تلسكوب إينويه يلتقط صوراً خلابة جديدة تظهر سطح الشمس بصورة لم يسبق لنا رؤيتها

ويمكن رؤية لهيب البلازما في الصورة أعلاه وكأنه شعر يتدفق إلى الهالة من ما يشبه قرص العسل الذي يمكن رؤيته بسهولة في الصورة أدناه. وتُعرف هذه الفقاعات الحبيبية باسم الحبيبات، ويبلغ عرض كل منها حوالي 1600 كيلومتر.

ويبلغ عرض كل صورة من الصور نحو 82،500 كيلومتر، وتساوي نسبة أحادية الرقم (أي رقماً أصغر من عشرة) من إجمالي قطر الشمس.

ولتوضيح الضخامة الهائلة لهذه الصور بكل أبعادها وعناصرها، وضع علماء الفلك كوكبنا فوق الصورة للقياس على أساسه.

يصادف هذا الإنجاز المذهل الذكرى السنوية الأولى لتلسكوب إيْنُوِيه (Inouye) الشمسي – وهو أقوى جهاز من نوعه - وتتويجاً لخمسة وعشرين عاماً من التخطيط الدقيق.

ويكون الكروموسفير، الذي يقع أسفل هالة الشمس، غير مرئي إلا أثناء كسوف الشمس الكلي، عندما يشكل حافة حمراء حول الشمس المحجوبة. لكن التكنولوجيا الجديدة غيرت ذلك.

لم يسبق لنا أن نظرنا إلى الشمس عن كثب من دون كسوف، إذ إن تلسكوب إيْنُوِيه قادر على رؤية ملامح داخل كروموسفير الشمس صغيرةً بصغر جزيرة مانهاتن.

وفي العام الماضي، عندما أصدر التلسكوب شبه المكتمل أولى صوره، وصفه عالم الفيزياء الشمسية جيف كونه بأنه "أعظم قفزة في قدرة البشرية على دراسة الشمس" منذ زمن غاليليو.

واليوم يقول عالم الفلك والتلسكوبات الفضائية مات ماونتن، رئيس اتحاد الجامعات لأبحاث علم الفلك (AURA)، لقد بدأنا "حقبة جديدة في دراسة الفيزياء الشمسية".

ستساعد الأفكار المكتسبة من هذا المنظور الجديد العلماءَ على التنبؤ والاستعداد للعواصف الشمسية، التي باستطاعتها أن ترسل موجة تسونامي من البلازما الساخنة المغناطيسية من هالة الشمس إلى الأرض، ما قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الإنترنت لعدة أشهر في العالم أجمع.

وقال ماونتن في تصريح جديد: "نخص بالشكر سكان هاواي على تمكيننا من العمل من هذا الموقع الرائع، ونشكر المؤسسة الوطنية للعلوم (NSF) والكونغرس الأمريكي على دعمهم المستمر، والشكر موصول إلى فريق تلسكوب إيْنُوِيه الشمسي، الذي يمتلك العديد من أعضائه كرست بلا كلل أكثر من عقد من الزمان لهذا المشروع التحويلي "، قال ماونتن في إعلان حديث.

بُني تلسكوب إيْنُوِيه الشمسي على بركان ماوي في هالياكالا، وهو بركان مهم ثقافياً وروحياً في نظر سكان هاواي الأصليين. وتفخر المؤسسة الوطنية للعلوم بأنها ساهمت بأدوات صنعت بيد سكان هاواي في جميع مراحل بناء التلسكوب، ومع ذلك يقول بعض السكان الأصليين إن الآلة لا تزال تبدو كإهانة من المستعمرين البيض.

وواجه تلسكوب ضخم آخر عُزم بناؤه على البركان الخامد موانيكيا مقاومة كبيرة من سكان هاواي الأصليين الذين لا يريدون تدنيس موقعهم المقدس لأغراض الغرب العلمية.

قبل فترة طويلة من عصر غاليليو، كان السكان الأصليون حول العالم يستخدمون الشمس والقمر والنجوم لفهم مكانتنا في الكون بصورة أفضل، واليوم يتيح لنا تلسكوب إيْنُوِيه الشمسي لمحة عن مركز نظامنا الشمسي بشكل لم يسبق له نظير، ولكن يجب ألا نغفل عن مراقبي النجوم الذين سبقونا، فهم من قرّب المسافة بيننا وبين النجوم.