سمير جعجع: ما شهدناه أمس هو ميني 7 أيار مسيحي

سمير جعجع: ما شهدناه أمس هو ميني 7 أيار مسيحي

قال رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، مساء اليوم الجمعة، عبر تويتر: " يمكن أن نعتبر في مكان ما أن ما شهدناه بالأمس هو "ميني 7 أيار" وإنما هذه المرّة "7 أيار" مسيحي"، وهو ما يمكن عده اعترافاً ضمنياً بضلوعه - على الأقل – بالأحداث الدموية التي شهدتها منطقة الطيونة في العاصمة بيروت.


وأتبع جعجع تغريدته بسلسلة تغريدات، أوضح فيها: "لذا كان لا بد من نوع من 7 أيار عند المسيحيين تحقيقاً للهدف الذي هو حتى هذه اللحظة إقالة أو "قبع" القاضي طارق البيطار، على ما أحبوا تسميتها، وتحديداً من أجل قتل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وليس أبداً لأي سبب آخر شخصي ضد القاضي البيطار".

وأضاف: "فإذاً وكأنه يجب أن يكون هناك اختصاص من المسيحيين في مكان ما في هذا الأمر، وما "كفى ووفى" في القضيّة هو أنه على ما أسمع أن رئيس الجمهوريّة ليس موافقاً على مسألة تغيير القاضي بيطار".

وأشار إلى أن "الهدف الرئيسي وراء "7 أيار" هذه المرّة الذي هو التحقيق في جريمة انفجار المرفأ، حيث أن المحقق العدلي في هذه الجريمة هو القاضي طارق البيطار، وكيف شاءت الظروف أنه تم تقديم طلبات ردّ للقاضي أو الارتياب المشروع".

وتابع: "أنا شخصياً منذ حينه بدأت أتنبّه لما يحاول هذا القاضي القيام به، وبدأت تتوالى الأحداث. وعاد كرّر السيد نصر الله فعلته هذه مرّة ثانيّة وثالثة ومن ثم انفلتت "الأوركيسترا" في الهجوم على القاضي البيطار، وبالتالي لن نتوصّل إلى نتيجة في التحقيق المحلي لذا من الأفضل أن نذهب منذ البداية باتجاه لجنة تقصي حقائق دوليّة. وإذا منذ قرابة الأربعة أشهر أطل علينا السيد حسن نصر الله وقام بالانقضاض على القاضي البيطار".

وأكد: "صراحةً، ليس لدي فكرة واضحة عن سبب إصرارهم هذا، إلا أنني أرتكز في هذا الأمر على المؤشرات العمليّة الموجودة لدينا جميعاً، فإذا كل هؤلاء يقومون بتسييس التحقيق ويريدون تسييس النتائج والأحكام فعندها على الدنيا السلام"، متسائلاً "لماذا القيام بكل ما يتم القيام به اليوم، فهل نتيجة التحقيق هي الحكم؟ هذا التحقيق الذي يجريه اليوم القاضي البيطار سيحوّل أمام المجلس العدلي المؤلف من أهم خمسة قضاة في لبنان وعلى رأسهم رئيس مجلس القضاء الأعلى".

وقال: " أنا لا أعرف القاضي بيطار على الصعيد الشخصي، بصراحة تامة أنا أجهل ما يقوم به في هذا الملف ولا أعتقد أن هناك إمكان أن يعرف أي فرد منا ما هو فاعل باعتبار أن التحقيق سري ولا يطّلع عليه سوى الأشخاص المعنيين به مباشرة".

وأضاف: " يريدون قتل العدالة لأنه تبيّن للجميع تباعاً أن القاضي البيطار لا ستهول أي موقع من المواقع ويقوم باستدعاء من يرى أنه يجب استدعاؤه ويتصرّف على ما يجب أن يتصرّف به قاضي التحقيق ولهذا السبب يريدون أن إيقاف عمله".

وفي إشارة إلى مقال نشرته "الأخبار"، رد جعجع: "وعما إذا كان سمير جعجع اليوم هو "هتلر لبنان": "شو هالحكي"، كل إناء ينضح بما فيه وهذا الأمر معروف تماماً في علم النفس عند النرجسيين حيث يقومون بإسقاط صفاتهم على الآخرين، فعلى الإطلاق أبداً هذا الأمر غير صحيح".

