اكتشف باحثون من جامعة إيست أنجليا UEA أن الأطفال الذين يبلغون من العمر عامين ونصف والذين سمعوا المزيد من الكلام في الحياة اليومية لديهم المزيد من مادة المايلين، وهي مادة تجعل إشارات الدماغ أكثر فاعلية، في المناطق ذات الصلة باللغة.
فوائد التحدث مع الأطفال على صحة الدماغ
قال الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت في مجلة علم الأعصاب، توضح كيف يمكن للتحدث مع الأطفال الصغار أن يساعد في تقوية عقولهم النامية.
قال كبير الباحثين، البروفيسور جون سبنسر، من كلية علم النفس في جامعة إيست أنجليا: "نحن نعلم أن أدمغة الأطفال تتطور بسرعة كبيرة في أول عامين من العمر، حيث يبلغ حجم الدماغ حوالي 80٪ من دماغ البالغين في سن الثانية".
وأضاف: " الرسالة الموجهة لمقدمي الرعاية واضحة، تحدث إلى طفلك قدر ما تستطيع، إنهم لا يستمعون فقط، ولكن لغتك التي يسمعونها تشكل أدمغتهم بشكل حرفي".
ما هي مادة المايلين؟
يتكون المايلين من بروتين ومواد دهنية ويشكل طبقة عازلة حول الأعصاب في الدماغ، تخيل أن لديك خرطوم ماء يحتوي على الكثير من الثقوب، المايلين يشبه لف الأنبوب بشريط لاصق، فهو يعزل الألياف العصبية، ويجلب المزيد من الإشارات من منطقة دماغية إلى أخرى.
التحدث إلى الأطفال يزيد نسبة مادة المايلين في الدماغ
بالنسبة للدراسة، أعطى الباحثون 163 رضيعاً وطفلاً أجهزة تسجيل صغيرة لارتدائها لمدة ثلاثة أيام، وقام الباحثون بتحليل ما يزيد قليلاً عن 6000 ساعة من البيانات اللغوية في المجموع، والتي تضمنت الكلمات التي يتحدثها الأطفال وكذلك الكلام من البالغين.
التحدث إلى الأطفال يعزز تشكيل وتطور بنية الدماغ
وعندما كان الأطفال نائمين، وضعهم الباحثون بعناية في ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس المايلين في أدمغتهم، وقال البروفيسور سبنسر: "ما وجدناه هو أن الأطفال الصغار الذين سمعوا المزيد من الكلام في بيئتهم اليومية لديهم أيضاً المزيد من المايلين، والذي من المرجح أن يدعم معالجة اللغة بشكل أكثر تعقيداً"، وأردف: "بعبارة أخرى، التحدث إلى أطفالك مهم جداً في التطور المبكر لأنه يساعد في تشكيل الدماغ".
هذا وقال الباحثون أن دراستهم هي واحدة من أولى الدراسات التي أظهرت أن الاستماع إلى الكلام مرتبط ببنية الدماغ وطريقة تطوره في وقت مبكر من الحياة".
المصدر: مجلة علم الأعصاب