تأثيرات جديدة تظهر على الأطفال الذين تعرضوا لفيروس زيكا

علوم

تأثيرات جديدة تظهر على الأطفال الذين تعرضوا لفيروس زيكا

1 كانون الأول 2022 09:24

كشفت مجلة أبحاث طب الأطفال العالمية ضمن دراسة جديدة، أن الأطفال الذين تعرضوا لفيروس زيكا أثناء وجودهم في الرحم، دون أن يتم تشخيصهم لاحقاً بأي من العيوب الخلقية المرتبطة بفيروس زيكا والمعروف أيضا باسم متلازمة زيكا الخلقية CZC، لا يزالون معرضين لإظهار اختلافات في بعض جوانب التطور المعرفي والمزاج والحركة مقارنة بالأطفال الآخرين، كما وأظهرت النتائج أيضا أن أولئك الأطفال قد يحتاجون إلى بعض الدعم والرعاية الإضافية والمراقبة الصحية مع تقدمهم في السن.

أخصائية الأعصاب في معهد طب الأطفال بمستشفى الأطفال الوطني في كولومبيا الدكتورة سارة مولكي، أكدت أنه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول التأثيرات طويلة المدى لفيروس زيكا على الأطفال المعرضين له أثناء مكوثهم في الرحم، وهذه النتائج تمثل قطعة أخرى من اللغز كونها توفر نظرة ثاقبة على النمو العصبي طويل المدى لدى أولئك الأطفال قبل الولادة، الأمر الذي يشير إلى وجود حاجة لإجراء المزيد من التقييم لهم خلال مراحل النمو والتقدم في السن".

وبينت أنه في السابق، لم يكن من الواضح كيف سيتطور الأطفال الذين تعرضوا لفيروس زيكا في الرحم خلال اندلاع هذا الوباء خلال عامي 2015 و2017، خاصة وأنهم لم يصابوا بمتلازمة زيكا الخلية أو أي من المضاعفات العصبية الخطيرة طوال تلك الفترة.

وكشفت الدكتورة عن قيامها بفحص التطور العصبي لدى 55 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 5 سنوات كانوا قد تعرضوا لفيروس زيكا عندما كانوا في الرحم من مدينة سابانالارجا في كولومبيا، وقاموا بمقارنتهم بـ 70 طفل تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 5 سنوات لم يتعرضوا للفيروس على الإطلاق، حيث أجريت جميع هذه التقييمات في الفترة الواقعة ما بين شهر ديسمبر لعام 2020 وشهر فبراير لعام 2021.



اختبار حالات مرضية بفيروس زيكا

خلال الدراسة، اختبر الباحثون المهارات الحركية للأطفال مثل البراعة اليدوية والتصويب والالتقاط والتوازن، بجانب استعدادهم للمدرسة كمعرفة الألوان والحروف والأرقام والأشكال، بجانب إكمال آبائهم ثلاثة استبيانات توفر معلومات حول الوظائف المعرفية للأطفال مثل الذاكرة والتحكم العاطفي، بالإضافة إلى الحالات السلوكية والجسدية كالمسؤولية والحركة وتجربة الأبوة والأمومة بما في ذلك ما إذا كانوا يشعرون بالضيق أم لا.

اختلاف بالوظائف المعرفية

حيث أبلغ آباء الأطفال المعرضين لفيروس زيكا عن مستويات أقل بكثير من الحركة والمسؤولية لدى أطفالهم مقارنة بالأطفال الأصحاء، على الرغم من أن الاختلافات في درجات الوظائف المعرفية لم تكن كبيرة. كما وأبلغ ما نسبته 11% منهم أن أطفالهم يعانون من مشاكل مزاجية مقارنة بـ 1% من الأطفال الأصحاء، ناهيكم عن أنهم كانوا أيضا أكثر عرضة للإبلاغ عن شعورهم بالضيق حيال أطفالهم.

كشفت الاختبارات المعرفية والسلوكية عدم وجود فروقات واضحة أو ذات دلالة إحصائية في البراعة اليدوية لدى الأطفال المعرضين لفيروس زيكا، مثل قدرتهم على التقاط الأشياء أو إدخال عملة معدنية من خلال فتحة مقارنة بالأطفال الأصحاء، كما وسجل كل من مجموعتي الأطفال درجات منخفضة في قدرات الاستعداد للمدرسة ما أوضح عدم وجود فرق بينهم أيضا.


كما سلط الباحثون خلال هذه الدراسة الضوء على أن استجابات الوالدين ربنا تكون قد تأثرت بتصوراتهم حيال فيروس زيكا وزيادة القلق الخاص بهم بشأن نمو أطفالهم، حيث يمكن أن تكون بعض الاختلافات التي تم رصدها ناجمة أيضا عن الفروق العمرية وبالتالي التنموية منها بين مجموعات الأطفال الذين تم دراستهم.

وخلصت الدراسة إلى أنه بينما يحرز هؤلاء الأطفال المعرضين لفيروس زيكا تقدما أثناء نموهم، إلا أنهم يحتاجون للحصول على دعم إضافي أثناء مرحلة الاستعداد لبدء المدرسة.


المصدر: News Medical