وأضاف: "نحن موجودون دائماً في هذه المناطق، فعلى سبيل المثال موضوع "كهرباء زحلة" التي عادت وانتهت بـ "خوش آمدی"، فكلما انخفض مخزون المازوت في الشركة قليلاً كنا نجد في الشارع شباب "القوات اللبنانية" في المنطقة، وإذا ما نقطع الطحين عن ضهر العين في الكورة تجد شباب "القوات اللبنانية" في الشارع".

وزعم أن أفراد القوات "موجودون في كل المناطق بشكل طبيعي. ففي الوقائع بدأ التصعيد منذ خمسة أو ستة أيام بشكل كبير جداً، وقام بهذا التصعيد بشكل أساسي السيد حسن نصر الله وفريقه و"الأروكيسترا" المواكبة له"، وتساءل: "بأي منطق يمكن لرئيس حزب، أياً يكن هذا الحزب، أن يقف منادياً بأنه يريد "قبع" القاضي لذا يجب أن يتم "قبعه"؟"

ولفت جعجع أيضاً إلى أن علينا ألا "ننسى أنهم كانوا قدو وجّهوا للقاضي تهديداً في اليوم الذي سبق، وقال السيد حسن إنه إذا ما لم تؤدِ العمليّة القانونيّة القضائيّة إلى النتيجة التي يريدونها فسيلجؤون إلى وسائل أخرى، لذا كنا جميعاً على أعصابنا"، موضحاً أنهم "يعرفون تماماً الحساسيات التقليديّة الموجودة بين عين الرمانة والضاحية واطلب منهم أن يكون التواجد العسكري في تلك المنطقة كثيف فنحن يهمنا جداً أن تمرّ التظاهر كتظاهرة من دون أي مساس بالسلم الأهلي باعتبار أن هذا السلم الأهلي يهمنا جداً جداً".

وأردف "نحن لدينا في الحزب شخص يلعب دور صلة الوصل بين الأجهزة الأمنية وبيننا واسمه عماد خوري، لذا اتصلت به وقلت له أنه على ما هو ظاهر هناك تظاهرة ستنطلق من الضاحية باتجاه قصر العدل، وهذا حق طبيعي لكل لبناني، لذا تواصل مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي".

وادعى أن خوري أبلغه أيضاً أنه "سمع التطمينات ذاتها من قوى الأمن الداخلي، وهذا الأمر حصل ليل الأربعاء وليس أبداً كما يكذبون اليوم ويقولون إننا خطتنا ونزلنا قبل يوم من المظاهرة وما إلى هنالك"، مضيفاً إن خوري "قام باتصالاته وعاد واتصل بي وأبلغني أنه سمع من قيادة الجيش على أنهم أخذوا كل الاحتياطات اللازمة وهم على وعي تام لهذه النقطة وسيقومون بنشر مجموعات عسكريّة عند كل مفترق طرق من الطاحية باتجاه عين الرمانة".

وأشار إلى أن "ما صرحت به بعد اجتماع التكل ليس النفير العسكري أبداً وإنما نفير سياسي بامتياز، وسأفسّر لماذا يهدف وقد قام النائب السابق طوني زهرا بالأمس بالكلام عن جزء منه".

وأوضح "عقدنا اجتماعنا للتباحث في الوسائل التي بين أيدينا في حال تمكن "حزب الله" من فرض قتل العدالة بالقوّة وتغيير القاضي البيطار، وتباحثنا في جميع الوسائل القانونيّة وتبيّن لنا أن القضاء يقوم بما يجب عليه القيام به والدليل على ذلك هو الحكم الأخير الصادر عن محكمة التمييز في موضوع الرد".

وأكد أنه "لم يبق إذاً سوى خيار واحد وهو إن قرّر "حزب الله" النزول إلى الأرض و"قبع" القاضي البيطار بالقوّة بشكل من الأشكال، فاتخذنا قرار في تكتل "الجمهوريّة القويّة" أن أفضل طريقة للمواجهة هي الدعوة فوراً إلى إقفال عام"، مشدداً على أن التكتل قام عقب الاجتماع مباشرة "عبر قنوات الاتصال التي لدينا ببعض جمعيات التجار وبعض الشخصيات النقابية من أجل مساعدتنا بالإقفال، لذا ردّنا على ما كان من الممكن أن يقوم به حزب الله هو الإقفال العام ولا يزال حتى هذه اللحظة هو الرد الوحيد الموجود على أجندتنا".

