إيناس كريمة تكشف الوجه المخيف وراء حادثة الاعتداء على قوى الأمن في لبنان

تقارير وحوارات

إيناس كريمة: الظلم والاستقواء الذي تمارسه بعض القوى الأمنية اللبنانية أدى لشعور المواطنين بعدم وجود سلطة عليهم

12 كانون الثاني 2023 17:38

علقت الصحافية اللبنانية ايناس كريمة، على الفيديو المنتشر حول حادثة تعرض عناصر من القوى الأمنية للذم والتهديد من قبل مواطنين في منطقة كفرقاهل في الكورة، عارضة بجرأة الصورة الأخرى للحقيقة المؤلمة حول ممارسات الأمن اللبناني بحق المواطنين، ودورها في ما آلت إليه الأمور من ردات الأفعال على تصرفاتها.


حيث نشرت كريمة عبر صفحتها في فيسبوك منشورا أكدت فيه استنكارها الأكيد لكل المواجهات والتهديدات التي تحصل من قِبل بعض اللبنانيين مع بعض العناصر الأمنية والعبارات الطائفية والسوقية بحقّهم حين يأتون للقيام بواجبهم وتطبيق القانون، مشيرة إلى أنها هي التي طالبت دوماً، ولا زالت، بدولة القانون والمؤسسات وبسيادة العدالة والاستقرار والأمان.

وأضافت إيناس كريمة في ذات المنشور بأنها ورغم ذلك وللأمانة فقد اختبرت ما اختبرت في هذه المرحلة من المواقف اللا عادلة بل والظالمة من بعض هؤلاء بحقّ المواطنين، ومن التجني والاستكبار والاعتداء اللفظي والمعنوي والتغاضي عن حقوق المواطن والاستهتار به حين يلجأ إليهم بقصد تطبيق القانون!

وتابعت كريمة في إشارة إلى بعض أفراد القوى الأمنية بأنهم أول من فرضوا شريعة الغاب في ظل اعتماد الواسطة، والمحسوبيات والانحناء لـ "سيّدي" و"معلمي"! وبأنهم أول من تقاعسوا حين اشتدت الأزمة! مضيفة: "لا تقل لي مغلوب على أمره وعبد مأمور، اذ هم يعرفون متى "يتطاوسون" (يصبحون طاووس) ومتى يستعطفون!"

وختمت منشورها بالتأكيد على أنها مع تطبيق القانون العادل والتشدد في العقوبة بحقّ كل من يتطاول على الأجهزة الامنية مستعرضاً قوّته الغبية، ومع أن يُعاقب كل مدعوم أو مسؤول يستقوي على مواطن.

وفي حديث خاص لموقع النهضة نيوز، كشفت الصحافية إيناس كريمة سبب نشرها لهذا المنشور، مبينة رؤيتها الشفافة لخلفيات واقعة الاعتداء بالشتم والسباب على القوى الأمنية الذي أظهرها الفيديو.

فقد شددت كريمة بأن منشورها ليس مبنيا فقط على خلفيات ما دار في الفيديو، مشيرة إلى أننا قد بدأنا نشاهد الكثير من التطاول على القوى الأمنية.

وتساءلت إن كان هذا التطاول بسبب فقدان القوى الأمنية لهيبتها، مبينة بأن الأكيد أن هذه القوى لم تفقد هيبتها، إلا أن الاستعلاء والاستكبار والاستقواء والظلم الذي مارسته بعض عناصر القوى الأمنية على البعض، جعل الناس بعد حراك 17 تشرين وانفلات الوضع الأمني تشعر بعدم وجود سلطة عليهم.

واعتبرت الصحافية كريمة بأن حالة الغضب والحقد التي تراكمت داخل الناس بسبب أداء القوى الأمنية وبعض أجهزة الدولة، جعل من الناس لا ترى أحدا، مشيرة إلى أنه في مراحل التفلت الأمني لا يوجد أمر أصعب وأخطر من قيام الناس بتصفية حساباتها دون أن تحسب حسابا لأحد.

