التركيز سرعة المشي أهم من التركيز على عدد الخطوات

علوم

باحثون يؤكدون أن سرعة المشي اليومي أهم من عدد الخطوات التي نمشيها يومياً

13 أيلول 2022 11:35

حساب عدد الخطوات التي نمشيها يومياً ليس الأمر الوحيد الذي يجدر أن ننظر إليه، بل علينا أن نعير سرعة المشي أهمية أكبر، وفقاً لبحث جديد.

حقيقة عدد الخطوات المطلوبة يومياً

وجد باحثون لدى نحو 80 ألف بالغ يملكون أجهزة تتبع نشاط يمكن ارتداؤها - وهو أحد أكبر التحليلات حتى الآن - أن من يمشي منهم بوتيرة أسرع يظهر علامات على تحسن النتائج الصحية.

وسمعنا في السنوات الماضية عن الهدف اليومي المكون من 10000 خطوة الذي أحدث ضجة كبيرة، مع أنه يعتمد على أدلة قليلة. ففي ستينيات القرن الماضي، وضعت شركة يابانية تبيع عدادات الخطوات هذا العدد من العدم لتقنع الناس بشراء منتجاتها.

وحاول العلماء في السنوات الأخيرة اختبار هذا الهدف لمعرفة إذا كان الاقتراح الصحي الشائع يفي بالمعايير المطلوبة. ووجدت بعض الأبحاث أنه بعد نحو 6000 خطوة، تتلاشى الفوائد الصحية للمشي اليومي تدريجياً. وأشارت أبحاث أخرى إلى أهمية كل خطوة إضافية.

أهمية سرعة المشي

واليوم ظهر عامل آخر يجب مراعاته، ألا وهو السرعة. ففي دراستين جديدتين على نحو 78500 مشارك في كل عينة، أظهر باحثون في المملكة المتحدة أدلة قوية على أن سرعة المشي مهمة.

ووجدوا أن من سار بانتظام بوتيرة أسرع أو بكثافة أعلى في أوقات متعددة على مدار اليوم أظهر انخفاضاً في خطر الإصابة بالخرف بالإضافة إلى انخفاض إمكانية الوفاة بفعل جميع الأسباب وانخفاضاً في إمكانية الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن يمشي ببطء.

وفي الدراسة التي تناولت مرض الخرف، وجد الباحثون أن السرعة الأمثل للمشي لدى المجموعة المشاركة كان 112 خطوة في الدقيقة، ولمدة 30 دقيقة في المتوسط كل يوم (ليس من الضروري أن تكون متتالية).

وقال عالم الفسيولوجيا إيمانويل ستاماتاكيس (Emmanuel Stamatakis) من جامعة سيدني: "يُفهم الناس مسالة عدد الخطوات بسهولة ويستخدمونه على نطاق واسع لتتبع مستويات النشاط بفضل الشعبية المتزايدة لأجهزة تتبع اللياقة البدنية وتطبيقاتها، ولكن يندر أن يفكر الناس في سرعة المشي".

وأضاف: "قد تعلمنا النتائج المستخلصة من هاتين الدراستين بأول إرشادات رسمية للنشاط البدني القائم على المشي، وقد تساعد في تطوير برامج صحة عامة فعالة تهدف إلى الوقاية من الأمراض المزمنة".

زيادة سرعة المشي مرتبطة بفوائد صحية أكبر

وجاءت النتائج من دراستين سكانيتين أجريتا على مدى عامين. اعتمد كل منهما على مشاركين بالغين تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً، لكن ركزت إحداهما على السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، بينما ركزت الأخرى على الخرف. وبعد سبع سنوات، فحص المشاركون مرة أخرى.

كلتا الدراستين دراسةٌ رصدية بحتة، ما يعني أنهما لا تحددان السبب أو النتيجة. لكنهما بعض الدراسات الأولى من نوعهما والأكبر في مجال تحليل سرعة المشي فيما يتعلق بالنتائج الصحية للإنسان.

وعلى غرار الدراسات السابقة، تشير نتائج الورقتين إلى أنه كلما زاد عدد الخطوات التي يتخذها الشخص في يوم واحد، تتحسن نتائجهم الصحية.

والأفضل من ذلك أن لا يبدو أن هنالك حداً أدنى لعدد الخطوات التي يحتاجها الشخص أو حداً أدنى للسرعة التي يحتاجها لجني هذه الفوائد.

ووجد المؤلفون أن كل 2000 خطوة تخفض خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 11%، وفي الدراسة التي تناولت الخرف، حدد العدد المثالي للمشي اليومي عند نحو 9800 خطوة. إذ يبدو عند هذه العتبة أن خطر الإصابة بالخرف انخفض إلى النصف.

وقال الباحثون إن المشي البطيء أيضاً قد يحقق هذه الفوائد، لكن بوسع المشي السريع أن يقوي صحة أدمغتهم بصورة أكبر.

وقال ماثيو أحمدي، الذي يدرس النشاط البدني في جامعة سيدني: "إن حجم ونطاق هاتين الدراستين اللتان تستخدمان أجهزة التتبع التي يمكن ارتداؤها على المعصم تجعلها أقوى دليل حتى الآن، ما يشير إلى أن 10000 خطوة يومياً هي العدد المثالي للفوائد الصحية وزيادة سرعة المشي ترتبط بفوائد إضافية".

وأضاف: "ستلقي مزيد من الأبحاث التي تعتمد على الاستخدام طويل الأمد لأجهزة التتبع مزيداً من الضوء على الفوائد الصحية المرتبطة بمستويات معينة من المشي اليومي وسرعته".

JAMA Internal Medicine - JAMA Neurology