تناول الأسبارتام ومخاطر الإصابة بالسرطان

علوم

منظمة الصحة العالمية: مُحلي الأسبارتام مادة مسرطنة محتملة للإنسان

15 تموز 2023 13:03

الأسبارتام هو مُحلي صناعي منخفض السعرات الحرارية، وهو أكثر حلاوة بحوالي 200 مرة من السكر، ويستخدم ليحل محل السكر في الأطعمة منخفضة الطاقة، أو الطعام الخالي من السكريات المضافة.

أثارت القصص الإخبارية الأخيرة ناقوس الخطر من أن مُحلي الأسبارتام قد يكون مرتبطاً بالسرطان، ولكن هناك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار عند قراءة العناوين الرئيسية.

الأسبارتام مادة مسرطنة:

صدر التقرير الذي أدى إلى تحذير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان) وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية WHO (IARC من الأسبارتام، ، كجزء من برنامجها المستمر لتحديد وتصنيف العوامل البيئية التي قد تكون مسرطنة للإنسان.

وكجزء من عملهم، قام فريق خبراء IARC بتقييم جميع الدراسات المتاحة للجمهور المتعلقة بالسرطان في البشر والتجارب الحيوانية التي استخدمت الأسبارتام، وفي ثلاث دراسات قائمة على الملاحظة على البشر، لاحظوا وجود صلة بين استهلاك المشروبات المحلاة صناعياً وخطر الإصابة بسرطان الكبد.

ووجدوا أيضاً أدلة محدودة على الإصابة بالسرطان في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، لكنهم أشاروا إلى أن لديهم مخاوف بشأن جودة الدراسات التي أجريت على الحيوانات.

وقادهم ذلك إلى تصنيف الأسبارتام على أنه "مادة مسرطنة محتملة للإنسان"، وبالتحديد "مادة مسرطنة من المجموعة 2 ب"، علماً أن تصنيف قوة الأدلة في المجموعة " 2 ب" هو ثالث أعلى مستوى من أربعة مستويات.

وتُستخدم هذه الفئة بشكل عام عندما يكون هناك دليل محدود ولكن لا يوجد دليل مقنع على الإصابة بالسرطان لدى البشر أو عند وجود دليل مقنع على السرطان في الدراسات التجريبية على الحيوانات، ولكن ليس كلاهما.

بالتوازي مع ذلك، أجرت لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية بشأن الإضافات الغذائية " JEFCA " تقييماً لمخاطر الأسبارتام والسرطان لدى البشر وخلصت إلى أنه من الآمن أن يستهلك الناس الأسبارتام ضمن المدخول اليومي المقبول مسبقاً، من 0 -40 ميللي غرام لكل 1 كيلو غرام من وزن الجسم.

ما الذي يجب مراعاته عند قراءة استنتاجات دراسة تقييم مخاطر الأسبارتام؟

أجرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC تقييماً للمخاطر، وهي عملية لتقييم ما إذا كانت إحدى المواد الكيميائية يمكن أن تسبب السرطان، وليس ما إذا كان من المحتمل أن يحدث ذلك في ظل ظروف الاستخدام الحقيقي، وبناءً على هذه العملية، تصنف " IARC " المواد الكيميائية أو العوامل البيئية الأخرى في واحدة من أربع فئات مختلفة، وهي:

المجموعة 1: مادة مسرطنة للإنسان.

المجموعة 2 أ : ربما تكون مسرطنة للإنسان.

المجموعة 2 ب: ربما تكون مسرطنة للإنسان.

المجموعة 3: لا يمكن تصنيفها على أنها مسببة للسرطان للإنسان.

وتخبرنا أنظمة التصنيف هذه ما إذا كانت المادة الكيميائية لديها القدرة على التسبب بالاصابة بالسرطان، لكنها لا تخبرنا عن مدى احتمالية تسببها في الإصابة بالسرطان عند استخدامها في ظروف الحياة الواقعية.

بعبارة أخرى، تخبرنا فئات IARC ما إذا كان التعرض يمكن أن يسبب السرطان ولكن ليس الجرعة المطلوبة، أو مسار التعرض، أو زيادة المخاطر، ويعتمد التصنيف في المجموعة 2 ب "ربما تكون مادة مسرطنة للإنسان" على أدلة محدودة على الإصابة بالسرطان لدى البشر والحيوانات، وعلى أدلة آلية محدودة حول كيفية حدوث السرطنة.

وتضع الوكالة الدولية لبحوث السرطان المواد في هذه الفئة عندما تعتبر أن الأدلة من الدراسات التي أجريت على البشر "محدودة"، أو أن الأدلة من الدراسات على الحيوانات "أقل من كافية" لإثبات وجود علاقة سببية بين العامل والسرطان.

وتشمل المواد أو العوامل الأخرى في نفس المجموعة مثل الأسبارتام الخضروات المخللة الآسيوية التقليدية وخلاصة الصبار والعديد من المواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف الجاف أو بواسطة مصففي الشعر.

وإن قوة الدليل على وجود مادة من المجموعة 2 ب "يمكن أن تسبب السرطان" أقل من المجموعة 1: "مادة مسرطنة للإنسان"، بما في ذلك التدخين والإشعاع الشمسي وشرب الكحول، و 2 أ: "ربما تكون مسرطنة للإنسان"، بما في ذلك استهلاك اللحوم الحمراء، والعمل الليلي.

ويؤكد تصنيف الأسبارتام على أنه مادة مسرطنة من المجموعة " 2 ب" على الحاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح ما إذا كان استهلاك الأسبارتام يشكل خطراً مسرطناً أم لا.

وأفادت "JEFCA" أن كمية الأسبارتام المسموح بها والتي تم تحديدها سابقاً وتبلغ من 0-40 مللغم / كغم من وزن الجسم لا تزال مناسبة، حيث أوضحت أنه من الآمن أن يستهلك الناس الأسبارتام ضمن هذه الحدود، حيث أن 2 علبة قياسية من الصودا المحلاة صناعياً أو المشروبات الغازية تحتوي عادة على حوالي 200-300 مجم من الأسبارتام، ويحتاج الشخص البالغ الذي يبلغ وزنه 70 كيلو غرام إلى شرب حوالي 9-14 علبة يومياً لتجاوز هذا الحد الأقصى الموصى به.

المصدر: الوكالة الدولية لأبحاث السرطان