"هل نحن وحيدون؟" ربما يكون السؤال الذي يطرحه عامة الناس على علماء الفلك في أغلب الأحيان، ومن المؤكد أن البحث عن ذكاء خارج كوكب الأرض يستحق العناء، على الرغم من احتمالات النجاح المنخفضة، لأن المخاطر كبيرة جداً.
برنامج بريكثرو ليسن
استثمار جديد في برنامج "بريكثرو ليسن" لتطوير التلسكوبات الراديوية وأدون مسح السماء
لهذا السبب يجب أن نرحب ببرنامج "بريكثرو ليسن"، وهو التزام لمدة 10 سنوات من قبل المستثمر الروسي يوري ميلنر لكسب الوقت لبعض أفضل التلسكوبات الراديوية في العالم وتطوير أدوات لمسح السماء بطريقة أكثر شمولاً واستدامة.
ولكن حتى إذا نجح البحث، وقليل منا قد يراهن بأكثر من 1 في المائة على هذا، فمن غير المرجح أن تكون "الإشارة" من الفضائيين رسالة يمكن فك تشفيرها، ومن المرجح أن تكون ناتج ثانوي، أو حتى خللاً، لآلة فائقة التعقيد تتجاوز بكثير فهمنا والتي يمكن أن يرجع نسبها إلى كائنات عضوية غريبة على كوكب ربما كان قد بدأ بالتطور قبل مليار سنة، أو تطلب تطوره أقل من مليار سنة مقارنة بما هو موجود على الأرض.
الكواكب الشبيهة بالأرض
من المنطقي أن تركز عمليات البحث أولاً على الكواكب الشبيهة بالأرض التي تدور حول نجوم طويلة العمر، لكن مؤلفي الخيال العلمي يذكروننا بأن هناك بدائل أكثر غرابة، وعلى وجه الخصوص، قد تكون عادة الإشارة إلى الفضاء الخارجي على أنها "حضارة غريبة" شديدة التقييد، حيث تشير كلمة "الحضارة" إلى مجتمع من الأفراد: وعلى النقيض من ذلك ، قد يكون للكائنات الفضائية ذكاءً واحداً ومتكاملاً.
وحتى لو تم إرسال الإشارات، فقد لا نتعرف عليها على أنها مصطنعة لأننا قد لا نعرف كيفية فك تشفيرها، حيث قد يواجه مهندس راديو على دراية بتعديل السعة صعوبة في فك تشفير الاتصالات اللاسلكية الحديثة.
هل من الخطر البحث عن حياة فضائية؟
أجد صعوبة في مشاركة المخاوف التي يعبر عنها البعض بشأن إرسال أي إشارات من شأنها أن تكشف عن وجودنا: سيعرف الفضائيون المتقدمون بالفعل أننا هنا ويمكن أن يمنحونا اهتماماً خاصاً لأنه من الواضح أننا نمر بمرحلة انتقالية من الحضارة التكنولوجية إلى كيان آلي معقد قريب من الخالد.
وربما تعج المجرة بالفعل بالحياة المتقدمة وسيرتبط أحفادنا بمجتمع المجرة كـ "أعضاء صغار"، ومن ناحية أخرى، قد يكون الغلاف الحيوي المعقد للأرض فريداً من نوعه وقد تفشل عمليات البحث، وهذا من شأنه أن يخيب آمال الباحثين، لكن سيكون لها جانب إيجابي، فعندئذ يمكن أن يكون البشر أقل تواضعاً من الناحية الكونية.
المصدر: موقع Science Focus