أردوغان: الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية هو الطريق الوحيد للعودة إلى طاولة المفاوضات

حيث أعلن أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار في عاصمتها لفكوشا بأن "الطريق الوحيد للعودة إلى طاولة المفاوضات هو الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية."

وتابع بالقول: "تمت إضاعة قرابة نصف قرن بسبب مقاربات الجانب الرومي من قبرص المبالغ بها وغير القابلة للتوافق، لا أحد مستعد لإضاعة 50 عاما أخرى."

واعتبر الرئيس التركي بأن المطالب المشروعة للقبارصة الأتراك واضحة ولا لبس فيها، وبأن القبارصة الأتراك لم يكونوا أبدًا أقلية ولن يكونوا كذلك أبدًا، لافتا إلى أن "أولئك الذين يتجاهلون هذه الحقائق يستمرون في مواساة أنفسهم بأحلامهم في أن يكونوا الحاكم الوحيد للجزيرة، أنصح هؤلاء أن يضعوا هواجسهم جانبا وأن يتواجهوا مع حقائق الجزيرة."

وتعهد أردوغان بمواصلة الدفاع بحزم عن حقوق ومصالح تركيا والقبارصة الأتراك، مؤكدا على أن المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للقبارصة الأتراك، هي حقوق مكتسبة لهم، وهذا أمر لا غنى عنه بالنسبة لتركيا.

وشدد على أن تركيا كانت وما زالت تدعم جمهورية شمال قبرص التركية بكل قوتها، وبأن أمن ورخاء القبارصة الأتراك بمثابة أمن الشعب التركي، محذرا من مغبة التسلّح المخالف لتوازنات الجزيرة والمنطقة.

النزاع في جزيرة قبرص

ويذكر أن مفاوضات تسوية النزاع في جزيرة قبرص متوقفة منذ العام 2017، بعد انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت حينها برعاية الأمم المتحدة في سويسرا.

وتطالب كل من تركيا وجمهورية قبرص التركية غير المعترف بها دوليا بأن يتم التفاوض على أساس حل الدولتين في الجزيرة، بعد فشل مفاوضات الحل الفيدرالي القائم على المساواة.

وكانت تركيا قد أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي إدانتها الشديدة لقرار الولايات المتحدة تمديد رفع حظر الأسلحة عن قبرص اليونانية، مؤكدة تأييدها التام لرد فعل سلطات جمهورية شمال قبرص التركية تجاه القرار، وبأن القرار الأمريكي يتعارض مع مبدأ المساواة بين الطرفين في الجزيرة، ومن شأنه التسبب بسباق تسلح في الجزيرة، داعية الولايات المتحدة إلى مراجعة قرارها وانتهاج سياسة متوازنة حيال الطرفين في الجزيرة.

مع الإشارة إلى أن جزيرة قبرص مقسمة منذ العام 1974، بعد الغزو التركي لها واحتلال ثلثها الشمالي، ردا على انقلاب دبره المجلس العسكري في أثينا حينها سعيا لتوحيد الجزيرة مع اليونان، ولم تعترف أي دولة في العالم باستثناء تركيا بجمهورية شمال قبرص التركية، واعتبرتها قرارات مجلس الأمن كيانا غير شرعيا.