الرئيس ميقاتي: اقتراح قانون الكابيتول كونترول وجد لحماية المودعين ولا أمانع تغيير حاكم مصرف لبنان

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء بأن اقتراح قانون كابيتول كونترول وجد لحماية المودعين، وبأن حقوق صغار المودعين مضمونة ضمن خطة التعافي، مشيرا إلى عدم ممانعته تغيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

حيث أوضح ميقاتي في مقابلة عبر "تلفزيون لبنان"، بأن "اقتراح قانون الـ "كابيتول كونترول"، أتى من مجلس النواب ويتهمونا الآن أنه تم إنزاله، ونحن طرحنا اقتراحات صندوق النقد الدولي على جلسة اللجان في البرلمان، وهذا القانون كان يجب أن يُقر منذ عامين."

وسأل ميقاتي: "هل هناك من قرأ اقتراح القانون قبل الاعتراض عليه؟ هذا الاقتراح وجِد لحماية المودعين، لكن الرفض سببه يعود للانتخابات النيابية".

وشدد على أن "حقوق صغار المودعين مضمونة ضمن خطة التعافي، وهذا يشكل 86% من نسبة المودعين، ونعمل على حماية الـ 14% المتبقية".

وفيما يتعلق بوجود حاكم المصرف المركزي قال ميقاتي: "ليس لدي أي مانع في تغيير حاكم مصرف لبنان اليوم بعد الانتهاء من مفاوضات صندوق النقد الدولي، والحاكم اليوم يتمتّع بحصانة ضمن قانون النّقد والتسليف وليتفضل وزير المالية ويتقرح أسماء لتولي المهام".

وكشف ميقاتي، أنّ هناك نحو 11 مليار دولار في مصرف لبنان إلى جانب مبلغ المليار و100 مليون دولار، الذي يمثل قيمة حقوق السحب الخاصة بلبنان.

ورأى أن ما حصل خلال العامين الماضيين "مجزرة"، إذ خسرنا 20 مليار دولار على الدّعم الذي لم يستفد منه المواطن اللبناني.

وأضاف ميقاتي "الوقت أمام الحكومة قصير ونواجه تحديات جمة في مختلف المجالات"، وتابع "استطعنا أن نحقق الكثير من الأهداف التي رسمناها مثل توقيع اتفاق أولي مع صندوق النقد الدولي، وإعادة لبنان على الخارطة السياسية العالمية، فضلاً عن متابعتنا للملفات الداخلية، وفي طليعتها الانتخابات وبرنامج مساعدات العائلات الأكثر فقراً والكهرباء".

ولفت ميقاتي إلى أن "اقتصاد لبنان يُعاني من المرض وللأسف أضعنا الكثير من الفرص التي توفرت لنا،" معتبرا أن "حصول لبنان على ختم صندوق النقد الدولي يمثل تأشيرة للدول المانحة لمساعدتنا."

ووصف ميقاتي حادث طرابلس، بأنه "محزن ومأساوي،" مضيفا "كلفنا الهيئة العليا للإغاثة لتكون إلى جنب الأهالي وطلبنا من وزيري الخارجية والداخلية طلب المساعدة من الدول الصديقة لإرسال معدات لمعرفة حيثيات الحادثة، وهذا الموضوع قيد المتابعة ونريد سحب المركب من عمق البحر لمعرفة الحقيقة".

وقال: "طرابلس تحتاجُ الكثير ومهما فعلنا قليل ومؤسساتنا فاعلة ولا اعتقد أن أحدا قدم لطرابلس خلال السنوات الـ 15 الماضية أكثر مما فعلته مؤسساتنا".

وحول الانتخابات النيابية، كشف ميقاتي، أن كميات دولارات غير مسبوقة دخلت إلى لبنان خلال الأيام الماضية، وهناك مخالفات تحصل خلال المرحلة الانتخابية، ولكن وزير الداخلية بسام المولوي يقوم بعمل جبار لإنجاح الاستحقاق، داعيا إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات، والتعبير عبر التصويت في صناديق الاقتراع.

