أخبار لبنان

صحيفة لبنانية: التحضير لإنشاء مجموعات مسلحة في لبنان لمساواة سلاحها مع سلاح حزب الله

30 تشرين الثاني 2021 09:28

يستمر الغرب باستغلال كل ما يمكنه من تحقيق أهدافه في المنطقة وإزالة كل المعوقات التي تعترض سبيل مخططاته، ولا شك أن سلاح المقاومة في لبنان أحد أبرز أسباب فشل المشاريع الغربية في المنطقة، فبعد الفشل في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وفشل الرهان على النازحين السوريين كورقة ضاغطة، يبقى الترقب سيد الموقف أمام ما يمكن أن يحمله المخطط القادم، على وقع تصاعد الاحتقان على الساحة اللبنانية.

حيث كتب الصحفي إبراهيم الأمين في صحيفة الأخبار اللبنانية مقالا بعنوان "خلق واقع مسلّح لمساواته بسلاح المقاومة: أفكار انتحاريّة لخصوم حزب الله"، معتبراً أن غالبية الأجانب رغم أنهم لا يحبون بشار الأسد، تقر ببعض المسؤولية عن استمرار أزمة النازحين السوريين، لخشيتهم من انقلاب الأمر لمشكلة في لبنان والأردن على غرار تركيا، وتسهيل هجرة النازحين إلى أوروبا.

ويشير الصحفي إلى أن الغرب رغم ذلك، يرفض أيّ طرح لفكرة صرف الموازنات المقررة للنازحين لمساعدتهم على العودة إلى بلدهم وتثبيتهم في أرضهم بدل أن تُصرف في مخيمات البؤس التي يقيمون فيها اليوم.

وأشار إلى أن الغرب ومعه جهات عربية وإقليمية كان يراهن سابقا على تحوّل كتل النازحين الكبيرة الى قوة ضغط مباشر على النظام في سورية أو على حلفائه في لبنان، لكن تبيّن أن لا مشكلة لهؤلاء مع السلطات في تركيا، وأن الأردن رسم سياسات حدّد بموجبها كل أنواع النشاط غير الإنساني الخاص بهم، وفي لبنان، لم يظهر أن هناك قدرات جدية على استخدام النازحين في معركة ضد النظام في سورية وضد المقاومة، ولو أن بعض اللبنانيين، ولا سيما القوى الرئيسية في 14 آذار، كانوا يعتقدون ــــ أو يتصرفون ــــ باعتبار النازحين قوة ضغط يمكن استخدامها ضد حزب الله، وعندما فكر الغرب في استخدام النازحين في الانتخابات الرئاسية في سورية، كانت النتيجة مخيبّة، إضافة إلى أن هزيمة المجموعات المسلحة أحبطت الناشطين من النازحين ومن أرادوا استغلالهم، ولم يبقَ لدى هؤلاء إلا الاستفادة من النازحين عبر السطو تحت عناوين كثيرة على الأموال المخصصة لدعمهم.

ولفت الأمين إلى أنه ورغم الانعكاسات السلبية لوجود النازحين السوريين على الوضع العام في لبنان، أخذت بعداً مختلفاً بعد التدهور الاقتصادي والمالي، ورغم مطالبات اللبنانيين بعودة النازحين، إلا أن أركان الدولة العميقة في لبنان، وخصوصاً العاملين في مؤسسات دولية ومنظمات غير حكومية وفي النظام المالي، لم يتوقّفوا عن ابتداع وسائل لسرقة أموال النازحين، وحتى اليوم، لم يقدّم أحد كشفاً بلوائح الناشطين الذين يعملون منذ عشر سنوات في برامج تخص دعم النازحين، من الإغاثة الإنسانية المباشرة الى الدعم النفسي والخدمات اللوجستية الخاصة بالتعليم والطبابة، وعشرات البرامج الخاصة بتمكين المرأة والطفل وخلافه، في وقت تبيّن فيه مراجعة سجلّات «الجرائم» لدى قوى الأمن الداخلي وبقية الأجهزة الأمنية وجود عدد غير قليل من السوريين المتورطين في أعمال مخالفة للقانون، تتوزع بين السرقة والنشل والدعارة والمخدرات، إضافة الى «مافيا التسفير».

