أخبار لبنان

السعودية تستهدف حكومة ميقاتي.. الأزمة مع الخليج إلى مزيد من التصعيد

4 تشرين الثاني 2021 09:53

بات واضحا اتخاذ السعودية من تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ذريعة لاستهداف لبنان والتضييق عليه، بهدف إنهاء دور حزب الله.

وبحسب موقع الأخبار اللبنانية، فإن السعودية تريد رأس حكومة نجيب ميقاتي، ولا يبدو أن الرياض في وارد التخفيف من حربها الدونكيشوتية للقضاء على حزب الله، حتى موعد الانتخابات، مع استعدادها لرفع سقف الضغوط، واستهداف مزيد من الوزراء، فبعد وزيري الإعلام والخارجية، أشارت تسريبات إلى امتلاك الرياض تسجيلات لوزير آخر في الحكومة يهاجم فيها السعودية والخليج.

وأشار الموقع إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي لم يحمل من قمة المناخ سوى مزيد من الإرباك، الغربيون أجمعوا على دعم بقاء حكومته، لكن أحداً لم يعد رئيس الحكومة بالضغط على الرياض لتغيير موقفها من لبنان، فيما أخذت الضغوط السعودية بعداً جديداً بالهجوم على وزراء في الحكومة، يتقدمهم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، مع تسريبات عن امتلاك السعوديين تسجيلات صوتية لوزراء آخرين يهاجمون فيها المملكة ودول الخليج، وأكّدت هذا التوجه تغريدة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، من الرياض، قال فيها: "الأزمة تكمُن تحديداً في أن القديم يُحتضَر والجديد لم يولد بعد"، مضيفاً بما يُشبِه التهديد بأنه "في ظل هذا الفراغ، يظهر قدر هائل من الأعراض المرضية".

وأوضحت مصادر على اتصال بالرياض أن السعودية في وارد مزيد من الضغوط التي ستتزايد مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي تنتظر منها نتائج تقلب المشهد على مستوى إدارة السلطة في لبنان.

ونقل الموقع عن مصادر معنية جزمها بأن السعودية تتحدث بصراحة أكثر من أنصارها في لبنان، وهي تقول بوضوح إن "المطلوب هو رأس الحكومة مجتمعة لا استقالة وزير بعينه"، وتشير المصادر إلى "التسريبات التي خرجت للتصويب على وزير الخارجية هدفت إلى التأكيد أن كل حكومة ميقاتي خاضعة لحزب الله ويجب مقاطعتها"، وتعزز هذه القناعة معلومات عن تسجيلات ستطال وزيراً آخر في الحكومة، وإشاعات عن وجود ملفات خاصة بوزراء آخرين، بالإضافة إلى تهديدات يومية بفرض عقوبات جديدة على لبنان.

ووفقا للموقع فقد لوحظ في الأيام القليلة الماضية، توقف السفارة السعودية في بيروت عن منح تأشيرات لطالبي السفر إليها من اللبنانيين، وبث إشاعات بين أبناء الجالية اللبنانية في المملكة عن احتمال إلغاء إقامات أو منع التحويلات المالية إلى لبنان وغيره من العناوين بالتزامن مع حملة تعبئة يشارك فيها كل الإعلام السعودي، وفي بيروت، يكثر الكلام عن احتمال أن تطلب الرياض من نادي رؤساء الحكومات السابقين ممارسة ضغط على ميقاتي لدفعه إلى الاستقالة.

وأوضح الموقع بأن ميقاتي الذي يتحدث عن تعرضه لضغوط مباشرة من أوساط لبنانية قريبة من السعودية، يشير ضمناً إلى عدم رغبته في دخول مواجهة تنعكس سلباً على موقعه كممثل للطائفة السنية في لبنان، وهو قال لمتصلين به إنه لا يزال يرى ضرورة لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، علماً أن رئيس الحكومة نفسه "مصدوم" لرفض أي مسؤول سعودي التواصل معه شخصياً أو هاتفياً.

ومع عودته إلى بيروت، يبدو ميقاتي مصراً على خطوة أولى من جانب الشركاء في الحكومة تتمثل في استقالة قرداحي بما يسمح له بفتح باب المقايضة، وهي خطوة يبدو أنه لا يوجد في لبنان من يدعمها سوى أنصار الرياض. فيما الحل، برأي الرئيس ميشال عون، يتمثل بدعوة الحكومة إلى الانعقاد لمناقشة الأمر ضمن استراتيجية بناء علاقات واضحة مع كل الدول العربية والصديقة، إلا أن رئيس الحكومة لا يرغب في مواجهة في مجلس الوزراء قد تؤدي إلى إطاحة الحكومة، ومع تأكيده أنه لمس عدم ممانعة الرئيس عون لاستقالة وزير الإعلام، إلا أنه يلفت إلى أن هناك كتلة وازنة في الحكومة (حزب الله وحركة أمل وتيار المردة والنائب طلال إرسلان) لن توافق على الاستقالة قبل الحصول على ضمانات مسبقة بأنها ستفتح الباب أمام معالجة الأزمة.

فيما وصف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما تقوم به السعودية تجاه لبنان بالعدوان، مطالباً الرياض بـالاعتذار من لبنان.

المصدر: الأخبار اللبنانية