ولفتت كريمة باستغراب عبر موقع النهضة نيوز، إلى أن القوى الأمنية تركت كل ما في البلد من فساد، وكل الجرائم التي ترتكب وكل المخالفات الموجودة، وذهبت إلى أحد المواطنين من أجل مخالفة "عمود"، رغم تأكيدها بأن ما قام به هذا الرجل فعل سيئ جدا، إلا أن القوى الأمنية بحسب رأيها قد تركت كل شيء في البلد وذهبت إلى هذه المخالفة، ولهذا فيجب إعادة النظر بالصورة الكاملة لهذا الموضوع.

ووفق الصحافية كريمة فإن الناس في لبنان أصبحوا يخافون حتى من ضغط "لايك"، ولهذا السبب لن نجد تفاعلا على المنشور الذي سلطت فيه الضوء على ممارسات القوى الأمنية، معللة خشية الناس بأن الدولة تمارس الديكتاتورية المقنعة، فهم يقولون بأننا بلد ديمقراطي لكننا بلد ديكتاتوري، فالناس تخاف أن تضغط لايك لأنها تخشى من لفظ اسمها، وجرجرتها إلى التحقيق بسبب قيامها بممارسة ديمقراطيتها وحقها في حرية التعبير.

وأشارت كريمة إلى أنها تعرف تماما معنى الظلم من بعض الأجهزة الأمنية، لافتة إلى أنها قد تم توقيفها على أحد الحواجز من دون ذنب أو عذر، وبأنها لم تتطرق إلى هذا الموضوع على مواقع التواصل حرصا منها على سمعة الأجهزة الأمنية التي تكن لها كل الاحترام، لعدم جواز التعميم وشمول الجميع بفعل قام به أفراد يتعاطون بفوقية مع المواطنين.

وكشفت كريمة لموقع النهضة نيوز بأنها اتصلت يوما بالقوى الأمنية وبأحد الضباط، عندما كانت مع ابنتها في الشاليه الخاص بها على البحر، بسبب أحد الأشخاص الذي كان في حالة سكر بعد أن حاول الاعتداء عليهما لفظيا، فطلب منها هذا الضابط أن تذهب في اليوم الذي يليه لتقديم شكوى!

وختمت الصحافية كريمة بحرقة بأن هذا دليل على أن "اعتداء هذا الشخص علينا أصبح أمرا عاديا ونحن ما علينا بعد الاعتداء إلا تقديم الشكوى!!

اعتداء على القوى الأمنية في كفرقاهل في الكورة بالشتم والتهديد و التعرض لبكركي

ويذكر أن مقطع فيديو قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر عددا من المواطنين في منطقة كفرقاهل في الكورة وهم يعتدون على عناصر قوى الأمن الداخلي الذي جاؤوا لهدم مخالفة بناء، بالشتم بألفاظ نابية وعبارات طائفية والتهديد بالسحل من خلال شاحنة، كما أقدموا إضافة إلى ذلك على شتم بكركي بألفاظ غير لائقة.

وعمدت القوى الأمنية بعد انتشار الفيديو على هدم واجهة البناء المخالف التابع لكل من "ض. ق" وشقيقه "م . ق" كما تم توقيفهما، وحجز الشاحنة التي هاجمت سيارة الدورية.

ومن جهته أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أن شعبة المعلومات، أوقفت في البترون، المدعوين ضياء ومصطفى قراعلي، حفاظاً على هيبة الدولة، ومنعاً لأي تطاول على المرجعيات الروحية والعناصر الأمنية.

كما لقي هذا التعرض للقوى الأمنية وبكركي موجة استنكار وإدانة واسعين، وسط دعوات إلى السلطات الأمنية لتوقيف المتورطين وإحالتهم إلى القضاء.