بعد قرون من الغموض الكشف عن أسباب ركل الأجنة لبطن أمهاتهم

علوم

دراسة جديدة تكشف أسباب ركل الأجنة لبطن أمهاتهم

28 كانون الأول 2022 17:44

تمكن الباحثون من حل اللغز الذي بقي غامضا لقرون طويلة حول سبب قيام الأجنة بركل أمهاتهم أثناء وجودهم في الرحم، وفقا لدراسة جديدة تمت مراجعتها من قبل الأقران ونشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences العلمية.

الأجنة تمارس التمارين

وفقا لما قاله الباحثون، تبدأ الأجنة بالرفرفة والتذبذب والتدحرج والركل داخل الرحم في وقت مبكر يصل إلى 16 أسبوعا من الحمل المتوسط، وقد كان يعتقد منذ فترة طويلة أن هذه "الحركات العفوية" تحدث بشكل عشوائي، حتى أظهرت هذه الدراسة الجديدة أن ما يقومون به أشبه بتمارين تساعدهم على تدريب أجسادهم الصغيرة استعدادا للخروج إلى هذا العالم.

واكتشف الباحثون من جامعة طوكيو أن حركات التمرين التي يقوم بها الأطفال في الرحم تلعب دورا مهما للغاية في نمو الطفل المبكر، بما في ذلك التنسيق بين اليد والعين.

الشرود الحسي الحركي

قال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور هوشينوري كانازاوا، البروفيسور في جامعة طوكيو: "لقد فوجئنا بأنه أثناء القيام بتلك الحركات التلقائية، فإنها كانت تتحول وتظهر تفاعلات حسية مختلفة، الأمر الذي جعلنا نطلق على هذه الظاهرة اسم الشرود الحسي الحركي."

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن يزيد متوسط قوة ركلة الرحم عن 10 أرطال، وقد حير هذا الأمر العلماء لعدة قرون وفقا لدراسة سابقة نشرت في مجلة The Royal Society Interface. ومع ذلك، فقد كشفت هذه الدراسة الجديدة كيف أن هذا النشاط البدني يساعد الرضيع بالفعل على تعلم التحكم في جسده.


مراحل دراسة أسباب ركل الاجنة

استخدم الباحثون خلال الدراسة تقنية التقاط الحركة لتسجيل حركات المفاصل لـ 12 من الأطفال حديثي الولادة الأصحاء، وكلهم كانوا لم يتجاوزوا من العمر 10 أيام، بالإضافة إلى تسجيل حركات 10 أطفال صغار يبلغون من العمر حوالي 3 أشهر.

بعد ذلك، قام نموذج حاسوبي للعضلات الهيكلية بتتبع نشاط العضلات والمدخلات الحسية في جميع أنحاء الجسم، ليجد الباحثون أن أنماط التفاعل العضلي تطورت بناء على السلوك الاستكشافي العشوائي للأطفال، والتي ساعدتهم لاحقا على أداء حركات متتابعة.

الجدير بالذكر أن الدراسات والأبحاث السابقة قد ركزت على حركات المفاصل أو جزء من الجسم، في حين أن هذه الدراسة درست وركزت على نشاط العضلات وإشارات الإدخال الحسي لجميع أرجاء الجسم بلا استثناء.



نتائج الدراسة

يوضح الدكتور كانازاوا قائلا: "من الشائع أن يفترض أن تطوير النظام الحسي الحركي يعتمد بشكل عام على حدوث تفاعلات حسية متكررة، مما يعني أنه كلما فعلت نفس الإجراء، زادت احتمالية تعلمك وتذكره. مع ذلك، فأن نتائجنا تشير إلى أن الأطفال يطورون نظامهم الحسي بناء على السلوك الاستكشافي أو الفضول، لذلك فهم لا يكررون نفس الإجراء فحسب، بل يكررون مجموعة متنوعة من الإجراءات المتلاحقة. بالإضافة إلى ذلك، توفر النتائج التي توصلنا إليها ارتباطا واضحا بين الحركات العفوية المبكرة والنشاط العصبي التلقائي."

كما وأفاد الباحثون أن الفهم الأفضل لكيفية تطور نظامنا الحسي يمكن أن يساعدنا في اكتساب نظرة ثاقبة حول أصل الحركة البشرية، و تحقيق التشخيص المبكر لاضطرابات النمو أيضا. وفي الوقت نفسه، يعد هذا مجرد أحدث اكتشاف لكيفية نمو جسم الطفل ودماغه أثناء مكوثه في الرحم.


المصدر: مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences العلمية