تظهر الأبحاث التي قادها أطباء وعلماء كامبريدج، أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كوفيد الحاد_19(فيروس كورونا)، بسبب ضعف الاستجابة المناعية الالتهابية لديهم.
السمنة تأثر على المناعة وتزيد مخاطر الإصابة بفيروس كورونا
اكتشف العلماء في معهد كامبريدج للمناعة العلاجية والأمراض المعدية ومعهد ويلكوم سانجر أنه بعد الإصابة بعدوى فيروس سارس-كوفيد-2 تظهر الخلايا في بطانة الرئتين وخلايا الأنف، الخلايا المناعية المناعية في الدم، استجابة ضعيفة لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، بالإضافة إلى إنتاج مستويات أقل من المستوى المطلوب من الجزيئات اللازمة لمكافحة العدوى.
يمكن أن يكون لهذه النتائج آثار مهمة سواء بالنسبة لعلاج كوفيد-19 1(فيروس كورونا) أو في تصميم التجارب السريرية لاختبار العلاجات الجديدة.
منذ بداية الوباء، كان هناك ما يقرب من 760 مليون حالة مؤكدة من الإصابة بعدوى فيروس سارس-كوفيد-2 مع ما يقرب من 6.9 مليون حالة وفاة.
وفي حين أن بعض الأشخاص يعانون من أعراض خفيفة جداً - أو حتى عدم ظهور أعراض - يعاني البعض الآخر من أعراض أكثر حدة، بما في ذلك متلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي تتطلب دعم جهاز التنفس الصناعي.
السمنة تزيد من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا
السمنة هي أحد عوامل الخطر الرئيسية لفيروس كوفيد الحاد والتي تُعرّف على أنها مؤشر كتلة الجسم BMI الذي يزيد عن 30، وفي حين تم إظهار ارتباط عوامل السمنة بالإصابة الشديدة بفيروس كوفيد-19(فيروس كورونا) في الكثير من الدراسات، إلا أنه لم يتضح حتى الآن لماذا تزيد السمنة من خطر إصابة الشخص بفيروس كوفيد-19 الحاد.
يُعتقد أن أحد التفسيرات المحتملة هو أن السمنة مرتبطة بالالتهاب: فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم بالفعل مستويات أعلى من الجزيئات الرئيسية المرتبطة بالالتهاب في دمائهم، ولكن هل يمكن أن تفسر الاستجابة الالتهابية المفرطة هذه العلاقة بين السمنة وشدة المرض؟
قالت البروفيسور مينا كلاتوورثي، وهي عالمة أمراض سريرية في جامعة كامبريدج: "أثناء الوباء، كان غالبية المرضى الأصغر سناً الذين رأيتهم في الأجنحة المخصصة لمرضى كوفيد يعانون من السمنة المفرطة، وبالنظر إلى ما نعرفه عن السمنة، إذا سألتني عن سبب ذلك، كنت سأقول أنه على الأرجح بسبب الالتهاب المفرط، ولكن ما وجدناه كان عكس ذلك تماماً".
ارتباط السمنة المفرطة بشدة المضاعفات عند مرضى كورونا
قامت "كلاتوورثي" وفريقها بتحليل عينات الدم والرئة المأخوذة من 13 مريضاً يعانون من السمنة المفرطة ويعانون أيضاً من مرض كوفيد الحاد الذي يتطلب تهوية ميكانيكية وعلاج في وحدة العناية المركزة، و 20 عنصر تحكم "أي مرضى كورونا لا يعانون من السمنة ومرضى غير مصابين بفيروس كوفيد-19(فيروس كورونا)".
استخدم فريقها تقنية تُعرف باسم ترانسكريبتوميكس، والتي تبحث في جزيئات الحمض النووي الريبي التي ينتجها حمضللإنترفيروننا النووي، لدراسة نشاط الخلايا في هذه الأنسجة الرئيسية، وتم نشر نتائج الدراسة في المجلة الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والعناية المركزة.
وعلى عكس التوقعات، وجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم استجابات مناعية والتهابات غير نشطة في رئتيهم، وعلى وجه الخصوص، وعند مقارنة استجابة المرضى البدناء باستجابة المرضى غير البدناء، فإن الخلايا الموجودة في بطانة رئتيهم وبعض خلاياهم المناعية لديها مستويات أقل من النشاط بين الجينات المسؤولة عن إنتاج جزيئين معروفين باسم الإنترفيرون INF - إنترفيرون ألفا وإنترفيرون غاما - التي تساعد على التحكم في استجابة الجهاز المناعي، وعامل نخر الورم TNF الذي يسبب الالتهاب.
وعندما نظروا إلى الخلايا المناعية في دم 42 شخصاً بالغاً من مجموعة مستقلة، وجدوا انخفاضاً مشابهاً، ولكن أقل وضوحاً، في نشاط الجينات المنتجة للإنترفيرون.
وقالت البروفيسور كلاتوورثي: "ما أظهرناه هو أنه ليس كل المرضى متشابهون، لذلك قد نحتاج إلى تخصيص علاجات محددة لكل فئة، فقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة إلى علاجات أقل من مضادات الالتهاب وربما المزيد من المساعدة لنظام المناعة لديهم".