تحذيرات من الجائحة الصامتة الناتجة عن سوء استخدام المضادات الحيوية

حيث كان هناك ما يقرب من 54 ألف حالة من حالات العدوى الشديدة التي لم تستجيب للمضادات الحيوية في المملكة المتحدة خلال العام الماضي، حيث شهد ارتفاعا بوتيرة وصلت نسبتها إلى 2% مقارنة بالعام الذي سبقه عندما كان العدد 52800 حالة، لكنها لا يزال أقل بكثير مما كان عليها عام 2019 الذي سجل ما يصل إلى 62 ألف حالة.

العدوى المقاومة للمضادات الحيوية

وقد قالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، أن حالات العدوى الشديدة المقاومة للمضادات الحيوية قد سجلت انخفاضا خلال جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، وذلك بسبب التغيرات في كيفية تقديم خدمات الخدمات الوطنية الصحية "NHS" والسلوك الاجتماعي للمواطنين، وحذرت الوكالة من التراخي في هذه المسألة وتشجع المواطنين على استخدام المضادات الحيوية وفقًا للتوجيهات الصحية فقط.

حيث تقول الدكتورة سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة:" إننا نشهد ظهور مقاومة لأحدث المضادات الحيوية لدينا بالفعل، ولن ينجح الابتكار في إيجاد علاجات جديدة إلا إذا ما قمنا باستخدام ما لدينا من مضادات حيوية وأدوية بشكل مسؤول، حيث أن الإفراط في استخدامها سيعني أنها تتوقف عن العمل وتهدد بظروف مهددة للحياة، أي أنها لن تساعد في علاج أعرض البرد أو الأنفلونزا أو فيروس كورونا التاجي المستجد".

كما وأضافت:" يرجى الوثوق بأخصائي الرعاية الصحية الخاص بكم، وتناول المضادات الحيوية على النحو الموصوف لكم فقط، دون مشاركتها مع الآخرين أو ادخارها لاستخدامها في وقت لاحق".

البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

الجدير بالذكر أن أكثر من خمس أنواع عدوى مجرى الدم بالإشريكية القولونية تمتلك القدرة على مقاومة مضادات الأموكسيلاف المشتركة، والتي تعد مضاداً حيوياً رئيسياً يستخدم في المستشفيات للتعامل مع العدوى الخطيرة.

يقول البروفيسور دام جيني هاريز، الرئيس التنفيذي لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة:" إن مقاومة المضادات الحيوية ليست مشكلة ثانوية يمكننا تجاهلها، فـ العدوى التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، تتسبب في وفاة الآلاف من الأشخاص سنويا، بجانب أن لها تأثيرا اقتصاديا هائلا أيضاً.