كل ماتريد معرفته عن النوبة القلبية الصباحية

علوم

النوبة القلبية الصباحية : خطورتها وأسبابها وطرق الوقاية منها

14 كانون الأول 2022 02:30

هناك أدلة متزايدة على أن اختلال الساعة الداخلية البيولوجية للجسم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة القلب والأوعية الدموية.

خطورة النويات القلبية في الصباح

فالنوبات القلبية على سبيل المثال ، يعتقد أنها تكون أكثر خطورة في الصباح بسبب الاختلالات الكيميائية في الجسم، حيث تشير الأبحاث إلى أن هذه التحولات قد تتداخل مع دفاعات الجسم الطبيعية ضد تكون الجلطات الدموية القاتلة ما يقلل من فعاليتها .

النوبات القلبية الصباحية أكثر ضررا

ففي إحدى الدراسات التي أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد ، وجد الباحثون أن النوبات القلبية التي تحدث في ساعات الصباح ترتبط بزيادة نسبة أنسجة القلب الميتة بما يصل إلى 20٪ من أنسجة القلب بجانب إلى كون النوبات القلبية التي حدثت في الفترة الواقعة ما بين الساعة السادسة صباحا حتى الظهر هي الأكثر دموية. 

وقد أشارت المؤلفة الرئيسي للدراسات ، بورجا إيبانيز، إلى أن الارتباط كان "قويا للغاية"، قائلة: " لقد رأينا في دراستنا النوبات القلبية التي وقعت في الصباح ارتبطت بمزيد من الضرر في عضلة القلب أكثر من غيرها".

نظام الساعة البيولوجية والنوبات القلبية

الجدير بالذكر أن دراسة كلية الطب بجامعة هارفارد تعتبر من أولى الدراسات التي أوجدت ارتباطا قويا بين إيقاع الساعة البيولوجية وخطر الإصابة بنوبة قلبية ، لكن العديد من الدراسات الأخرى رددت هذه النتائج. ففي عام 2020، أشارت دراسة نُشرت في مجلة Trend in Endocrinology and Metabolism ،إلى أن الاختلال في نظام الساعة البيولوجية الناجم عن نمط الحياة الحديث قد أثر سلبا على وظيفة القلب والأوعية الدموية.

أسباب ارتفاع معدل النوبات القلبية الصباحية

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أنه خلال الساعات الأولى من اليوم ، يرسل النظام الحيوي الطبيعي كمية أكبر من خلايا PAI-1 ، مما يمنع ذوبان الجلطات الدموية، فكلما ارتفع مستوى خلايا PAI-1 في الدم ، زاد خطر تكوين جلطة دموية قد الإصابة بنوبة قلبية في نهاية المطاف.

أثبتت دراسة كلية الطب بجامعة هارفارد أن المرضى الذين أصيبوا بنوبات قلبية بين الساعة السادسة صباحا والظهر كان لديهم مستويات أعلى من خلايا PAI-1 ، مقارنة بالمرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية في وقت لاحق من اليوم. وقد حذر البروفيسور سريناث ريدي، أخصائي أمراض القلب وعلم الأوبئة ورئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، من أن بعض العادات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم خطر الإصابة أيضا.

عوامل تزيد من حدوث النوبات القلبية الصباحية

وقد أوضح قائلا: "عادة ما يكون هناك ارتفاع في ضغط الدم في الصباح الباكر، وهو جزء من الآلية البيولوجية التطورية، كما وأن الميل لتخثر الدم يكون أعلى بكثير في الصباح أيضا. فإذا كان الشخص الذي يعاني من بعض عوامل الخطر الكامنة في الشريان التاجي لم ينل قسطا كافيا من النوم، وكان يعاني من الجفاف ولا يمارس الرياضة على الإطلاق، فإن هذا جميعه سيساهم في زيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية".

طريقتان لمواجهة خطر الإصابة بنوبة قلبية في الصباح الباكر

الجدير بالذكر أن هناك طريقتان لمواجهة خطر الإصابة بنوبة قلبية في الصباح الباكر، وهما الحصول على قسط جيد من النوم أثناء الليل وتأخير ممارسة التمارين الرياضية في الصباح. حيث توضح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن البالغين الذين ينامون أقل من سبع ساعات كل ليلة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية متعلقة بالقلب مقارنة بغيرهم.

بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثين أنه يجب التركيز على نوعية النوم وليس على عدد ساعات النوم فقط لأن كلا من النوم غير الكافي والمتقطع يمكن أن يساهم في مشاكل ضغط الدم المعروفة بدورها الكبير في التأثير على مشاكل القلب والأوعية الدموية.

لذلك، ينصح الخبراء أولئك الذين لديهم جدول عمل مرن بممارسة التمارين في وقت لاحق من اليوم أو بدء عملهم الصباحي ببطء وبدون توتر، مشيرين إلى أن ممارسة التمارين عالية الكثافة بشكل حاد في الصباح يمكن أن يؤدي إلى خطر الإصابة بالسكتات القلبية المفاجئة أو الوفاة ، وذلك لقدرتها على الإضرار بالدورة الدموية.


الديلي إكسبرس