وكشف إبراهيم الأمين بأن ما بات محل تدقيق، أخيراً، لا يتعلق فقط بالحسابات الخاصة بتهريب البشر أو البضائع أو حتى المشتقات النفطية والأدوية، بل بعمليات تهريب أسلحة وبيعها في السوق اللبناني الذي يشهد «طلباً» على الكثير من الأسلحة، ورغم أن الغالب على هذا الطلب حتى الآن هو السلاح الفردي، إلا أنّ الأمر قابل للتطور بشكل مختلف إن لم يجر تداركه.

وأضاف بأن المعطيات المتوافرة لدى جهات معنية، رسمية وسياسية وحزبية، تشير إلى عودة التهريب المعاكس، حيث ينتقل مئات من اللبنانيين والسوريين الى سورية عبر نقاط التهريب، وبعضهم يغيب لشهرين أو أكثر قبل أن يعود، ويبقى آخرون في الخارج، ويتبيّن من التدقيق أن هذه المجموعات لا تنتقل الى مناطق الشمال السوري حيث تسيطر المجموعات الإرهابية التي ترعاها تركيا، بل الى مناطق الشرق السوري ومنها الى العراق.

وتؤكد مصادر أمنية أن بعض الأهالي في الشمال يقصدون مديرية الاستخبارات في الجيش للإبلاغ عن سلوك مشكوك فيه لأبنائهم. وكشفت أنّ أكثر من ٣٥ شاباً تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاماً غادروا قبل نحو سنة منازلهم في منطقة الشمال، وأبلغوا أهاليهم لاحقاً بأنهم التحقوا بتنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وأنّ عدداً من هؤلاء يرسلون أموالاً لذويهم. أحد هؤلاء كان قد أوقف لدى فرع المعلومات، وفور إخلاء سبيله توارى عن الأنظار قبل أن يتصل من العراق. كذلك عمد أحد الآباء إلى الإبلاغ عن فقدان ابنه م. ع، لكن الأخير ما لبث أن اتصل بوالدته وأبلغها أنه «التحق بركب المجاهدين»، ووجّه بعض هؤلاء الأهالي اتهامات لإمام أحد المساجد وشيخ آخر بتجنيد أبنائهم، فيما تشير المعلومات إلى أن هؤلاء الشبان يخضعون لدورات متخصصة في الأعمال الحربية أو ذات الطابع الأمني.

ورأى الأمين بأن الصورة القاتمة تزداد سواداً في انتظار تفاصيل إضافية، مع ارتفاع منسوب التوتر السياسي الداخلي، لأن الخشية باتت حقيقية من احتمال لجوء الغرب، بقيادة أميركية ودعم سعودي ومن جهات أخرى، الى استخدام هؤلاء في أنشطة ذات طابع إرهابي داخل لبنان، بغية الوصول الى وضعية غير قانونية لنقاط تمركز لهذه المجموعات في مناطق مختلفة، مع تركيز على مناطق في شمال لبنان، لينتقل البحث لاحقاً الى وضعية تربط هذه المجموعات بتنظيمات لبنانية تعتبر أن سلاحها مبرّر في ظل الانقسام الداخلي في لبنان، ويظهر من كلام بعض الرعاة الخارجيين أن وضعاً كهذا سيدفع الى مزيد من الاحتكاك ليس مع الجيش اللبناني أو القوى الأمنية، بل مع حزب الله على وجه التحديد، وصولاً الى ما يراه خصوم المقاومة بـ«الحلم الذهبي» عندما يصار الى مساواة سلاح هذه المجموعات بسلاح المقاومة، واشتراط أي محاولة لنزع سلاح هذه المجموعات بنزع سلاح المقاومة.

ليختم بالقول: "في هذا السياق، يبدو الإرباك واضحاً لدى قيادة الجيش اللبناني، وخصوصاً أن مديرية الاستخبارات تملك، كما فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، معلومات «وازنة» حول هذه المشاريع، وفي حال قيام الجيش وقوى الأمن بعمليات تدقيق ذات طابع أمني أو حتى أعمال «تفقّد»، سيعثرون على ما يكفي من أدلّة على المشروع الانتحاري الذي يحضّر له في لبنان".

المصدر: الأخبار اللبنانية