العلاقة بين صدمات الطفولة والمادة الرمادية الدماغية وانعدام التلذذ الاجتماعي

علوم

صدمات الطفولة تؤدي لانعدام التلذذ الاجتماعي والاكتئاب

25 كانون الأول 2022 18:27

كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة Brain Imaging and Behavior عن العلاقة المحتملة بين صدمة الطفولة وانعدام التلذذ الاجتماعي وحجم المادة الرمادية في الدماغ. حيث وجد الباحثون القائمون عليها أن الأفراد الذين يعانون من صدمات الطفولة المتوسطة إلى الشديدة يعانون من مستويات أعلى من انعدام التلذذ الاجتماعي وأظهروا اختلافات في المادة الرمادية أيضا.

عواقب التعرض لصدمات الطفولة

الجدير بالذكر أن عواقب التعرض لصدمات الطفولة كانت ذات أهمية كبيرة للباحثين خلال العقود القليلة الماضية ، خاصة وأنها تعد عامل خطر للإصابة بالعديد من الاضطرابات العقلية بما في ذلك الفصام والاكتئاب، والتي دائما ما أظهرت الفحوصات أنها كانت ذات صلة بالتغيرات في المادة الرمادية مقارنة بالأفراد الأصحاء.

انعدام التلذذ الإجتماعي

يوصف انعدام التلذذ الاجتماعي بأنه حالة شعورية ونفسية يشعر فيها الأفراد بقليل من المتعة خلال التفاعلات الاجتماعية مما يقلل من الاتصال بالأصدقاء والعائلة، وقد تم العثور على أن انعدام التلذذ الاجتماعي يمكن اعتباره من أعراض كل من الاكتئاب والفصام، الأمر الذي جعل الباحثين يعتقدون أنه يمكن أن يؤدي فحص العوامل الثلاثة للكشف عن ما الذي يهيئ الأفراد للإصابة بالاكتئاب أو الفصام.


العلاقة بين صدمات الطفولة والمادة الرمادية في الدماغ

خلال هذه الدراسة، قام الباحثون باستقدام 43 شخصا سليما أفادوا بتعرضهم لصدمة طفولة تراوحت ما بين متوسطة إلى شديدة، بجانب 68 شخص آخر يعانون من صدمات بسيطة أو لم يتعرضوا لها خلال مرحلة الطفولة أيضا، والذين تم تحديد مستويات صدماتهم بالاعتماد على استبيان مخصص لذلك، ناهيكم عن أنهم جمعيا قد خضعوا لمقياس Anhedonia الاجتماعي المنقح ومقياس Beck الخاص بالاكتئاب، في حين أنه تم قياس مستويات المادة الرمادية الدماغية لديهم باستخدام جهاز الفحص بالرنين المغناطيسي.

نتائج الدراسة

وقد وجد الباحثين أثناء تحليل مجموعة البيانات التي حصلوا عليها، أن المجموعة التجريبية (أولئك الذين لديهم مستويات عالية من صدمة الطفولة) كان لديهم مستويات أعلى بكثير من انعدام التلذذ الاجتماعي مقارنة بالمجموعة الضابطة، في حين أنه لم يكن هناك فرق بين المجموعات في مستويات الاكتئاب. بينما كشفت فحوصات الدماغ أن أولئك الذين يعانون من صدمات الطفولة كان لديهم مناطق محددة من الفص الجداري والزماني والقذالي أكبر من المجموعة الضابطة في الدماغ.

بناء على ما أوضحه الباحثون، أظهرت النتائج أن حجم الفصيص الجداري السفلي الأيسر (IPL) وقشرة الفص الجبهي الظهراني الأيمن (DLPFC) كانا مرتبطين بشكل كبير بانعدام التلذذ الاجتماعي، وقد كان هذا الأمر صحيحا عند تقييمه بناء على عوامل أخرى تشمل كلا من الجنس والعمر ومعدل الذكاء الطبيعي، ناهيكم عن أن هاتين المنطقتين الدماغيتين هما المسؤولتين عن النشاط الاجتماعي لدى البشر.

علاقة التلذذ الاجتماعي بصدمات الطفولة

يقول الباحثون أن هذه النتائج تتوافق مع نتائج الدراسات السابقة، والتي وجدت أن أولئك الذين يعانون من انعدام التلذذ الاجتماعي لديهم تشوهات في تلك المناطق المسؤولة عن الأنشطة الاجتماعية من الدماغ، وقد أضافوا :" نتائج نموذج الوساطة الخاص بنا تدعم اقتراحنا بأن صدمة الطفولة قد تكون مرتبطة بانعدام التلذذ الاجتماعي عبر التأثير على البنية الدماغية وخاصة في المناطق المعروفة بدعم الإدراك الاجتماعي".

بالإضافة إلى ذلك، أشار الباحثون أنهم يعتقدون بكونهم قد قدموا مساهمة ذات مغزى في فهم عواقب صدمات الطفولة والعوامل التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة لانعدام التلذذ الاجتماعي و الإصابة بالاكتئاب أو الفصام.


مجلة Brain Imaging and Behavior