تاريخ الاستمناء وسبب ممارسة العادة السرية

علوم

الاستمناء.. بحث جديد يكشف تاريخ وسبب ممارسة العادة السرية

7 حزيران 2023 16:16

اكتشف بحث جديد أن العادة السرية "الاستمناء" تخدم هدفاً تطورياً، ووفقاً لنتائج هذا البحث، يعود تاريخ الاستمناء إلى أكثر من 10 ملايين سنة إلى سلف مشترك للقرود والبشر، ووجد العلماء أن الاستمناء يخدم هدفاً تطورياً كونه يعزز الخصوبة لدى الرجال ويقي من الأمراض المنقولة جنسياً.

الاستمناء يعزز الخصوبة عند الرجال

الاستمناء شائع في جميع أنحاء المملكة الحيوانية ولكنه منتشر بشكل خاص بين الرئيسيات، وهي ظاهرة حيرت علماء الأنثروبولوجيا لعقود، وكان من الصعب تفسير السلوك الذي يستبعد الشركاء الإنجابيين.

والآن وجدت الدراسة الأولى من نوعها أنها سمة قديمة داخل رتبة الرئيسيات، وأنها موجودة منذ زمن أبعد بكثير مما كان يعتقد سابقاً، وقالت الكاتبة الرئيسية الدكتورة ماتيلدا برينديل، من جامعة لندن: "تساعد نتائجنا في إلقاء الضوء على سلوك جنسي شائع جداً، لكنه غامض نسبياً، وتمثل النتائج تقدماً كبيراً في فهمنا لوظائف العادة السرية".

يدعم العلماء فكرة أنه يزيد من نجاح الإنجاب ويحمي من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، وقالت الدكتور برينديل: " تاريخياً، اعتبرت العادة السرية إما سلوكاً مرضياً أو نتيجة ثانوية للإثارة الجنسية".

وتابعت: "لكن الملاحظات المسجلة كانت مجزأة للغاية بحيث لا يمكن فهم توزيعها أو تاريخها التطوري أو أهميتها التكيفية، وربما من المدهش أننا اكتشفنا أنها تخدم هدفاً تطورياً".

جمع فريقها أكبر مجموعة بيانات على الإطلاق حول الاستمناء، حيث تم جمع المعلومات من ما يقرب من 400 مصدر، وتضمنت المصادر 246 بحث أكاديمي منشور و 150 استبيان واتصالات شخصية بين علماء الرئيسيات وحراس الحيوانات.


الاستمناء يطهر الجهاز التناسلي ويزيد فرص الإنجاب عند الرجال

تمكن الفريق البريطاني من تتبع توزيع هذه العادة عبر الرئيسيات، وتحديد متى ولماذا تطور في كل من الإناث والذكور، وقالت الدكتور برينديل: "نجد دعماً لوظيفتين تكيفيتين محتملتين للاستمناء في ذكور الرئيسيات، مما يشير إلى أنه قد يزيد من نجاح الإنجاب ويقلل من فرصة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً عن طريق تطهير الجهاز التناسلي".

العادة السرية تخفف التوتر وتحمي من سرطان البروستاتا

كما أشارت الأبحاث السابقة إلى أن ممارسة العادة السرية تجعل الرجال عاشقين أفضل، كما ثبت أنها تخفف التوتر ويطرد خلايا البروستاتا التي يحتمل أن تكون سرطانية".

العادة السرية عند الإناث

ويقال أن العادة السرية للإناث تعمل على تحسين الحالة المزاجية والرغبة الجنسية وتهدئة تقلصات الدورة الشهرية، وأضافت الدكتور برينديل: "الاستمناء له تاريخ تطوري طويل بين الرئيسيات، ولكن لا يزال الكثير غير معروف عنه، وهذا ما يطلق عليه شعبياً اسم "الحلقة المفقودة".

فوائد العادة السرية للرجال

وتشير الأدلة الحديثة إلى أن أسلاف الرئيسيات الأخرى، قد تكون مارست العادة السرية أيضاً لكن البيانات أكثر ندرة بالنسبة لهذه المجموعات، واختبر الباحثون العديد من النظريات بما في ذلك فرضية أن الاستمناء يساعد على الإخصاب الناجح، وقالت الدكتور برينديل: "يمكن تحقيق ذلك بطرق مختلفة".

وتابع: " أولاً، يمكن أن تزيد العادة السرية دون القذف من الإثارة قبل ممارسة الجنس، وقد يكون هذا أسلوباً مفيداً بشكل خاص للذكور ذوي الرتب المنخفضة الذين من المحتمل أن يتم مقاطعتهم أثناء الجماع، من خلال مساعدتهم على القذف بشكل أسرع، ثانياً، يسمح الاستمناء مع القذف للذكور بإلقاء السائل المنوي القديم، مما يترك حيوانات منوية جديدة عالية الجودة متاحة للتزاوج، والتي من المرجح أن تتفوق على حيوانات الذكور الآخرين".

وأظهرت الدراسة أن العادة السرية للذكور قد تطورت بشكل مشترك مع أنظمة تزاوج متعددة حيث تكون المنافسة عالية، وتشير "فرضية تجنب العوامل الممرضة" أيضاً إلى أن ممارسة العادة السرية للذكور تحمي من الإصابة بالعدوى المنقولة جنسياً بعد الجماع، حيث يغسل مجرى البول، وهو أنبوب يؤدي إلى المثانة، التي تعد موقعاً أساسياً للعدوى.

وقالت الدكتور برينديل: "لقد تطورت العادة السرية للذكور بسبب الحمل العالي للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي عبر شجرة الحياة الرئيسية"، لكن أهمية الاستمناء الأنثوي لا تزال غامضة، وفي حين أنه ظاهرة متكررة، لكن هناك عدد أقل من التقارير التي تصفها.

المصدر: جامعة لندن