استتراتيجيات التركيز تجعلنا نستمتع برحلة الحياة مهما ساءت الظروف

منوعات

الحفاظ على التركيز في الأوقات العصيبة

12 أيلول 2022 10:09

شهدنا في العامين الماضيين اضطراباً أكبر مما اعتدنا عليه على مر عقود، بدءاً من جائحة كوفيد عام 2020 وليس انتهاء بزيادة التضخم بمعدل هو الأعلى منذ أكثر من 40 عاماً، ونجم عن هذا ضغوط عديدة أدت في أحد جوانبها إلى تسريح العمال، لذا لا عجب أن تصل المعنويات إلى أدنى المستويات.

ووسط حاضر فوضوي ومستقبل غامض الملامح، كيف تحافظ على إنتاجيتك وتركز على ما يمكنك فعله، بدل الانشغال بالتفكير في مواقف خارجة عن إرادتك إلى حد كبير؟ فإليك عزيزي القارئ بعضاً من أفضل الاستراتيجيات لمواصلة إنجاز الأمور والتقليل من الشعور بالارتباك والتوتر:

دوّن كل شيء على الورق

عندما يلازمك شعور بالتشتت، أغلب الظن أن السبب الأساسي هو القلق. وحتى تعرف ما يثير قلقك، ابدأ في كتابة كلّ ما يدور في ذهنك ويعتمل في داخلك. قد تكون أموراً كبيرة مثل ما سيحدث للاقتصاد، أو قد تكون عناصر يومية مثل الانشغال بالاستعداد لبداية العام الدراسي، وما إلى ذلك. أي شيء يتبادر إلى ذهنك مهم، لذا اكتبه.

بادر إلى العمل على إيجاد حل متى استطعت

بمجرد أن تفرغ من كتابة كل شيء، ضع دائرة أو حدد المكان الذي يمكنك العمل عليه، فالقلق من المواقف التي يكون لديك فيها قدر من السيطرة قد يدفعك للاستعداد للمستقبل بطريقة صحية.

جد ما يمكنك فعله، مثل مراجعة أهدافك التقاعدية، أو التخطيط لقضاء أمسية مع زوجك/زوجتك لحل بعض الأمور في المنزل. بعد ذلك، أضفها إلى قائمة المهام، بحيث تحرز تقدماً باستمرار. يعد إجراء تغييرات لتحسين وضعك طريقة صحية ومفيدة لاستخدام طاقتك العصبية، بدلاً من مجرد تشتيت انتباهك على هاتفك.

تحرر من أعباء الأمور الخارجة عن إرادتك

هناك مواقف كثيرة يمكننا أن نفعل شيئاً لتغيير نتيجتها، لكن بعض المواقف لن نستطيع السيطرة عليها وعلى نتائجها. والمطلوب منا في هذا الحال بذل قصارى جهدنا في الوقت الحالي ثم نتعامل مع ما يحدث عند حدوثه.

على سبيل المثال، لنفرض أنك علمت مؤخراً أن شركة زوجك/زوجتك ستلغي 8000 وظيفة، وولداك متقاعدان، لذا فهم عرضة بشكل خاص لتأثير التضخم والانكماش في سوق الأسهم والسندات. هذه أمور لا يمكنك التحكم بها، لكنها تثير القلق بالفعل، لذلك عليك الإفصاح عما يدور في ذهنك بانتظام حتى لا تستيقظ في الساعة 3 أو 4 صباحاً والأفكار تتسابق في ذهنك.

هذا هو المجال الذي تلعب فيه ممارسات مثل التأمل والصلاة وكتابة اليوميات دوراً حاسماً في حياتنا جميعاً لتملأنا هدوءاً وسلاماً، وتدفعنا إلى التركيز وتنمي القدرة على التركيز في الأوقات العصيبة.

وبناء عليه، اقض كل صباح بهدوء، وصلّ أو تأمل لتتخلص من مخاوفك، وإذا حدث شيء أزعجك خلال النهار، دونه قبل أن تخلد إلى السرير.

خفف من الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي

لا يمكن للاستراتيجيات المذكورة أعلاه تغيير القضايا الكبيرة في حياتنا، ولكن قد تجعلنا نشعر بمزيد من الهدوء والتركيز والحضور. لسوء الحظ، نميل في كثير من الأحيان إلى اللجوء إلى الأنشطة التي تؤدي إلى نتيجة معاكسة - مثل تقليب الصفحات على هواتفنا إلى ما لا نهاية. فبدل أن نتأمل ما نشعر به ونتخذ إجراءات حيثما أمكننا ونتحرر مما لا يمكننا التحكم فيه، نذهب للبحث عن معلومات تمنحنا الأمل أو تخدرنا. ولسوء الحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعلنا أكثر قلقاً وتشتتاً.

إذا حدث ولاحظت نمطاً من الشعور بالقلق، ولجأت إلى وسائل التواصل الاجتماعي ثم نشأ لديك شعور بالتشتت أكثر من ذي قبل، يجدر بك أخذ قسط من الراحة من آلية التأقلم هذه. اقصر مشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي على مرة واحدة يومياً تقريباً، ثم توقف في العطلة الأسبوعية عن استخدامها، إذ تسمح لك فترات الراحة هذه باستعادة التفكير بعقلانية في كل الأمور الحسنة في العالم، كما تسمح لك بالتركيز على التواجد في الحاضر.

ضع خطة لكل يوم

إذا فعلت كل ما سبق، فأنت تحسن عملاً في زيادة وعيك بما لا يجب عليك فعله، ولكن سينتهي بك الأمر إلى تشتيت انتباهك وإضاعة الوقت إذا لم تكن واضحاً بشأن ما يجب عليك فعله. لهذا حري بك أن تضع خطة لكل يوم. وبإمكانك وضع هذه الخطة عند الانتهاء من العمل في اليوم السابق، أو قبل النوم، أو في بداية يوم عملك.

المهم أن يكون لديك خطة، حتى يعرف عقلك أين يركز وما يجب عمله خلال النهار. وإذا بدأت تشعر في أي وقت بالتوتر أو الرغبة في تشتيت انتباهك، استرح مؤقتاً، أو اذهب في نزهة، أو افعل ما تريد القيام به لإعادة التركيز ثم عد إلى إنجاز خطتك.

واعلم أن بإمكانك اختيار البقاء مركزاً وهادئاً وحاضراً في الوقت الحالي بصرف النظر عما يحدث في العالم. وهذه الاستراتيجيات لا تجمّل حياتك فحسب، بل تمكنك من الازدهار والاستمتاع برحلة الحياة مهما حدث.

فاست كومبني