وأضاف: "بصراحة كانت تقديراتي على أن هذه "الدفشة" الأولى التي يريدون القيام بها وبالتالي سيتوجهون إلى قصر العدل ليظهروا أنهم جادون في ما يقومون به وستكون تحركاتهم تدريجيّة وقد نمت على هذا الأساس"، زاعماً أنه " استفقنا في اليوم التالي، وهنا الغش والكذب الكبير الحاصل في هذه المسألة، فأنا أتأسف كثيراً على كل ما نطقت به أبواقهم وعلى البيان المشترك الذي صدر من بعد ظهر الأمس كما أتأسف أيضاً وكثيراً على وزير الداخليّة يلي ما عارف شي من شي".

وأوضح جعجع أن "هؤلاء يقولون إن المتظاهرين كانوا يمرون في المنطقة، إلا أن مجموعات من "القوّات اللبنانيّة" تعرّضت لهم وهذا خطأ تماماً، فخط سير التظاهرة هو: الضاحية – دوار الطيونة – بدارو – العدليّة، وهنا أريد أن أطلب من جميع وسائل الإعلام ومن المحققين سؤال الجيش الذي كان موجوداً أين وقع الحادث الأولي؟ باعتبار أن هناك حادثة أوليّة حصلة وثم عادت لتقع المشكلة في مكان آخر تماماً وأنا لا أعرف أين وكيف، والجميع رأى مجموعات الناس التي خرجت من الضاحية حيث كان البعض فيها مسلحاً وآخرون غير مسلحين".

وقال إن وزير الداخلية "تنطّح البارحة للقول إن التظاهرة تعرّضت لإطلاق نار، في حين أن التظاهرة في مكان آخر تماماً، فهذه التظاهرة خط سيرها الضاحية – دوار الطيونة – بدارو – العدليّة إلا أن الحادث وقع في أحد أزقة عين الرمانة قرب مدرسة الفرير"، واعتبر أن "وزير الداخليّة لا يعرف الوقائع وجنح باتجاه السياسي".

وعاد فأكد على أن "نحن على الأرض، وهذا أمر صحيح، فنحن في كل المناطق التي لدينا وجود فيها فنحن موجودون فيها ولا نغيب عن أي مسألة، وهنا يجب ألا ينسى أحد ما بين عين الرمانة والضاحية من أحداث سابقة"، مشيراً إلى أنه "في الستة أشهر الماضية فقط وقع حادثتين أو ثلاثة، لذا نعم الجميع كانوا موجودين ويراقبون وينتظرون وخصوصاً لأن هناك سوابق، والكلام عن تنظيم عسكري غير صحيح أبداً والجيش اللبناني هو الوحيد الذي يعرف الوقائع كما هي".

وتابع: "نحن لدينا مراكزنا في المنطقة وفي حالات كهذه بطبيعة الحال يقوم الشباب بالتجمع في هذه المراكز وهذا أمر طبيعي، وخصوصاً في منطقة كعين الرمانة التي تعرّضت أكثر من مرّة وهم مستنفرون "وطاحشين" ويعزمون المرور على أطرافها"، مبيناً أن "من الطبيعي أن يتواجد الجميع في المنطقة، إلا أن الكلام عن خط إمدادات وانتشار عسكري فهذا غير صحيح أبداً و"ما في شي منو"، والتواجد لم يتعد الوجود الطبيعي للشباب في أحيائهم. أما بالنسبة للكلام عن القناصة فالجيش اعتقل قناصة ليقل لنا من هم ومن أين أتوا".

