متى بدأ البشر بتربية القطط ؟

عالم الحيوان

دراسة تثبت أن البشر قاموا بتربية القطط لأول مرة بعد اختراع الزراعة

6 كانون الأول 2022 16:57

أكدت دراسة جديدة أن البشر قد طوروا روابط وثيقة مع القطط بعد أن تحولوا لأول مرة من مرحلة "الصيد والجمع" إلى مرحلة الزراعة، أي منذ ما يقرب من 10 آلاف سنة فقط .

حيث كان البشر يعتمدون على القطط في مكافحة الآفات الزراعية طوال الحضارات الإنسانية الأولى.

متى بدأ البشر بتربية القطط

وقد أشارت هذه الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة Heredity العلمية، إلى أن أول عملية ترويض للقطط في العالم قد تمت بسبب تحول نمط الحياة البشرية إلى الزراعة، الأمر الذي أدى بدوره إلى انشاء مستوطنات أكبر بشكل متزايد ومتسارع لزراعة الأرض والاعتماد على محاصيلها في الغذاء.

لماذا اهتم البشر قديما بتربية القطط

أوضح باحثون من جامعة ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية، أن القطط البرية التي عاشت على الأرض منذ حوالي 12 ألف عام، قد استفادة من زيادة أعداد القوارض التي انجذبت إلى مخازن الحبوب الأولى التي كانت تجمعها المجتمعات البشرية، الأمر الذي لفت انتباه البشر الأوائل ودفعهم إلى الاستفادة من القطط في التخلص من هذه القوارض وغيرها من الآفات الزراعية التي تتلف مخزونهم من الطعام ومحاصيلهم.

تربية القطط في منطقة الهلال الخصيب

كما وتجدر الإشارة إلى أن عملية تربية القطط ضمن علاقة منفعة متبادلة بدأت تحديدها في المجتمعات الزراعية النامية بمنطقة "الهلال الخصيب"، وهي منطقة تشبه شكل الهلال و تتركز في الشرق الأوسط، لتشمل في عصرنا الحالي دولا عديدة بما في ذلك سوريا والعراق ولبنان وفلسطين والأردن.

تحليل الحمض النووي لمجموعات مختلفة من القطط

خلال هذه الدراسة، قام الباحثون بجمع وتحليل الحمض النووي من مجموعة كبيرة من القطط في منطقة الهلال الخصيب، بجانب العديد من القطط الأخرى من مختلف أرجاء كل من قارة أوروبا وآسيا وافريقيا، كما وقاموا بمقارنة ما يقرب من 200 علامة وراثية مختلفة فيها، قبل تقييم تسلسل الجزيئات الأساسية للبنات البناء في الحمض النووي التي شملت كلا من الثيمين والسيتوزين والأدينين والجوانين. 

دراسة تطور القطط عبر التاريخ

بالإضافة إلى ذلك، قاموا أيضا بتحليل العلامات الجينية المعروفة باسم "السواتل المكروية"، والتي تعد أجزاء من قواعد الحمض النووي المتكررة التي تتغير بسرعة كبيرة ويمكن أن تقدم بعض الأدلة حول مجموعات القطط الحديثة والتطورات التي نجمت عن عمليات التكاثر التي جربت فيما بينها على مدار المائة عام الماضية.

كما وقام الباحثون أيضا بتقييم ومقارنة العلامات المميزة الأخرى للحمض النووي، والتي تعرف باسم "تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة" المتمثلة في الجزيئات الأحادية الموجودة في قاعدة الأحماض النووية والتي تتغير في جميع أنحاء الجينوم خلال عملية التطور الطبيعية، والتي قال الباحثين أنها يمكن أن توفر أدلة حول التاريخ القديم للقطط قبل ما يرجع إلى آلاف السنين.

تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، الدكتورة ليزلي ليونس: "من خلال هذه الدراسة ومقارنة جميع علامات الحمض النووي، يمكننا البدء في تجميع أجزاء القصة التطورية للقطط معا، حيث تشير النتائج التي توصلنا إليها أنه لمن المحتمل أن تكون القطط تم استئناسها وترويضها من قبل البشر لأول مرة في منطقة الهلال الخصيب قبل حوالي 12 ألف عام".

اختلاف التركيب الجيني للقطط من منطقة لأخرى

أشار الباحثون أيضا أنه عندما بدأ البشر الأوائل في السفر حول العالم، قاموا بجلب أصدقائهم الجدد "القطط معهم"، فعلى مدى آلاف السنين التي حدث خلالها انتقال للجينات ما بين القطط مع بعضها البعض عبر الأجيال، تباعد التركيب الجيني للقطط الأولى وتناثر في جميع ارجاء العالم.

وللتأكيد على هذا الأمر، قال الباحثون أن التركيب الجيني للقطط التي تعيش في أوروبا الغربية تختلف بشكل كبير عن تلك الموجودة في جنوبي شرق آسيا، وهي عملية تطورية تعرف في الأوساط العلمية باسم "العزل الجيني عن طريق التباعد بالمسافة".

القطط حيوانات فريدة من نوعها

حيث أضافت الدكتورة ليونس قائلة :" يمكننا في الواقع أن نشير إلى القطط بأنها حيوانات شبه مستأنسة، لأننا إذا ما تركناها طليقة في البرية، فمن المرجح أنها ستقوم باصطياد القوارض والحشرات وتكون قادرة على البقاء والتزاوج بشكل طبيعي بسبب سلوكياتها الطبيعية والغريزية المحفورة داخل حمضها النووي. فعلى عكس الكلاب والحيوانات الأليفة الأخرى، لم نقم نحن البشر بتغيير سلوك القطط بشكل كبير خلال عملية الترويض والاستئناس التي قمنا بها على مدار الزمن، ما يثبت مرة أخرى أن القطط حيوانات فريدة من نوعها بلا شك".

دعا الباحثون إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات ذات الصلة، بما في ذلك تلك التي تجمع بيانات من عدة أنواع برية مختلفة من القطط من العراق وإيران ومنطقة وادي السند وشمالي غرب الهند، بغرض توضيح الاختلاف الجيني الموجود بين مجموعات القطط تلك.

كما وأشاروا إلى أن الدراسات الجينية والأثرية التي تستهدف دراسة القطط ما قبل اكتشاف الزراعة من قبل البشر، ستكون إضافة مهمة في زيادة توضيح عملية استئناس وترويض القطط بالتأكيد. 

الإندبندنت