العمل عن بعد يمكن أن يكون خطرا على صحتك

منوعات

العمل عن بعد يمكن أن يكون خطرا على صحتك

27 كانون الأول 2022 19:01

لطالما كان الذهاب إلى العمل جزءا من الروتين اليومي في جميع أنحاء العالم، والذي توقف بشكل مفاجئ خلال جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، عندما تم الطلب من الملايين من الموظفين حول العالم العمل من المنزل "عن بعد" بدلا من العمل المكتبي اليومي. والآن، أكمل باحثون من اليابان دراستهم حول آثار هذا التغيير في الروتين اليومي على الصحة العامة.

تغير أسلوب العمل أثناء جائحة كورونا

في دراسة جديدة نشرتها مجلة Transportation Research ، كشف باحثون من جامعة تسوكوبا أن تغييرات أسلوب العمل في اليابان أثناء الجائحة الفيروسية قد أثرت على النشاط البدني اليومي للموظفين ونظرتهم تجاه الصحة.

الأثار الصحية التي يفقدها الإنسان عند العمل عن بعد

على الرغم من أن التنقل بواسطة وسائل النقل العام أو السيارة يتطلب طاقة أقل من التنقل بوسائل النقل النشطة مثل المشي وركوب الدراجات، إلا أن كل ذلك يشكل جزءا من النشاط البدني اليومي للإنسان، وقد حاول الباحثون التحقيق في الآثار الصحية التي يمكن أن تترتب على الإنسان عند فقدانها مع زيادة الاعتماد على نظام العمل عن بعد.


تأثير العمل عن بعد أثناء الجائحة الفيروسية

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور مامورو تانيجوتشي: "ترتبط المستويات المنخفضة من النشاط البدني اليومي بزيادة أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر، فنظرا إلى أن التنقل هو جزء مهم في الحياة اليومية للنشاط البدني للموظفين، فقد أردنا التحقيق في كيفية تأثرهم بالتحول إلى العمل من المنزل أثناء الجائحة الفيروسية".

للقيام بذلك، قام الباحثون بفحص البيانات التي جمعتها وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة اليابانية من خلال استطلاع للرأي أجري عبر الإنترنت قبل وأثناء وبعد الإغلاق الوطني الأول في اليابان (أي في الفترة الواقعة ما بين شهري أبريل ومايو 2020). كما واختار الباحثون عينة فرعية مكونة حوالي 4500 شخص من هذه البيانات، والذين عملوا لمدة أربع ساعات على الأقل في جميع النقاط الزمنية الثلاث.

نتائج دراسة تأثير العمل عن بعد 

يشير المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور سوميكو إيشيباشي إلى أن "النتائج كانت مذهلة"، مضيفا: "كما كان متوقعا، ظلت معدلات النشاط البدني اليومي المتعلقة بالتنقل أعلى بين أولئك الذين استمروا في التنقل أثناء الجائحة الفيروسية. ومع ذلك، حتى بعد حساب الرحلات غير المنتظمة، فقد انخفضت بشكل كبير بالنسبة لأولئك الذين اضطروا فجأة إلى العمل من المنزل".

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن هذا الأمر كان صحيحا بشكل خاص بالنسبة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عام أيضا، والذين تحولوا إلى الدراسة والعمل من المنزل أثناء الجائحة الفيروسية، كما وانخفضت نفقاتهم اليومية المتعلقة برحلتهم إلى الصفر تقريبا. أما بالنسبة لنظرائهم الذين كانوا يعملون عن بعد بالفعل قبل الجائحة، فقد زادوا بشكل طفيف من النشاط البدني اليومي الخاصة بهم باستخدام وسائط نقل نشطة كالمشي وركوب الدراجات الهوائية.

ووجد الباحثون أن نسبة عالية وصلت إلى 80% ممن تحولوا إلى العمل عن بعد أثناء الجائحة الفيروسية ولم يعودوا إلى العمل المكتبي الروتيني بعد ذلك، وافقوا على أن الانخفاض في معدل استهلاكهم اليومي كان نتيجة سلبية للتحول إلى العمل عن بعد، وهذا يدل على زيادة الوعي الصحي بين هذه المجموعة، بالإضافة إلى ذلك، فقد اكتشف الباحثون أنه تميل النساء اللواتي عملن عن بعد أثناء الجائحة إلى أن يكون لديهن قدر أقل من النشاط البدني اليومي أيضا، ما يعني أنه ينبغي أخذ ذلك في عين الاعتبار في الأحداث الوبائية المستقبلية.


توفير الدعم النفسي للعاملين عن بعد

بالنظر إلى أن الاتجاه العالمي نحو العمل عن بعد، فإنه يبدو أنه سيستمر الحال على ما هو عليه في المستقبل القريب، ما يعني أنه لمن الضروري توفير الدعم النفسي والمادي اللازم لكل من النساء والرجال العاملين في المنزل، مع قيامهم بتعويض النقص في النشاط البدني اليومي من خلال ممارسة التمارين الرياضية أو استخدام وسائل النقل النشطة.

المصدر: مجلة Transportation Research