفصيل يتعلّق بحصّة رئيس الجمهورية، والدليل هو أن النقاش يجري معه بالمباشر.

ــــ الثلث المعطل أو الضامن ليس مجرّد اتهام غير مبنيّ على دلائل، فالمعركة الحالية هي معركة مقنّعة على هذا الثلث وتخاض بعناوين حركيّة كالأسماء والحقائب، لكنها في الحقيقة معركة حسم من له الكلمة العليا داخل مجلس الوزراء.

ــــ وقائع المفاوضات تؤشّر إلى أن الصراع ليس على الصيغة ولا التشكيلة، بقدر ما هو صراع على جدول أعمال الحكومة وبرنامجها، من التدقيق الجنائي إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومستقبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعدد من الموظفين الذين يريد رئيس الجمهورية تبديلهم، إضافة إلى التعيينات والموقف من بواخر المحروقات الإيرانية والعلاقة مع دول الجوار بما فيها سورية والمملكة العربية السعودية.

المصدر: الأخبار اللبنانية