أخبار

وزير الخارجية التركي: سفارات الدول العشر في حالة من الذعر

28 تشرين الأول 2021 23:28

أشار وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إلى أن حالة من الذعر شهدتها سفارات الدول العشر التي نشرت بياناً حول "عثمان كافالا"، بعد توجيهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باعتبار سفراء هذه الدول "أشخاصاً غير مرغوب بهم".

جاء تصريح أوغلو في معرض رده على أسئلة حول التطورات الراهنة، خلال مشاركته في بث حي على قناة "سي إن إن ترك"، اليوم الخميس.

وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري نشر سفراء عشر دول بياناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زعموا فيه أن القضية المستمرة بحق كافالا، المسجون بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب عام 2016، تلقي بظلالها على الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا، ودعوا إلى الإفراج عنه.

وفي الخامس والعشرين من الشهر ذاته، أفادت السفارة الأمريكية، في بيان مقتضب عبر حسابها الرسمي على تويتر، بأن الولايات المتحدة تؤكد مراعاتها للمادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، في تراجع عن موقفها السابق.

وبيّن تشاووش أوغلو خلال حديثه أن بيان السفراء العشرة "لا يمكن القبول به"، مشيراً إلى أنهم صاغوا البيان وفق مفهوم "توجيه تعليمات للبلاد والسلطة القضائية".

وذكر أن المادة 41 من اتفاقية فيينا تنص بوضوح على أنه لا يحق للدبلوماسيين التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد المعتمدين فيها، موضحاً أن أردوغان وجه بطرد السفراء، وجرى البدء بإعداد محتوى المذكرة المتعلقة بهذا الشأن، ما تسبب بإشاعة حالة من الذعر في السفارات العشر.

وأضاف: "تعمق الهلع بعد كلمة الرئيس أردوغان في ولاية أسكي شهير التي عكست مشاعر شعبنا، وكان هناك من بدأ في حزم حقائبه"، لافتاً إلى أنهم توصلوا إلى معلومات تفيد بأن دول الشمال الأوروبي أخذت زمام المبادرة في بيان السفراء.

وأوضح أن بعض السفراء أخذوا موافقة من عواصم بلدانهم بخصوص البيان، مؤكداً على علم أنقرة بأن السفير الأمريكي أخذ موافقة واشنطن ووزارة خارجية بلاده.

وأكد تشاووش أوغلو أن تركيا نفذت قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المتعلق بـ "كافالا"، مستنكراً إبراز قضية واحدة فيما يتعلق بتنفيذ قرارات المحكمة، خاصة وأن دولاً مثل اليونان وفرنسا وألمانيا والنرويج لم تنفذ بعض قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ولم تُوجّه انتقادات لهذه الدول.

وقال إن الدول العشرة دعمت كل من يعادي تركيا، إلا أن هذه المرحلة أظهرت لهم عدم قدرة أحد على التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، مشدداً على أن القضية لن تقف عند هذه الحدود، و"سنواصل متابعة الأمر، وسنتخذ في الوزارة الخارجية التدابير اللازمة".

وعن اللقاء المرتقب بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، أوضح تشاووش أوغلو أن "اللقاء سيجري في غلاسكو (الإسكتلندية) في الغالب"، (على هامش الدورة 26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بين 31 تشرين الأول/أكتوبر و12 تشرين الثاني/نوفمبر)، مشيراً إلى أن اللقاء المقرر بين بايدن وأردوغان جاء بطلب من الولايات المتحدة.

وأضاف تشاووش أوغلو إن تركيا مستمرة في اتصالاتها مع المسؤولين الأمريكيين، وأنها مع الدبلوماسية ومع الحوار.

وحول مسألة عدم تسليم تركيا مقاتلات "إف-16" قال تشاووش أوغلو: "نرى أن هناك مجموعات ضغط (لوبي) وراء هذا الموقف. لاتزال مجموعات الضغط المناهضة لتركيا فعالة"، في إشارة إلى الرسائل التي كتبها بعض أعضاء مجلس الشيوخ بهذا الخصوص.

وتابع "لكن موقف البيت الأبيض مهم للغاية. إذا كنتم ستخطون خطوة حول موضوع ما بما في ذلك بيع منتجات الدفاع لبلد ما، فإن مهمتكم هي إقناع الكونغرس. وإذا ما وافقت الإدارة الأمريكية فإنها ستقنع الكونغرس".

وبشأن إمكانية لجوء تركيا إلى المقاتلات الروسية "سو 35" "وسو 57" إذا فشلت في حصولها على "إف-16"، قال تشاووش أوغلو: "تركيا لم يسبق لها أن كانت عاجزة. بدأنا في تصنيع بعض المنتجات الدفاعية بأنفسنا. ونحصل على بعض الأجزاء الأخرى من مصادر مختلفة. ونواصل طريقنا في ذلك".

وذكر أنه "في حال لم ترغب الولايات المتحدة ببيع مقاتلاتها، أو لم تحل المشكلات الحاصلة أو لم تقنع الكونغرس، فإننا سنلجأ إلى خيارات أخرى بما فيها المقاتلات الروسية".

وحول الوضع في أفغانستان، قال الوزير التركي إنهم وجهوا رسائل واضحة للوفد الأفغاني الذي زار تركيا، بخصوص المشاركة في الحكومة وإرسال الفتيات إلى المدارس وحماية حقوق المرأة، مضيفاً إن "أفغانستان دخلت في أزمة اقتصادية خطيرة. والشعب الأفغاني بات في وضع صعب من حيث المساعدات الإنسانية".

واستطرد قائلاً: "المنظمات الإرهابية تزداد قوة، ولا ينبغي أن يتدهور استقرار أفغانستان. جميع القضايا ستنعكس علينا بما في ذلك الهجرة".

وحول العلاقات الثنائية مع مصر، أوضح تشاووش أوغلو أن الحوار مع القاهرة مستمر، لكن عملية التعيين المتبادل للسفراء لم تبدأ بعد.

وعن العلاقات التركية الأرمينية وعملية التطبيع مع أرمينيا، قال تشاووش أوغلو: "نتشاور مع أذربيجان حول هذه المواضيع. وصلت رسائل إيجابية للغاية من أرمينيا. وسنتعامل معها بإيجابية".

وذكر أن أذربيجان أبلغت أرمينيا بانتهاء الحرب ودعتها لتوقيع اتفاقية سلام، لكن أرمينيا لم تقدم أي ردود فعل إيجابية، مؤكداً أن تركيا ستتخذ جميع القرارات مع أذربيجان.

وكالة الأناضول