منوعات

الأطفال يظنون أن أقرانهم يأكلون وجبات غير صحية أكثر منهم.. كيف نغير نظرتهم؟

7 تموز 2022 22:11

البدانة مشكلة متنامية بين اليافعين، ففي الفترة الممتدة بين عامي 2020 و2021، تبين أن 40.9٪ من الأطفال (من سن 10-11) في المملكة المتحدة يعانون من زيادة الوزن أو البدانة. وتظهر الأبحاث أن البدانة لدى الأطفال تزيد من احتمالية التعايش معها في فترة البلوغ.

وقد يكون تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون والملح والسكر، مثل رقائق البطاطا وألواح الشوكولاتة، أحد العوامل التي تسهم في ارتفاع معدلات البدانة. لذا يوصي الباحثون بالتقليل من تناول هذه الأطعمة الخفيفة بدرجة كبيرة كجزء من نظام غذائي صحي.

ولكن عندما أُجري استبيان على 252 طالباً تبلغ أعمارهم 11 و12 عاماً في مدرستين ثانويتين في المملكة المتحدة، بغية فهم المعايير الاجتماعية المتصورة لتناول الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون والملح والسكر، وجدنا أن الطلاب بالغوا في أحيان كثيرة في تقدير مدى تناول الطلاب الآخرين لهذه الأطعمة. ووجدت الدراسة أيضاً أن ما يفعله أقرانهم يؤثر بشكل كبير في طريقة تناول الطعام لدى اليافعين.

واستخدمت هذه النتائج لإيجاد طريقة لتقليل تناول الوجبات الخفيفة بين الأطفال، من خلال إعلامهم بهذا المفهوم الخاطئ.

عادات تناول الوجبات الخفيفة

وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة يأكلون وجبات خفيفة تحتوي على نسبة عالية من الملح والدهون والسكر يومياً أكثر من الذين يتمتعون بوزن طبيعي.

وبدأ البحث بمحاولة فهم الأسباب المؤثرة في النظم الغذائية لدى اليافعين من خلال مناقشات جماعية مركزة. ووجد أن الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً ينظرون إلى زملائهم كمؤثرات قوية لما يجب أن يأكلوه، وقد ينزعجون بسبب تناولهم طعاماً صحياً.

وركز البحث بعد ذلك على معالجة المفاهيم الخاطئة للأعراف الاجتماعية كطريقة لتغيير سلوك تناول الوجبات الخفيفة. والأعراف الاجتماعية المتصورة هي القواعد أو التوقعات غير المكتوبة التي توجه ما نفكر فيه أو نفعله شخصياً بناءً على ما نظن أن معظم الآخرين يفكرون فيه أو يفعلونه.

تحدي المفاهيم الخاطئة

يعمل النهج القائم على الأعراف الاجتماعية من خلال تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة بين السلوك المدرك والفعلي. واستخدم البحث هذا النهج لمعالجة السلوك الصحي الآخر، مثل المواقف تجاه أخذ اللقاحات وفهم تعاطي طلاب الجامعات الكحول والمخدرات الأخرى. علماً أنه لم تستخدم أي دراسات هذا النهج حتى الآن لفهم سلوك تناول الوجبات الخفيفة عند الطلاب في المدرسة الثانوية.

ووجد البحث أن الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً بالغوا في تقدير عدد الوجبات الخفيفة الغنية بالملح أو الدهون أو السكر التي تناولها أقرانهم بمقدار 3.2 وجبة خفيفة يومياً. ثم بدأ حملة في إحدى المدارس لتحدي هذه الافتراضات.

وصمم الطلاب ملصقات عرضوها في مدرستهم. وتوضح المعلومات المميزة الواردة من بيانات الاستطلاع التي جمعت أن الطلاب يستهلكون وجبات خفيفة أقل من التصور الشائع. وبدأ البحث الحملة مع الطلاب والمعلمين. وبناءً على اقتراحاتهم، أجريت مسابقة صوّت فيها الطلاب لأفضل الملصقات التي ستعرض في جميع أنحاء المدرسة.

ووجد البحث أن 163 طالباً ممن شاركوا في الحملة كانوا أقل عرضة للمبالغة في تقدير مواقف أقرانهم من تناول الوجبات الخفيفة، مقارنة بالطلاب في مدرسة أخرى الذين شكلوا مجموعة ضابطة. وبعد ثلاثة أشهر، تناول الطلاب في المدرسة التي جرت فيها الحملة عدداً أقل من الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون والملح والسكر، وكان لديهم مواقف أقل إيجابية تجاه تناول الوجبات الخفيفة، مقارنةً بالمجموعة الضابطة.

يمكن أن يوفر فهم هذه التصورات عن الأعراف الاجتماعية، وكذلك إشراك اليافعين في معالجة المفاهيم الخاطئة، إحدى طرق المساعدة في معالجة مشكلة البدانة المتزايدة لدى الأطفال والمراهقين.

The Conversation