فوائد الاستيقاظ باكراً لعقل الإنسان

علوم

الاستيقاظ مبكراً يزيد من الذكاء اللفظي للإنسان

29 تشرين الثاني 2022 17:58

كشفت دراسة جديدة أجريت بجامعة أوتاوا عن أن النظرية الشائعة حيال الأشخاص الأكثر ذكاء هم أكثرها سهراً في الليل، مشيرة إلا أن الاستيقاظ المبكر يمكنه زيادة الذكاء اللفظي للإنسان بشكل واسع النطاق. 

حيث قال الدكتور ستيوارت فوغل، الباحث في علم الأعصاب الإدراكية ومدير مختبر أبحاث النوم في جامعة أوتاوا، في بيان صحفي:" لقد كانت هذه النتيجة مفاجئة لنا بشكل كبير، والتي تشير إلى كون الذكاء اللفظي وطريقة عمل عقل الإنسان أكثر تعقيدا بكثير مما كان يعتقده أي شخص من قبل".

الاستيقاظ باكراً وفوائده للإنسان

قام الباحثون بقيادة الدكتور فوغل بمراقبة الإيقاعات البيولوجية والتفضيلات اليومية للمشاركين في هذه الدراسة، بغرض تحديد ما إذا كانوا يميلون إلى أن يكونوا صباحيين أو ليليين، وذلك بناء على قدرتهم على التعامل مع التحديات التي يواجهونها خلال تلك الفترة من النوم.

ووفقا لما نشر في مجلة Study Finds العلمية، استخدم هذه الدراسة بعض المتطوعين الذين يمثلون مجموعة واسعة من الفئات العمرية، حيث تم فحصهم لاستبعاد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أو لديهم مشاكل مربكة وصحية أخرى، ثم قاموا بارتداء جهاز يقوم بمراقبة وقياس مستويات النشاط لديهم لمدة عشرة أيام، بداية من وقت الاستيقاظ وحتى الخلود إلى النوم، وفي نهاية الدراسة تم إجراء اختبار معرفي لجميع المشاركين في الدراسة، حيث كشفت النتائج أن الأشخاص الذين كانوا يميلون إلى الاستيقاظ مبكرا يتميزون بقدرات لفظية أعلى من غيرهم.

كما وأوضح الدكتور فوغل قائلا أن هذه الدراسة تظهر أن ذكاء الشخص يمكن أن يكون مدفوعا بالإيقاعات البيولوجية وعادات الاستيقاظ الصباحية التي يمارسها. حيث يندرج الشباب عادة في فئة الأشخاص الليليين، بينما من المرجح أن الأشخاص البالغين والأكبر سنا يفضلون الصباح للقيام بالتمارين الرياضية أو القراءة من بين العديد من المهام اليومية الأخرى.

الجدول الزمني الطبيعي للأطفال والمراهقين

كما قال الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن كل من الأطفال والمراهقين في سن المدرسة، قد يكونوا غير متأقلمين مع هذا النظام أو يتم تكييفهم عليه بشكل قصير، وذلك لأن جداول المدرسة والحاجة إلى الاستيقاظ في الصباح الباكر يكون مرهونا بالآباء والأنظمة المدرسية ما ينعكس بدوره على أنماط الروتين اليومي الخاصة بهم.

ويقول الدكتور فوغل :" غالبا ما لا يتم تحديد أوقات بدء الدراسة بناء على أنماطنا الزمنية والروتين اليومي الخاص بنا، بل من قبل الآباء والمدرسة نفسها، لذلك نجد أن الأطفال في سن المدرسة هم الذين يدفعون ثمن ذلك لأن طبيعتهم البشرية تملي عليهم أن يكونوا من النوع الليلي في هذه المرحلة العمرية، لكنهم رغم ذلك يجبرون دائما على العمل والدراسة وفقا لجدول زمني صباحي، وإننا نرى أن هذا غير مؤاتٍ من الناحية البيولوجية للأطفال لتعلم مهارات جديدة.

إن دماغنا يتوق إلى الانتظام، لكن كي نكون مثاليين في إيقاعاتنا علينا الالتزام بالجدول الزمني الطبيعي وألا نحاول تقليد الآخرين أو محاولة اللحاق بركب النظام باستمرار".


المصدر: News Max