وأضاف: "فليعبر كل شخص عن رأيه في الانتخابات وهذا الأمر يعني كل اللبنانيين ولنعط الشباب مجالاً"، متمنياً أن تعكس الحكومة الجديدة بعد الانتخابات التطلعات الشبابية.

وأشار ميقاتي إلى أنه اتخذ قراره بالعزوف عن الترشح، بعد بضعة أيام على صدور نتائج انتخابات عام 2018، لأنه شعر بأنه حان الوقت لإفساح المجال أمام الشباب.

وفيما يخص عزوف أركان سنية عن الترشح، قال إنه لا يضع هذا الأمر تحت الغطاء السني، بل يعتبره مسألة سياسية.

كما أكد أن مسألة انتخاب المغتربين أمر معقد، وهذا الأمر لم يتبين لنا عام 2018 لأن الانتخابات في حينها تمت بتكلفة 120 مليون دولار، أما اليوم فنحاول أن نصنع شيئاً من لا شيء إذ ستكلفنا الانتخابات 10 مليون دولار و"القلّة بتولد النقار".

ولفت إلى أن "وزير المال ينتمي إلى مكون سياسي وموقفه سياسي وليس إجرائياً"، مبينا بأنه يحترم القضاء، الذي يجب أن يكون محمياً ومُصاناً من التدخلات.

وتوجه ميقاتي إلى أهالي ضحايا انفجار المرفأ بالقول: "المأساة كبيرة جداً، لكن ليصبوا تركيزهم على إنهاء التحقيقات وليس على مسألة هدم الإهراءات من عدمه، إذ إن قضيتهم حق ويجب الوصول إلى الحقيقة وآمل الوصول إلى الحقيقة في هذا الملف".

وأوضح ميقاتي بأن علاقته مع رئيس الجمهورية ميشال عون جيدة جداً وهو شريكه الدستوري، وأكّد أنّه يلقى تعاوناً كبيراً من الرئيس عون وهدفه هو استمرارية البلد، وأشار إلى أنّه ليس لديه أية علاقة مباشرة مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

وحول موضوع الكهرباء، أشار ميقاتي إلى أنّها "كانت تُكلف لبنان ملياري دولار سنوياً وسعينا في المرحلة الأولى لتغذية تصل إلى 5 ساعات يومياً، وأنجزنا كل الاتفاقات مع الأردن ومصر بشأن استجرار الكهرباء إلى لبنان لكننا بانتظار الإعفاءات من قانون "قيصر"، فيما وزير الطاقة سيتوجه إلى دمشق قريباً".

وشدد رئيس الحكومة، على أنّ العلاقات اللبنانية - العربية متمسكون بها بقوّة، ولا يمكن اعتبارها خياراً، ورأينا كيف أقيمت المبادرة الكويتية وكيف يتم إعادة بناء العلاقات وما يعمل عليه الصندوق السعودي - الفرنسي، ولا يمكننا التخلي عن هذه العلاقات، وحبذا لو أحب اللبنانيون بلدهم بقدر ما يحب العرب لبنان".

واعتبر أنّ "السفير السعودي في لبنان صار جزءاً من النسيج اللبناني ووجوده أساسي في الانتخابات، لكنني لم ألمس أي تدخل مباشر من السعودية بالانتخابات".

وحول خيار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري العزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية، قال ميقاتي: "لا يمكنني الحكم على قراره، وأنا لا أعلم ظروفه، وأجريت اتصالاً به مساء اليوم، وعلاقتنا ممتازة، ولا خيار لنا إلا أن نكون سوياً".

وكشف ميقاتي أنّه في اجتماعه مع قداسة البابا فرنسيس، دعاه لزيارة لبنان ووعد بتلبية الدعوة بعد الانتخابات.

المصدر: النشرة