يمكن للمياه أن تمتص كميات هائلة من الحرارة، وتمتص بحار الأرض أكثر من 90 في المائة من الحرارة المحتجزة على الكوكب بسبب الأنشطة البشرية، ومعظمها تنتج من حرق الوقود الأحفوري البدائي الذي يطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الجو، كما أن التقلبات الطبيعية في أنماط مناخ المحيطات، جنباً إلى جنب مع هذا الاحترار المستمر في الخلفية، هي ما يسبب الآن إلى حد كبير درجات حرارة عالية أو متطرفة لسطح البحر حول العالم.
سبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات
بدون أن يمتص المحيط حصة الأسد من الحرارة الزائدة، فإن الأرض والجليد والغلاف الجوي ستسخن أكثر، مما يؤدي إلى مزيد من موجات الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر المتطرفة.
وقال "بول دوراك" عالم المحيطات في مختبر لورانس ليفرمور الوطني الذي يبحث في المحيطات ودورها في تقلب وتغير المناخ العالمي: "في كل مرة نستيقظ فيها في الصباح، يجب أن نشكر المحيط على القيام بعمله، فالمحيط العالمي يوفر خدمة مناخية رئيسية"، وبالطبع، هذا يأتي بتكلفة على المحيطات وأنماط الحياة الموجودة فيها أيضاً".
المحيطات تمتص كمية الحرارة الزائدة
بين عامي 2010 و 2020، امتص المحيط تقريباً الكمية المكافئة من الطاقة المنبعثة عند تفجير قنبلة القيصر، وهي أقوى قنبلة نووية تم تفجيرها على الإطلاق، مرة كل 10 دقائق ولمدة 10 سنوات، وهو رقم لا نستطيع فهمه.
لذلك، عندما تحصل المحيطات التي ترتفع درجة حرارتها بالفعل على دفعة إضافية من أنماط المناخ الطبيعية المتذبذبة، مثل ظاهرة النينيو الدافئة في المحيط الهادئ، تصل درجات حرارة المحيطات إلى مستويات أكثر دفئاً من المعتاد، مما قد يعني أكثر من درجتين إضافيتين، وهذا كثير بالنسبة للمحيطات.
تأثير ارتفاع حرارة المحيطات
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة المحيطات، فإن النظام المناخي بأكمله سيسخن كذلك، مع تزايد حدة الظواهر المتطرفة وانتظامها.
وأوضح دوراك: "من المحتمل جداً أن تستمر التغيرات الشاذة في درجات الحرارة المتزايدة، حيث يستمر الاحترار في الخلفية في الكرة الأرضية بأسره في التراكم عقداً بعد عقد، وهو نمط مستمر منذ أكثر من 70 عاماً".