غسل تجويف الأنف يقي المصابين بفيروس كوفيد 19 من الأعراض الشديدة ودخول المستشفى

علوم

غسل تجويف الأنف مرتين يومياً يقلل من مخاطر كوفيد 19 الأشد فتكاً

13 أيلول 2022 13:35

أكد باحثون أن غسل تجويف الأنف المبطن بالمخاط مرتين يومياً بمحلول ملحي معتدل بعد فترة وجيزة من تشخيص الإصابة بكوفيد 19 بإمكانه أن يقلل من احتمال دخول المستشفى والوفاة بشكل كبير.

وقال الباحثون إن هذه الطريقة التي يمكن اتباعها في المنزل عن طريق خلط نصف ملعقة صغيرة من الملح وصودا الخَبْز (بيكينغ صودا) في كوب من الماء المغلي أو المقطر، ثم وضع الخليط في علبة مخصصة لغسل الأنف هي طريقة آمنة وفعالة وغير مكلفة، وتقلل مخاطر المرض الشديد والوفاة من عدوى الفيروس التاجي التي قد يظل لها تأثير حيوي على الصحة العامة.

غسل تجويف الأنف يقلل نسبة الوفيات المرتبطة بكوفيد 19

وقالت الطبيبة إيمي باكستر، المختصة بطب الطوارئ في كلية الطب في جورجيا بجامعة أوغوستا وأحد مؤلفي الدراسة: "نقول في غرفة الطوارئ والجراحة أن حل مسألة التلوث هو المحلول المخفف".

وأضافت: إن "إعطاء ترطيب إضافي للجيوب الأنفية، يجعلها تعمل بصورة أفضل". ويعني هذا أنه إذا كان لديك مادة ملوثة، فكلما قمت بإزالتها، تمكنت من التخلص من الأوساخ والفيروسات وأي شيء آخر بشكل أفضل.

وقال كبير المؤلفين الطبيب ريتشارد شوارتز، رئيس قسم طب الطوارئ في جامعة أوغاستا: "وجدنا انخفاضاً بمقدار 8.5 ضعفاً في حالات الاستشفاء وعدم حدوث وفيات مقارنةً بالعناصر الضابطة".

عدد فيروسات كوفيد الموجودة بالجسم مرتبط بشدة الأعراض

ويبدو أن هذه الدراسة هي أكبر تجربة إكلينيكية مستقبلية من نوعها، وقد يستفيد معظم السكان المسنين والمعرضين لمخاطر عالية الذين عاينتهم الدراسة - وكثير منهم يعانون من حالات سابقة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم - أكثر من هذه الممارسة السهلة وغير المكلفة، كما يقول الباحثون.

ووجدوا أن أقل من 1.3٪ من 79 شخصاً ممن خضعوا للدراسة يبلغون من العمر 55 عاماً فأكثر والذين التحقوا في غضون 24 ساعة من تشخيص الإصابة بكوفيد 19 بين 24 أيلول (سبتمبر) و21 كانون الأول (ديسمبر) 2020، أُدخلوا المستشفى. لكن لم يمت أحد منهم.

وأُدخل أحد المشاركين، الذين عولجوا وجرت متابعتهم لمدة 28 يوماً، إلى المستشفى، وذهب آخر إلى غرفة الطوارئ ولكن لم يقبل فيها.

وبالمقارنة، أُدخل 9.47٪ من المرضى إلى المستشفى وتوفي 1.5٪ في المجموعة ذات التركيبة السكانية المماثلة التي أبلغت عنها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الإطار الزمني نفسه، والذي بدأ بعد نحو تسعة أشهر من ظهور فيروس كوفيد 19 لأول مرة في الولايات المتحدة.

وكتب الباحثون: إن "تخفيض النسبة من 11٪ إلى 1.3٪ منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 كان سيتوافق من حيث القيمة المطلقة مع عدد أقل مما يربو عن مليون مسن أمريكي أُدخلوا إلى المستشفى. وإذا تأكدت في دراسات أخرى، قد يكون التخفيض المحتمل في معدلات الاعتلال والوفيات في جميع أنحاء العالم كبيراً".

وأكدت باكستر أنهم كانوا يعلمون أنه كلما زاد عدد الفيروسات الموجودة في جسمك، كان التأثير أسوأ. وقالت: "أحد الأفكار التي طرأت ببالنا هو: إذا استطعنا شطف بعض الفيروسات في غضون 24 ساعة من التشخيص بالإصابة، فربما يمكننا تقليل حدة ذلك المسار بأكمله"، بما في ذلك تقليل احتمالية دخول الفيروس إلى الرئتين، حيث كان يتسبب في أضرار دائمة وقاتلة لكثيرين.

غسل تجويف الأنف يضعف ارتباط فيروس كوفيد بمستقبل ACE2

بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن فيروس كوفيد 19 الشائك يرتبط بمستقبل ACE2، المنتشر في جميع أنحاء الجسم، وينتشر بوفرة في أماكن مثل تجويف الأنف والفم والرئتين. وأشارت باكستر إلى أنهم تابعوا الأدوية التي تتداخل مع قدرة الفيروس على الارتباط بمستقبل ACE2، ولفتت إلى أن غسل الأنف بالمحلول الملحي يساعد على تقليل قوة هذا الارتباط.

وغسل المشاركون أنوفهم ذاتياً باستخدام إما بوفيدون اليود، وهو المطهر البني الذي يوضع على الجسم قبل الجراحة، أو بيكربونات الصوديوم، أو صودا الخبز، والتي تستخدم كمنظف في أحيان كثيرة، ممزوجة بالماء الذي يحتوي على تركيز الملح نفسه الموجود بشكل طبيعي في الجسم.

وبينما وجد الباحثون أن المواد المضافة لا تعطي نتيجة تذكر، أشارت أبحاث سابقة إلى أنها قد تصعب الأمر على الفيروس في الارتباط بمستقبل ACE2. لكن تجربتهم تشير إلى أن المحلول الملحي وحده كاف، إذ قالت باكستر: "ما يهم هو الغسل وعدد مرات الغسل فقط".

غسل تجويف الأنف يقلل من شدة أعراض كوفيد 19

وأراد الباحثون أيضاً معرفة أي تأثير في شدة الأعراض، مثل القشعريرة وفقدان حاستي التذوق والشم. وتبين أن ثلاثة وعشرون من أصل 29 مشاركاً يغسلون تجويف الأنف مرتين يومياً لم تظهر عليهم أعراض أو ظهر عرض واحد في نهاية الأسبوعين مقارنة بـ 14 من أصل 33 كانوا أقل اجتهاداً.

ويعد المسنون لذين يعانون من السمنة والوزن الزائد، وغير النشطين بدنياً والذين يعانون من حالات طبية أساسية، الأكثر عرضة لخطر المضاعفات الخطيرة والاستشفاء.

وأظهر آخرون أن غسل الأنف قد يكون فعالاً أيضاً في تقليل مدة وشدة الإصابة بمجموعة من الفيروسات التي تشمل فيروسات كورونا، والتي من المعروف أيضاً أنها تسبب نزلات البرد، وكذلك فيروسات الأنفلونزا.

وقال شوارتز إن بساطة العلاج وأمانه جعلته يوصي المصابين بغسل الأنف للمرضى في وقت مبكر من الإصابة، كما أن النتائج المنشورة تجعله أكثر ثقة في التوصية بغسل الأنف بشكل أساسي لأي شخص تكون نتيجة تشخيصه إيجابية.

مديكال إكسبرس