كجزء من دورة حياته، يُدخل فيروس نقص المناعة البشرية HIV ( الإيدز)، نسخة من الحمض النووي الخاص به في الخلايا المناعية البشرية، ويمكن لبعض هذه الخلايا المناعية المصابة حديثاً الانتقال إلى حالة خمول لفترة طويلة من الزمن، والتي يشار إليها باسم زمن انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
فيروس نقص المناعة البشرية الكامن
على الرغم من أن العلاجات الحالية، مثل العلاج المضاد للفيروسات القهقرية ART، يمكن أن تمنع الفيروس من التكاثر بشكل أكبر، إلا أنها لا تستطيع القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية الخامل أو الكامن، وإذا تم إيقاف العلاج في أي وقت، يمكن للفيروس أن ينتعش من حالة الخمول ويعيد تقدم عدوى فيروس نقص المناعة البشرية إلى الإيدز.
كان العلماء من مركز علاج فيروس نقص المناعة البشرية في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، وجامعة إيموري، وجامعة بنسلفانيا يبحثون عن المكان الذي تختبئ فيه هذه الخلايا الكامنة في الجسم.
ويؤكد بحث جديد تم نشره في مجلة الأبحاث السريرية Clinical Investigations أن الخلايا الدبقية، وهي خلايا مناعية متخصصة لها عمر طويل في الدماغ، يمكن أن تعمل كمستودع فيروسي مستقر لفيروس نقص المناعة البشرية الخامل.
وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور يويانغ تانغ، أستاذ في قسم الأمراض المعدية وعضو في مركز علاج فيروس نقص المناعة البشرية التابع لجامعة الأمم المتحدة:
"نحن نعلم الآن أن الخلايا الدبقية الصغيرة تعمل كمخزن دائم للمخ، وكان هذا أمراً مشكوكاً فيه في الماضي، ولكن كان هناك نقص في الدليل في الأبحاث على البشر، توفر طريقتنا لعزل خلايا المخ القابلة للحياة إطاراً جديداً للدراسات المستقبلية حول مخازن الجهاز العصبي المركزي، وفي النهاية الجهود المبذولة للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية".
-فيروس نقص المناعة البشرية الخامل:
فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس صعب وفريد من نوعه للدراسة، أثناء العدوى، يستهدف الفيروس على وجه التحديد المنسقين الرئيسيين للاستجابة المناعية، والتي تسمى الخلايا الليمفاوية CD4 +، وبمرور الوقت، يقتل الفيروس خلايا CD4 + بعدد كبير يسمح بحدوث حالة نقص المناعة.
أظهرت الأبحاث السابقة أن فيروس نقص المناعة البشرية الكامن يمكن أن يختبئ داخل عدد قليل من خلايا CD4 + T الباقية في جميع أنحاء الجسم ومجرى الدم، ومع ذلك، يشتبه في أن مكامن فيروسية أخرى تختبئ داخل الجهاز العصبي المركزي CNS لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية الفعالة.
وعلى عكس خلايا الدم المحيطية، من الصعب للغاية الوصول إلى أنسجة المخ وتحليلها لدراسة مكامن فيروس نقص المناعة البشرية، ونظراً لأنه لا يمكن أخذ عينات من هذه الأنواع من الخلايا بأمان لدى الأشخاص الذين يتناولون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، فقد ظل المخزن الفيروسي المحتمل في الدماغ لغزاً لسنوات عديدة.
المصدر: مجلة الأبحاث السريرية