أسباب التردد في العلاج الدوائي لاضطرابات قلق الأطفال

علوم

أسباب التردد في استخدام الدواء عند فشل العلاج السلوكي المعرفي لاضطرابات قلق الأطفال

5 كانون الأول 2022 17:57

أثبت العلاج السلوكي المعرفي، بأنه علاج علمي فعال لكل من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات القلق.

لكن عندما لا يؤدي العلاج المعرفي السلوكي إلى تحسنهم، هل يختار الآباء والأطفال بدء العلاج الدوائي أم أنهم يترددون عن ذلك، وما هي تلك العوامل التي يمكنها أن تؤثر على مثل هذا القرار؟ .

هذه هي الأسئلة التي طرحها الباحثون في هذه الدراسة الجديدة بقيادة كل من الدكتور جيفري سترون وجيفري ميلز من جامعة سينسيناتي، والتي تم نشرها مساء اليوم الاثنين الموافق 5 ديسمبر في مجلة الطب النفسي السريري العلمية المرموقة.

العلاج المعرفي السلوكي والدوائي للأطفال

حيث قال الدكتور سترون، أن هذه الدراسة الجديدة قائمة على تحليل نتائج تجربة متعددة الوسائط لاضطرابات قلق الأطفال والمراهقين، والتي ضمت أكثر من 500 طفل ومراهق يعانون من مشاكل الانفصال التام أو اضطرابات القلق الاجتماعي، حيث أثبتت أن كلا من العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالأدوية كان لها تأثير مشابه من حيث الفعالية على المرضى، وأن الجمع بين النهجين العلاجيين قد أدى إلى التوصل إلى نتائج أفضل أيضا. 

التردد في الانتقال إلى العلاج الدوائي للأطفال

ونظر الباحثون خلال الدراسة في مجموعة فرعية من المرضى الذين تلقوا العلاج المعرفي السلوكي لكن حالتهم لم تتحسن، فعلى الرغم من أن البيانات التي جمعوها من التجربة كانت واضحة، إلا أن السؤال المتعلق بما يدفع المرضى وأولياء الأمور إلى اتخاذ القرار بشأن الانتقال إلى طريقة علاجية أخرى لم يتم فحصه خلالها.

يقول الدكتور سترون: " لقد وجدنا أن حوالي 10% فقط من المرضى الذين لم يتحسنوا بشكل كامل باتباع العلاج المعرفي السلوكي اختاروا البدء في تناول الأدوية، الأمر الذي دفعنا إلى محاولة فهم السبب الكامن وراء ذلك بناء على المعطيات والبيانات التي قمنا بجمعها، لنجد أن هناك بعض المؤشرات التي أرشدتها لفهم سبب عدم توجههم للعلاج الدوائي بالفعل".

أسباب التردد في العلاج الدوائي للأطفال

فقد أوضح أن المرضى من الأقليات العرقية والأثنية كانوا أقل احتمالا بثلاثة مرات للانتقال للعلاج الدوائي مقارنة بالمرضى البيض، كما وكان المرضى الأصغر سنا أقل احتمال للقيام بذلك أيضا، ناهيكم عن أن توقعات كل من الآباء والمرضى بشأن فعالية العلاجات الدوائية كانت أيضا مؤشرا على ما إذا كانوا سيختارون التوجه له أم الاكتفاء بالعلاج المعرفي السلوكي.

يقول البروفيسور ميلز :"لقد تمكنا من الاستفادة من الأساليب الاحصائية التي تم تطويرها مؤخرا لتحسين نموذج فهم العلاقة بين تقبل الأدوية وخصائص المريض النفسية، مما سمح لنا بتحديد أي من المؤشرات المحتملة كانت مهمة في التأثير على قرار المرضى وأولياء أمورهم بشأن الاعتماد على العلاج الدوائي من عدمه".

كما وأضاف الدكتور سترون أنه يجب القيام بمزيد من الأبحاث لفهم سبب التردد في بدء العلاج الدوائي، مشيرا إلى أن أحد الفرضيات التي قامت باقتراحها عالمة النفس وخبيرة القلق الدكتورة كاثرين دالسجارد الشهيرة، هي أن الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على الوقت، حيث يستسلم المرضى بعد فترة معينة من الزمن لأنهم لا يشعرون بحدوث أي تحسن في حالتهم الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور سترون إلى أنه قد يكمن أحد الأسباب المحتملة لذلك هو عدم فهم المرضى لمدى فعالية الدواء، قائلا أن شرح فعالية الدواء للمرضى الذين شاركوا في هذه الدراسة والذين كانوا قد اختاروا عدم التوجه إلى العلاج الدوائي بعد فشل العلاج المعرفي في تحسين حالتهم الصحية، قد ساهم بشكل كبير في إحداث فرق واختيارهم بدء العلاج بالأدوية بالفعل.

وأضاف: " من بين هؤلاء الأشخاص الذين تمكنوا من التغلب على التردد وبدء العلاج الدوائي، كانت مجموعة كبيرة قد تحسنت صحتها بشكل ملحوظ. ففي المتوسط، انتقل الأشخاص من الحالة المتوسطة إلى المعتدلة ومن الشديدة إلى المتوسطة، مما يعتبر فرقا ملحوظا على المستوى السريري الصحي لدى المرضى".


Medical Xpress