ليلة فزع العمادي: التهدئة مع الاحتلال تمر بانتكاسة
باردة ومفزعة، مرت الليلة الماضية على السفير القطري في غزة، محمد العمادي، إذ بعد ساعاتٍ من وصوله القطاع، أطُلقت قذيفة صاروخية صوب مستوطنات الغلاف، ورد جيش الاحتلال، بشكلٍ عنيف وقصف موقعاً للفصائل الفسط

باردة ومفزعة، مرت الليلة الماضية على السفير القطري في غزة، محمد العمادي، إذ بعد ساعاتٍ من وصوله القطاع، أطُلقت قذيفة صاروخية صوب مستوطنات الغلاف، ورد جيش الاحتلال، بشكلٍ عنيف وقصف موقعاً للفصائل الفسطينية قرب الفندق الذي يستضيف السفير القطري، بعد وصوله للإشراف على مشاريع المساعدات القطرية لغزة.

وفيما بدا هذا الاستهداف مادةً لـ "الفرفشة" في كلام المواطنين عن الاستهداف الإسرائيلي، وفي سبيل إعطاء مثال عن نوع تعليق المواطنين: "وجد بعضهم أن الاستهداف، رسالة تحذيرية من الاحتلال للمناضل القطري العمادي".

بعيداً عن هذه الزاوية، كان لإطلاق القذيفة الصاروخية أمس رسالة أخرى، تتعلق وفق تقدير المراقبين، لسير الميدان مع الاحتلال، إذ بعد أسابيع من التسريبات المتواصلة التي تتحدث عن تقدم كبير في ملف التهدئة بين المقاومة في غزة والاحتلال، برعاية مصرية وقطرية وأممية، بدت الأمور على الأرض مختلفة، إذ يحاول  الاحتلال الاستفادة من حالة الهدوء مع غزة، دون مقابل.

بمعنى أكثر، الاحتلال لا يجد نفسه ملزماً في تقديم تسهيلاتٍ اقتصادية ومعيشية لغزة، في مقابل هذا الهدوء، وهي المعادلة التي يحاول وزير جيش الاحتلال نفتالي بينت تحقيقها.

بينت صرح في أكثر من مرة بأن، الحل مع غزة هو الضرب بقوة، والآن وأجواء الانتخابات تتسيد كيان الاحتلال، وتحاول الأحزاب المنافسة لحزب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "الليكود"، كـ "أزرق أبيض" الذي يتزعمه بيني غانتس، تطويع تفاهمات التهدئة التي تجري بوساطة مصرية وقطرية وأممية مع الفصائل الفلسطينية في غزة، كحجةٍ على عجز نتنياهو.

من هذه النقطة ينطلق، مراقبون إسرائيليون في قراءة تلكؤ الاحتلال في تنفيذ شروط التفاهمات مع غزة.

في الغضون، كشفت صحيفة "هآرتس" صباح اليوم، أن الأوساط الأمنية في الاحتلال، تشكك في إمكانية توصل الاحتلال لاتفاق تهدئة طويل الأمد مع حركة حماس والفصائل في قطاع غزة.

 وذكرت الصحيفة، أن وثيقة لمركز معلومات الاستخبارات و"الإرهاب" في أمن الاحتلال: "تجد أن حماس لا ترغب بالارتباط بتهدئة تستمر 10 سنوات، ولكنها تريد التوصل لاتفاق مماثل للذي تم التوصل إليه بعد حرب 2014 على غزة".

وتقول الوثيقة، أن الحركة، تحاول تحسين الأوضاع المعيشيةوالانسانية في غزة، بدون الارتباط بسنوات محددة مع الاحتلال.

 كذلك، تنوه الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال، يقدر: " أن تكرار الانتخابات وعدم وجود حكومة مستقرة سوف يقلل من قدرة المناورة السياسية ولن تسمح بالتوصل لاتفاق على نطاق واسع".

ونقلت الصحيفة، أن حماس لم تتخذ قراراً إستراتيجيًا بشأن الخوض بشكلٍ دقيق في تهدئة مع الاحتلال، في المقابل، الاحتلال غير مستعد لتقديم تنازلات كبيرة وبعيدة المدى ملزمة، خاصة في ظل حالة التنافس الانتخابي.

لذلك، يدعم الاحتلال، المشاريع القطرية في غزة، التي تسهم في تهدئة التوترات مع الاحتلال سواء، في تخفيف حدة المسيرات الأسبوعية، أو المشهد الأمني عموماً.

إذ خلال عام 2019، قدمت قطر أكثر من 150 مليون دولار لشراء الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة في غزة، ووفرت مساعدات نقدية شهرية لنحو 70000 فقيراً في قطاع غزة.

وأمام تقديرات المسؤولين الإسرائيليون، بأن المساعدات القطرية تساعد على تهدئة  الوضع الأمني، ورؤية الفصائل بغزة أن المساعدات تساعد في تجاوز التعثر والأزمات الاقتصادية، بدا الآن: أن تفاهمات التهدئة تعيش حالة انتكاسة،  إذ لا يدل قصف موقعاً قرب مكان اقامة السفير العمادي، وانتزاعه من نومه، سوى تعثر التفاهمات" حد تعبير أحد المواطنين.