وزعم جعجع أنهم "بدؤوا أولاً بتكسير السيارات الموجودة في المحيط فاصطدموا بالأهالي وهناك حصل الحادث الأول، إلا أنه ليس الحادث الأولي الذي أوقع الضحايا التي وقعت. فهم لم يحاولوا فقط الدخول إلى المنطقة، وإنما بدأوا التكسير ومحاولة دخول البيوت وهذا أمر ظاهر في الكميرات، فحاولوا الدخول من المفترق الثاني فعاد وصدهم الجيش إلا أنهم عندما وصلوا إلى المفترق الثالث كان قد كبر عددهم وأصبحوا نحوا مئتي شخص وكان يقف عند هذا المفترق ثلاثة أو أربعة عناصر من الجيش فهجموا عليهم ورموهم جانباً، وهذا الأمر واضح تماماً في الفيديوهات وموثّق، ودخلوا باتجاه عين الرمانة".

وأردف بأن "الحادث وقع في أحد أزقة عين الرمانة، وما حصل هو أن التظاهرة مرّت وتوجّهت باتجاه "العدليّة" وانضمت لمن كانوا موجودين هناك وهذا أمر طبيعي وحق كل لبناني، وإذ أتى من ظهروا على جميع وسائل الإعلام ولا سرّ بهويتهم، وحاولوا الدخول إلى عين الرمانة من المفترق الأولى فتصدى لهم الجيش".

وقال: "ينبرون للكلام و"الفلسفة" عن أن ما حصل هو كمين للمظاهرة، وهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً، وليس "القوّات اللبنانيّة" من قامت بالدفاع عن المنطقة وهنا أعود لأؤكد على هذه النقطة بالذات، كل أهالي عين الرمانة قاموا بذلك.

وأضاف: "هذه قصّة منطقة بأكملها ومجتمع بأكمله، كان هناك "القوّات" وغير "القوّات" أيضاً عدد كبير من الناس كانوا متواجدين في المنطقة انطلاقاً من الأجواء السائدة في البلاد والتي أوجدها السيد حسن نصر الله بالذات، فهذه التعبئة والشحن من غير الممكن أن تؤدي في نهاية المطاف سوى لما شهدناه".

وأعرب عن أسفه "على أن مديريّة المخابرات تقوم باستدعاء أشخاص من عين الرمانة، هؤلاء كانوا يجلسون في منازلهم ومنطقتهم، لا بأس استدعوهم ولكن الأولى استدعاء من أتوا للتعدي عليهم، لأنه الأصح استدعاء المعتدي قبل المعتدى عليه".

واعتبر أن "شباب التيار الوطني الحر في مكان وقيادتهم في مكان آخر، وهم كانوا بطبيعة الحال مع الناس".

وعن اتصال الرئيس ميشال عون به، قال جعجع: "أنا أعرف الرئيس ميشال عون جيداً جداً، فهو اتصل بي عن سابق تصوّر وتصميم من أجل أن يحاول أن يضع المسؤوليّة عندي. إلى هذه الدرجة وأكثر أيضاً، ومن المعيب أن تحصل هكذا أمور في ظروف مماثلة".

وأضاف: "لم أستنظف هذا الاتصال أبداً، وما أراد قوله ليس من باب النصح أبداً فرئيس الجمهوريّة أكثر شخص يعلم تماماً بما هو حاصل على الأرض. وأعتقد أنه قصد تسميع من يعنيه الأمر أنه في طرفهم ويتهمنا بنفس الطريقة التي هم يتهمونا بها وهذا الأمر غير مقبول أبداً".

ورأى أن "قضية الرئيس عون وحيدة وهي إيصال باسيل إلى السلطة وكل ما يقوم به يصب بهذا المجال"، لذا فـ "هدفنا الأول قلب الأكثرية الحالية لأنها أوصلت البلاد إلى ما نحن عليه اليوم و"المستقبل" يكون أحياناً مع الأكثرية وأحياناً مع الأقلية وبعد مش عارف حالو".

وكان جعجع قد اعتبر أمس أن "السبب الرئيسي" لأحداث الطيونة هو "السلاح المتفلِّت والمنتشر والذي يهدِّد المواطنين في كل زمان ومكان"، في إشارة إلى سلاح حزب الله.

واتهم حزب الله وحركة أمل في بيان مشترك "القوات اللبنانية" بـ "الانتشار في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات، ومارست عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد، ما أوقع هذا العدد من الشهداء والجرحى"، كما انضم الرئيس عون إلى صفهما، وحذر جعجع بالقول "أوقف ألاعيبك"، وذلك بحسب ما كشفته جريدة "الأخبار" اليوم.

النهضة نيوز - بيروت