اكتشاف عظام وجه "أول أوروبي" خلال عمليات تنقيب في إسبانيا

منوعات

اكتشاف عظام وجه "أول أوروبي" في إسبانيا عمرها أكثر من مليون عام

11 تموز 2022 18:38

يبدو أن كسرات عظام الوجه التي عثر عليها في إسبانيا وعمرها 1.4 مليون عام هي من أقدم المستحاثات لسلف بشري التي اكتشفت على الإطلاق في أوروبا، وتفوقت بمقدار 200 ألف عام على المستحاث صاحب الرقم القياسي السابق. ويؤكد هذا العمر القديم أن جنس صاحب هذه العظام ليس من جنس الإنسان العاقل، ولكنه ينتمي على الأرجح إلى سلف بشري غامض منقرض.

موقع اكتشاف عظام أول أوروبي

اكتشفت كسرة من الفك العلوي وعظم الوجنة في 30 حزيران (يونيو) خلال عمليات التنقيب في سييرا دي أتابويركا في شمال إسبانيا، وفقاً لمؤسسة أتابويركا. وأعلن عن اكتشافهم الضخم في مؤتمر صحفي عقد الجمعة الماضي.

ويعرف أن هذا الموقع كان في السابق موطناً لأسلاف الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، ففي عام 1994، اكتشف العلماء العاملون في الموقع بقايا إنسان بدائي غير معروف سابقاً يُدعى الإنسان الأصلي (Homo antecessor)، واسمه يشير إلى أن هذا النوع كان أول مثال معروف لنوع بشري تجرأ على الذهاب إلى غرب أوروبا. وهويته الكاملة غير مؤكدة، لكن بعض الباحثين يجادلون بأنه ربما كان أحد آخر الأسلاف المشتركين بين الإنسان العاقل وإنسان نياندرتال.


إلى أي نوع بشري تنتمي عظام الوجه المكتشفة

لا يعرف الفريق حالياً أي نوع من الأنواع البشرية ينتمي إليها الفك وعظام الخد الجديدة، لكنهم يتوقون لمعرفة طريقة ارتباطهم بالإنسان الأصلي وإذا كانت بإمكان هذه المستحاثات أن توفر أي فكرة عن طريقة تطور بعض ملامح الوجه بين العديد من أنواع البشر.

واكتشف اكتشاف رائد آخر لمؤسسة أتابويركا في عام 2007 عندما وجدوا بقايا إنسان بدائي تعود إلى 1.2 مليون عام مضى. وعثر على هذا الاكتشاف الأخير في طبقة جيولوجية أعمق، ما يشير إلى أنه يعود إلى ما قبل 200000 عام.

ولتأكيد ذلك، سيخضع جزء عظم الفك لعملية تحديد العمر عن طريق الكربون المشع في المركز الوطني لبحوث التطور البشري في بورغوس. ويؤمل أن تنشر النتائج في مطلع العام المقبل في غضون ستة إلى ثمانية أشهر، بحسب وكالة فرانس برس.

موجات الهجرة من أفريقيا

تسلط كل هذه الاكتشافات بعض الضوء اللازم على أحد الفصول الحاسمة في التاريخ البشري القديم، وهي: موجات الهجرة من أفريقيا. ويحتمل أن تخص العظام الجديدة فرداً من أول مجموعة بشرية استقرت في أوروبا.

ومع ذلك، سوف يمر بعض الوقت قبل أن ينضم إليهم الإنسان العاقل، كما أن الإنسان الحديث من الناحية التشريحية تطور في أفريقيا منذ حوالي 300000 سنة. وإن أسلاف السكان الحاليين من خارج إفريقيا لم يغادروا تلك القارة إلا منذ نحو 60 ألف عام. ويحتمل أن يكونوا قد دخلوا أوروبا منذ حوالي 45000 عام وسرعان ما حلوا محل السكان القدامى من إنسان نياندرتال، الذين انقرضوا منذ حوالي 40000 عام.


iflscience