يقول باحثون في النمسا أن تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الجديدة قد تؤدي إلى تشخيص وعلاج أسرع للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد.
تقنية جديدة للرنين المغناطيسي
يمكن لهذه التقنية اكتشاف التغيرات الكيميائية الحيوية في أدمغة الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد في وقت مبكر من مرضهم، وفقاً للنتائج التي نُشرت في 4 كانون الثاني في مجلة علم الأشعة.
وقال كبير مؤلفي الدراسة وولفغانغ بوغنر، من مركز الرنين المغناطيسي العالي في الجامعة الطبية في فيينا: "يتيح التصوير بالرنين المغناطيسي للمواد الكيميائية العصبية اكتشاف التغيرات في دماغ مرضى التصلب المتعدد في المناطق التي تبدو غير واضحة في التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي، هذه التغيرات المرئية في الكيمياء العصبية لأنسجة المخ والتي تظهر بشكل طبيعي مرتبطة بإعاقات المرضى."
مرض التصلب العصبي المتعدد
يصيب مرض التصلب العصبي المتعدد، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، ما يقرب من 3 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد علاج له، ويمكن أن يسبب التعب والألم وضعف التنسيق، ولكن يمكن أن يبطئ العلاج الطبيعي والأدوية من تقدمه.
في الوقت الحالي، يمكن الكشف عن مرض التصلب العصبي المتعدد في الآفات الموجودة في المادة البيضاء في الدماغ في التصوير بالرنين المغناطيسي القياسي، وترتبط هذه الآفات بفقدان الطبقة الواقية حول الألياف العصبية المعروفة باسم المايلين، هذا هو تلف الأنسجة المرئي للعين المجردة ولكن العثور على الضرر عندما لا يزال مجهرياً أو في مرحلة كيميائية حيوية سيكون أفضل.
ويقول الباحثون أن تقنية التصوير المتقدمة، والتي تسمى التحليل الطيفي للبروتون بالرنين المغناطيسي، يمكنها اكتشاف المواد التي يتم إنتاجها أثناء عملية التمثيل الغذائي والتي لها صلة محتملة بالتصلب المتعدد.
استخدم الباحثون هذه الحقيقة لمقارنة التغيرات البيوكيميائية في أدمغة 65 شخصاً مصاباً بمرض التصلب العصبي المتعدد مع 20 شخصاً أصحاء، واستخدموا ماسح للتصوير بالرنين المغناطيسي مع مغناطيس بقوة 7 تسلا.
الأحماض الأمينية
وجد الفريق مستويات منخفضة من مشتق الأحماض الأمينية يسمى أسيتيلاسبارتيت "NAA" في مرضى التصلب العصبي المتعدد، وتم ربط المستويات المنخفضة من NAA بضعف سلامة الخلايا العصبية في الدماغ.
أظهر الأشخاص المصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد أيضاً مستويات مرتفعة من ميو-إينوزيتول MI، وهو مركب يشارك في إشارات الخلية، ويمكن أن تشير المستويات الأعلى إلى نشاط مرض التهابي كبير.
وقال الباحثون أن النتائج تظهر دوراً محتملاً لتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الجديدة في تصور أمراض التصلب العصبي المتعدد وراء الآفات المزالة.
التغيرات الكيميائية العصبية
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة إيفا هيكوفا: "تحدث بعض التغيرات الكيميائية العصبية، لا سيما تلك المرتبطة بالتهاب الأعصاب، في وقت مبكر من مسار المرض وقد لا ترتبط فقط بالإعاقة، ولكنها أيضاً تنبئ بمزيد من التقدم مثل تكوين آفات التصلب المتعدد"، وقالت أن التغييرات المكتشفة من خلال تقنية التصوير الجديدة قد يكون لها تطبيقات سريرية مهمة.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد هذه النتائج.