تمت زراعة الطعام في التربة التي تم جمعها من القمر لأول مرة، مما يمهد الطريق لاستعمار الإنسان للنظام الشمسي، حيث سيتمكن الرواد من زراعة المحاصيل في عوالم أخرى، وهذا ما يشابه حبكة فيلم "المريخي".
زراعة الرشاد في تربة القمر
في حالة تقليد الحياة للفن، قام العلماء بزراعة حب الرشاد في التراب الذي تم الاحتفاظ به منذ بعثات أبولو قبل نصف قرن، إنها خطوة أولى نحو إنتاج الغذاء والأكسجين على القمر أو أثناء مهمات الفضاء المستقبلية.
وعلى مدى العقد المقبل، سيضع برنامج آرتيميس التابع لناسا الأساس لمستعمرة مستدامة على سطح القمر، وسيستخدم المشروع القمر الطبيعي الوحيد للأرض للتحقق من أنظمة وعمليات الفضاء السحيق قبل الشروع في رحلة مأهولة إلى المريخ.
ويقول المؤلف المشارك البروفيسور روب فيرل في بيان جامعي: "سيتطلب أرتميس فهماً أفضل لكيفية زراعة النباتات في الفضاء".
- المحاصيل على القمر ستجعل السفر إلى الفضاء أرخص:
قاعدة القمر ستجعل المركبات الفضائية أخف وزناً وأرخص سعراً، حيث يعني الغلاف الجوي للأرض وجاذبيتها أن هناك حاجة إلى أطنان من الوقود في الثانية للانطلاق، وعلاوة على ذلك، القمر هو كنز دفين من الموارد القيمة، فالذهب والبلاتين والمعادن النادرة الأخرى للإلكترونيات من الجيل التالي في انتظار الاستخراج.
وبالنسبة للبعثات الفضائية المستقبلية الأطول، قد نستخدم القمر كمحور أو منصة انطلاق، ويقول البروفيسور فيرل: "من المنطقي أننا نرغب في استخدام التربة الموجودة بالفعل لزراعة النباتات، إذن، ماذا يحدث عندما تزرع نباتات في تربة القمر، وهو شيء خارج التجربة التطورية للنبات؟ ماذا ستفعل النباتات في الدفيئة القمرية؟ هل يمكن أن يكون لدينا مزارعون على سطح القمر؟".
زرع فريق جامعة فلوريدا البذور في التربة القمرية التي التقطتها أطقم أبولو 11 و 12 و 17 بين عامي 1969 و 1972، وأضافوا الماء والمغذيات والضوء قبل مشاهدة سلطة الربيع الصالحة للأكل تزدهر.
الحديقة القمرية
تم إنشاء "حديقة قمرية" صغيرة من بضع ملاعق صغيرة من الأتربة الثمينة المعارة خصيصاً من وكالة ناسا، وتم منح الباحثين 12 غرام بعد 11 عام من المفاوضات مع وكالة الفضاء، وكانت العبوات محفورة في أطباق بلاستيكية تستخدم عادة لزراعة الخلايا مملوءة بغرام واحد من تربة القمر.
تم ترطيبها بمزيج من العناصر الغذائية، ثم تم إضافة القليل من بذور حب الرشاد إلى كل وعاء، ولم يكن علماء البستنة متأكدين مما إذا كانت ستنبت، لكنها جميعاً تقريباً فعلت ذلك.
وقالت البروفيسورة آنا ليزا بول، الأستاذة المشاركة في تأليف المقال: "لقد اندهشنا، لقد تعلمنا من ذلك أن تربة القمر لم تقاطع الهرمونات والإشارات التي تشارك في إنبات النباتات .