إن الاكتشاف المبكر لـ " اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه" يمكنه أن يضمن حصول الأطفال المصابين بهذه الحالة على المساعدة التي يحتاجونها عاجلاً وليس آجلاً.
ولكن كيف يمكن للوالدين معرفة ما إذا كان السلوك الذي يرونه في أطفالهم علامة على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أم أنه مجرد تقلبات مزاجية وسلوكية لطفل صغير؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يقدم مارك ماهون، مدير علم النفس العصبي في معهد كينيدي كريغر في بالتيمور بعض الإرشادات: "تظهر الأبحاث أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم نمو غير طبيعي في الدماغ، مما يعني أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه له أساس بيولوجي يجعله غالباً حالة تستمر مدى الحياة".
وتابع: " من الأفضل أن نكتشف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مبكراً لأن له تأثير عميق على التعلم والتطور الأكاديمي، فالأطفال الذين تبدأ أعراضهم في مرحلة الطفولة المبكرة هم الأكثر عرضة لخطر الرسوب في دراستهم والفشل".
كان الفريق في معهد كينيدي كريغر من بين أول من درس أدمغة الأطفال في سن ما قبل المدرسة بحثاً عن علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه باستخدام التصوير العصبي، ووجد الباحثون أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم نواة مذنبة أصغر، وهي بنية دماغية مرتبطة بمهارات التفكير والتحكم الحركي.
يعاني ما يصل إلى 40٪ من الأطفال من مشاكل في الانتباه عند بلوغهم سن الرابعة، حيث يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر اضطرابات الصحة العقلية شيوعاً بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة، كما يعاني حوالي 1 من كل 11 طفلاً في عمر المدرسة من تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
يشجع ماهون الآباء على إيلاء اهتمام وثيق لسلوك أطفالهم الصغار، ويقول:
- ابحث عن هذه العلامات المحددة: يكره طفلك أو يتجنب الأنشطة التي تتطلب الانتباه لأكثر من دقيقة أو دقيقتين، فهو يفقد الاهتمام وينتقل إلى شيء آخر بعد لحظات قليلة فقط.
- يمكن أن يكون التحدث كثيراً وإحداث ضوضاء أكثر من الأطفال الآخرين في نفس العمر مؤشراً أيضاً على الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- قد لا يتمكن الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من القفز على قدم واحدة في سن الرابعة، فهم دائماً ما يكونون قلقين، ويتحركون باستمرار في مقعدهم أو يركلون بأقدامهم، ويصرون على أنه يجب عليهم النهوض بعد الجلوس لبضع دقائق فقط.