تناول الملح يزيد مستوى التوتر

أضرار تناول الملح الزائد

يأمل العلماء أن النتائج التي توصلوا لها ستشجع على مراجعة سياسة الصحة العامة حول استهلاك الملح والأطعمة المملحة، بهدف دفع الشركات المنتجة لها إلى تقليل كميات الملح الموجودة في الأغذية، حيث ينصح البالغين بتناول أقل من ستة جرامات من الملح يوميا، لكن معظم الناس يتناولون ما يصل إلى تسع جرامات في الغالب، ما يمكن أن يساهم في ارتفاع ضغط الدم وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والخرف الوعائي.

الجدير بالذكر أنه في حين أن زيادة نسبة الملح في الطعام قد تم إثبات تأثيرها على كل من القلب والدورة الدموية بشكل واسع النطاق، إلا أنه لم يعرف الكثير حيال تأثير اتباع نظام غذائي غني بالملح على سلوك الإنسان.

حيث استعان الباحثين من جامعة إدنبرة بالفئران المخبرية لاكتشاف ذلك، حيث قاموا بإعطائها طعاما ذو نسب عالية من الملح بشكل يتشابه مع الكميات المعتاد تناولها من قبل البشر.

هرمون التوتر

وقد وجدوا أن مستويات هرمون التوتر لدى الفئران لم تزداد في الأوضاع العادية فحسب، بل كانت استجابتها الهرمونية للإجهاد البيئي ضعف استجابة الفئران الأخرى التي اتبعت نظاما غذائيا عاديا، ما يشير إلى أن زيادة نسبة الملح قد أدت لزيادة نشاط الجينات المنتجة للبروتينات والهرمونات في الدماغ والتحكم في كيفية استجابة الجسم للتوتر.

حيث قال البروفيسور ماثيو بيلي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ فسيولوجيا الكلى في مركز علوم القلب والأوعية الدموية بجامعة أدنبرة:" نحن نمثل ما نأكله، ما يعني أن فهم كيفية تغيير الطعام ذو النسب العالية من الملح لصحتنا العقلية هو خطوة مهمة لتحسين الرفاهية الخاصة بنا، إننا نعلم أن الإفراط في تناول الطعام المالح يدمر القلب والأوعية الدموية والكلى، وقد أكدت لنا هذه الدراسة أنه يغير الطريقة التي يتعامل بها دماغنا مع الإجهاد أيضا".

كما وأشار الباحثين إلى أنهم يقومون في الوقت الراهن بإجراء بعض الدراسات الأخرى لفهم ما إذا كان تناول كميات كبيرة من الملح، يمكن أن تؤدي إلى تغييرات سلوكية أخرى مثل القلق والعدوانية، وقد نشرت الدراسة الحالية في مجلة أبحاث القلب والأوعية الدموية، بينما تم تمويلها من قبل مؤسسة القلب البريطانية ومؤسسة أبحاث الكلى البريطانية.