تربط الأبحاث شدة بعض أعراض انقطاع الطمث بالأداء المعرفي، على غرار "الفشل في محاولة تذكر الكلمة الصحيحة، التساؤل عن السبب الذي دخلت الغرفة لأجله، كما نسيان المواعيد"، كل هذه الأعراض قد تكون علامات على "ضبابية الدماغ" وهي شائعة في منتصف العمر، لكن تراكم سنوات عمرنا لا يروي بالضرورة القصة كاملة.
ارتباط سن اليأس بضبابية الدماغ
مع منتصف العمر يأتي سن اليأس، وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن النقاط المعرفية قد تكون مرتبطة بمدى شدة أعراض انقطاع الطمث، وخاصة الاكتئاب والمشاكل الجنسية مثل الجنس المؤلم أو انخفاض الرغبة أو مشكلة الإثارة.
تقول الدكتورة هيذر هيرش، رئيسة عيادة سن اليأس وعيادة منتصف العمر في مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد: "يعد تشوش الأفكار أو ضباب الدماغ أحد الأعراض الأقل شهرة لانقطاع الطمث، ولكنه شائع جداً، نحن نتحدث عن ذلك أكثر الآن، لكن غالبية النساء لا يربطن بين ضبابية الدماغ وانقطاع الطمث بالطريقة التي تحدث بها الهبات الساخنة مثلاً".
في الواقع، تشير الدراسة الجديدة إلى أن الهبات الساخنة، على الرغم من اعتبارها علامة مميزة لانقطاع الطمث، بعيدة كل البعد عن أعراض انقطاع الطمث الوحيدة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.
كما تقول الدكتورة هادين جوفي، المديرة التنفيذية لمركز كونورز لصحة المرأة والبيولوجيا الجنسانية في مستشفى بريغهام والنساء وأستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، وتضيف جوفي:
"يعتقد الناس أن ضباب الدماغ ناتج عن الشيخوخة الزمنية أكثر من كونه ناتجاً عن الشيخوخة المرتبطة بالهرمونات، وفي كلتا الحالتين، يمكن أن يكون لها تأثير شامل على الرفاهية".
هل يقع اللوم على انخفاض هرمون الأستروجين؟
بعد تعديل النتائج لعوامل مثل العمر والحالة الاجتماعية ومستوى التعليم، تعلم الباحثون أن الاكتئاب الشديد والضعف الجنسي تبرز كأعراض مرتبطة بشكل كبير بالأداء المعرفي، ولم يتم العثور على صلة بين الهبات الساخنة وأداء الدماغ، على الرغم من أن الأبحاث السابقة أظهرت نتائج غير متسقة.
لكن الدراسة لديها العديد من القيود، ففي حين أنها تظهر ارتباطاً بين شدة أعراض انقطاع الطمث والمشاكل الإدراكية، إلا أنها لا يمكن أن تثبت وجود علاقة السبب والنتيجة، كما أننا لا نعرف أيهما جاء أولاً: الاكتئاب والمشاكل الجنسية، أم ضبابية الدماغ، وتقول الدكتور هيرش: "لقد رأينا حدوثهما في نفس الوقت تقريباً".
لماذا قد يحدث هذا؟ توضح الدكتور هيرش أنه مع وجود مستقبلات هرمون الاستروجين في كل عضو تقريباً، فإن أجسامنا شديدة الحساسية لتقلبات الهرمونات، وهذا يعني أن فقدان الإستروجين يمكن أن يظهر في كيفية عمل دماغنا، وفي النهاية.
ومع ذلك، "لا نعرف سبب حدوث ذلك" كما تقول الدكتور جوفي، "لأن العديد من الأشياء تحدث خلال فترة انقطاع الطمث مع انخفاض هرمون الاستروجين".
تقدم الدكتور جوفي والدكتور هيرش هذه الاستراتيجيات للتعويض عن ضباب الدماغ:
-ابقي هادئة: يمكن أن يؤدي الذعر بشأن مشاكل التفكير والذاكرة إلى جعلها أسوأ، لأن سن اليأس هو وقت صعب من الحياة، وتغيرات منتصف العمر على الدماغ والجسم تأتي وتذهب.
-تحدّي نفسك: اسلكي طريقاً مختلفاً إلى الأماكن المألوفة مثل متجر البقالة وقومي بالسير في الممرات بنمط مختلف عندما تصلي إلى هناك، تقول الدكتور جوفي: "أنت تريدين إنشاء ذكريات جديدة وعمليات جديدة بدلاً من السير دائماً حسب العادة والروتين".
-الحركة: تفيد التمارين المنتظمة عقلك مع باقي جسمك، وتشير الأبحاث إلى أنها تحسن الإدراك.
-التركيز: تقول الدكتور جوفي: "كم واحدة منا يدخل الغرفة ويقول: لماذا أنا هنا؟ هذا لأننا فكرنا في ثلاثة أشياء أخرى على طول الطريق، تمهلي، وامنحي الأولوية للشيء الوحيد الذي في متناول يدك".
-النوم لفترة أطول: يمكن أن يكون هذا أمراً صعباً أثناء انقطاع الطمث، حيث تم ربط انخفاض مستويات هرمون الاستروجين أيضاً بالأرق، قللي من الكافيين وتجنبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين بعد الغداء.
-عالجيّ الحالات الصحية والنفسية الأساسية: عالجي مشاكل الاكتئاب أو الحالة المزاجية بالعلاج السلوكي المعرفي أو بالأدوية أو بمجموعة من العلاجات.
المصدر: جامعة هارفارد