رد حزب الله على التصريحات التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وبعض أوساط التيار والتي اتهمته فيها بنكث الوعود بشأن عدم حضور وزراءه جلسة حكومة تصريف الأعمال التي شارك فيها.
حيث ردت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان لها، على المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وعلى التصريحات الصادرة عن أوساط التيار أوضحت من خلاله بأن "الجميع في لبنان يعلم طريقة حزب الله في مقاربة المسائل التي يختلف فيها مع الأصدقاء والحلفاء، وهي حرصه على مناقشة الأمور معهم من خلال اللقاءات الخاصة والمباشرة."
وأضاف البيان: "ولأننا لا نريد أن ندخل في سجال مع أي من أصدقائنا رغم أن الكثير مما ورد في كلام الوزير باسيل يحتاج الى نقاش، إلا أننا نجد أنفسنا معنيين بالتعليق على مسألتين لضرورة إيضاحهما للرأي العام:
المسألة الأولى: حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد.
ولفت البيان إلى أن "ما قلناه بوضوح سابقاً وبعد التشاور والتوافق مع الرئيسين بري وميقاتي هو التالي:
أ- حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة.
ب- وفي حال اجتماعها فإن قراراتها ستؤخذ بإجماع مكوناتها ولم نقل أن الحكومة لن تجتمع إلا بعد اتفاق مكوناتها.
ج- ومن جهة أخرى، فإنَّ حزب الله لم يقدّم وعداً للتيار بأنه لن يحضر جلسات طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار.
وبناء عليه أكد بيان حزب الله بأن "الصادقين لم ينكثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتهم الصادقين بما لم يرتكبوه."
وبخصوص المسألة الثانية، تابع البيان: "نحن دُعينا للمشاركة في جلسة الحكومة، وكان شرطنا أن يقتصر جدول الأعمال على المسائل الضّرورية والمُلحّة وغير القابلة للتأجيل والتي لا حلّ لها إلا بواسطة مجلس الوزراء، وبعد التدقيق بالبنود وتعديلها وبعد التأكد من قِبَلِنا بأن الطريقة الوحيدة لحل هذه المسائل المرتبطة بحاجات الناس الأكيدة هو في اجتماع الحكومة، قررنا المشاركة وشاركنا. وكنا قد أخبَرَنا الوزير باسيل بأنه إذا شاركتم ورفضتم أي قرار في الجلسة سيتم احترام ذلك بناءً على أن القرار سيُتّخَذ بإجماع مكونات الحكومة، إلا أنه عبّر عن موقفه المبدئي من أصل انعقاد الجلسة لحكومة تصريف الأعمال.
وشدد البيان على أن "إعطاء مشاركتنا في الجلسة تفسيرات سياسية على سبيل المثال، رسالة ساخنة في قضية انتخاب الرئيس، أو الضغط على طرف سياسي في الانتخابات الرئاسية، أو لَيّ ذراع لأحد، أو استهداف الدور المسيحي أو أو... كلّها أوهام في أوهام، فحجم الموضوع بالنسبة إلينا هو ما ذكرناه أعلاه."
وختم بيان حزب الله مبينا بأن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء، هو تصرف غير حكيم وغير لائق، ويبقى حرصنا على الصداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل، خصوصاً أن لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها.
وكانت حكومة تصريف الأعمال في لبنان قد عقدت في الخامس من الشهر الجاري، أول جلساتها بعد اكتمال النصاب بمشاركة 17 وزيرا وتغيب سبعة وزراء.
جبران باسيل: انعقاد جلسة مجلس الوزراء غير دستوري ومشكلتنا مع الصادقين الذين نكثوا بالاتفاق
وفي مؤتمر صحفي أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بأن "جلسة مجلس الوزراء التي عقدت هي تأكيد على غاية دفينة بوضع اليد على السلطة، وانعقادها كان غير شرعي وغير دستوري"، وبأن "الجلسة هي إعدام للدستور وضربة قاتلة للطائف وطعنة باتفاق وطني حصل واعلن عنه في مجلس النواب".
واعتبر بأن قد"حصل اتفاق مسبق على هذه الجلسة ولو لم يحصل ذلك لما تجرأ ميقاتي على الدعوة، ومشكلتنا ليست معه بل مع مشغليه"، مبينا "مشكلتنا مع الصادقين الذين نكثوا بالاتفاق والوعد والضمانة، وعندما تنكسر الشراكة الوطنية والحزبية بتبطل شراكة".