أعلن قائد الجيش العماد جوزيف عون، بأن الأزمة ستمر ولبنان اليوم بحاجة إلى الجيش أكثر من أي وقت مضى، وبأن الجيش استطاع الحفاظ على السلم الأهلي بفضل ثقة الشعب والمجتمع الدولي.
حيث أكد عون بأن "تضحيات العسكريين وجهودهم هي التي حالت دون انهيار لبنان رغم ما حدث منذ تشرين الأول 2019 لغاية اليوم، فمن المظاهرات إلى تفشي وباء كورونا وانفجار المرفأ شهد لبنان أوضاعًا مأزومة، لكننا استطعنا أن نحافظ على السلم الأهلي بفضل ثقة شعبنا وثقة المجتمع الدولي بنا، وهذا ما شجّع الكثيرين على مساعدتنا"، مشددا على أن "فقدان الثقة والإيمان بالوطن هو أخطر سلاح ضدنا".
وأوضح العماد عون في كلمة له خلال لقائه بالضباط في اليرزة بأن "لبنان اليوم بحاجة إلى الجيش أكثر من أي وقت مضى، ونحن أقسمنا يمين الدفاع عن وطننا حتى الشهادة، لا تفقدوا الأمل والثقة بوطنكم، لا بديل لدينا ولا خيار آخر".
ولفت إلى أنه "في الظروف الصعبة يظهر معدن الرجال، وما نعيشه أكثر من صعب"، مضيفًا أن "الأزمة ستمرّ"، ومذكرًا بأنّ "راتب الضابط في العام 1992 انخفض ليصبح 27 دولارًا بفعل الأزمة آنذاك".
وأضاف: "تقومون بمهمات كثيرة تتطلب مجهودًا، والهاجس الكبير بات الانتقال إلى مراكز الخدمة، أعرف الضغوط والتحديات التي تعيشونها، من التحركات الاحتجاجية، إلى أزمة المحروقات والأدوية والمداهمات والإشكالات المتنقلة وغيرها، وفي جميع هذه الاستحقاقات كنتم على مستوى المسؤولية وعرفتم بحكمتكم وضبط أعصابكم أن تستوعبوا الأوضاع وردات الفعل، أثبتم أنّكم رجال الوطن، رجال يُتكل عليهم".
وتابع بالقول "أنا أثق بكم وأفتخر بكم، وأتكل عليكم، وتذكّروا جيدًا أنكم تشرّفون مؤسستكم ووطنكم. وحذّر من أنّ "الفتنة هي على مسافة خطوات، لكنّه أكّد جازمًا بأنه "لن نسمح بوقوعها".
وعن مسألة فرار عدد من العسكريين وتقدم آخرين بطلبات استقالة، بين بأن "الشائعات تضخّم الأرقام، وأنّ عددًا كبيرًا من هؤلاء عادوا والتحقوا مجددًا، بعدما اكتشفوا أنّ الضمانات التي يقدّمها الجيش لا يجدونها في أي وظيفة أخرى"، وفي هذا السياق وضع الضباط أمام مسؤولية توعية العسكريين "لكي لا يتسرّعوا في اتخاذ قرارات يندمون عليها".
وفي ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، توقّع قائد الجيش أن تطول هذه الأزمة لكنّه أشار إلى وجود سيناريوهات لمواجهة الأسوأ، وقال "نحن لسنا سبب الأزمة، والحل ليس عندنا، نحن نقوم بواجبنا تجاه وطننا، وسنكون موجودين حيث تدعو الحاجة، واجبنا مساعدة الدولة على إيجاد الحلول من خلال توفير الأمن والاستقرار"، وأضاف إنّها "أزمة وسوف تمر، مررنا من قبل بظروف صعبة وتجاوزنا الأمر".
المصدر: النشرة