المركبة الشمسية المدارية تكتشف مصدر الرياح الشمسية

نفاثات بيكوفلر مصدر أساسي للرياح الشمسية في النظام الشمسي نفاثات بيكوفلر مصدر أساسي للرياح الشمسية في النظام الشمسي

معظمنا يعلم أن الرياح الشمسية تتحرك حول الشمس، لكن مصدر هذه التيارات التي تتألف من جسيمات مشحونة يظل لغزاً وكان موضوعاً للعديد من الدراسات على مدى العقود الماضية.

المركبة الشمسية المدارية تصور نفاثات بيكوفلر الصادرة من الثقب الإكليلي للشمس لأول مرة

لكن الصور التي تم التقاطها العام الماضي بواسطة أداة تصوير الأشعة فوق البنفسجية EUI على متن المركبة الشمسية المدارية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا، ربما أعطتنا أخيراً المعرفة اللازمة لشرح ما هو مصدر هذه الرياح، وفي ورقة بحثية نشرت في مجلة Science، وصف فريق من الباحثين رؤية أعداد كبيرة من النفاثات أو النوافير تخرج من منطقة مظلمة من الشمس تسمى "الثقب الإكليلي" في الصور التي التقطتها المركبة الفضائية، وقامت المركبة الفضائية بتصوير "نفاثات بيكوفلر" لأول مرة.

نفاثات بيكوفلر مصدر أساسي للرياح الشمسية في النظام الشمسي

أطلق الفريق على هذه النفاثات اسم "نفاثات بيكوفلر" لأنها تحتوي على حوالي واحد على تريليون من الطاقة التي يمكن أن تولدها أكبر التوهجات الشمسية، ويبلغ طول هذه الفوهات النفاثة بضع مئات من الكيلومترات، وتصل سرعتها إلى حوالي 100 كيلومتر في الثانية وتستمر فقط ما بين 20 إلى 100 ثانية، ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن لدى هذه النفاثات القدرة على إطلاق ما يكفي من البلازما ذات درجة الحرارة العالية لاعتبارها مصدراً أساسياً للرياح الشمسية في نظامنا الشمسي، وبينما تُعرف الثقوب الإكليلية منذ فترة طويلة بأنها قد تكون مصدر لهذه الظاهرة، إلا أن العلماء ما زالوا يحاولون معرفة آلية خروج تيارات البلازما منها بالضبط، وقد يكون هذا الاكتشاف الأخير هو الحل الذي كانوا يبحثون عنه لسنوات.

المركبة الشمسية المدارية تواصل البحث عن مصادر أخرى للرياح الشمسية

قال "لاكشمي براديب شيتا" المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي: "إن نفاثات بيكوفلر التي شاهدناها هي أصغر وأضعف نوع من النفاثات في الهالة الشمسية التي لم يتم ملاحظتها من قبل، ومع ذلك، فإن محتوى الطاقة في نفاثة بيكوفلر واحدة تستمر لمدة دقيقة واحدة تقريباً يساوي متوسط الطاقة التي يستهلكها حوالي 10000 أسرة في المملكة المتحدة على مدار عام كامل.

هذا وأكد الباحثون أن فريق البحث سيواصل مراقبة الثقوب الإكليلية والمصادر المحتملة الأخرى للرياح الشمسية باستخدام المركبة الشمسية المدارية Solar Orbiter في المستقبل.  

المصدر: مجلة Science