تخيل أنك تتألم ولا يجد أي من أطبائك سبباً واضحاً لمصدر الألم، لسوء الحظ، هذه ليست تجربة جديدة نسبياً بالنسبة للعديد من ملايين الأشخاص الذين يعيشون مع الألم العضلي الليفي، وهو حالة مزمنة ومؤلمة.
أعراض الألم العضلي الليفي
يعاني الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي "الفيبروميالغيا" من ألم واسع النطاق وأوجاع وتيبس في العضلات والمفاصل في جميع أنحاء الجسم، بالإضافة إلى التعب غير المعتاد، ولا أحد يعرف سبب هذه الحالة.
ولم يتم تحديد سبب فيزيائي واضح حتى الآن لهذه الحالة، تقول إحدى النظريات الرائدة أن السبب هو خلل في وظائف الدماغ يؤدي إلى تضخيم الاستجابات العصبية الطبيعية مما يتسبب في إصابة الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي بألم شديد أو أعراض أخرى، ومع ذلك، لا يظهر أي سبب واضح للإصابة بهذه الآلام.
أعراض وعلاج الألم العضلي الليفي
بالنسبة لأولئك الذين يسعون للحصول على المساعدة، قد يكون العثور على المساعدة في بعض الأحيان تحدياً صعباً، لكن أفضل طريقة لإيجاد استراتيجية علاج ناجحة هي البحث عن طبيب يفهم الألم العضلي الليفي ويعرف كيفية علاجه ويمكنه مساعدتك في فهم هذه الحالة والتعامل معها.
ويعتبر أخصائيو الروماتيزم والألم هم الخبراء في هذه الحالة، لكن العديد من أطباء الرعاية الأولية يشخصونها ويعالجونها أيضاً، وهناك أيضاً طرق عديدة يمكنك من خلالها تحسين فرصك في العثور على الطبيب المناسب لمساعدتك في هذه الحالة.
الخطوة الأولى في هذه العملية هي تسليح نفسك بالحقائق:
الألم العضلي الليفي هو مرض حقيقي، إذ أنشأت الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم معايير في عامي 1990 و 2010 استخدمها الأطباء للدراسات البحثية والممارسة السريرية، وتعد مراجعة المعايير لعام 2016، هي أحدث جهد لتحسين هذه المعايير وتتضمن ثلاث ميزات، وهي:
-ألم شديد وواسع الانتشار.
-ظهور الأعراض الشديدة، مثل التعب أو "ضبابية الدماغ"، لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
-لا يوجد تفسير واضح آخر لهذه الأعراض.
وغالباً ما يصاحب الألم العضلي الليفي حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، ولكنه لا ينتج عن مرض عقلي.
الألم العضلي الليفي ليس "وهماً"، ولكن من المحتمل أنه مرتبط بوظيفة الدماغ غير الطبيعية. يمكن رؤية الاختلافات في كيفية معالجة الدماغ للألم في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي للأشخاص المصابين بالفيبروميالغيا،
أساليب علاج الألم العضلي الليفي
وتشمل الأساليب القياسية لعلاج الألم العضلي الليفي تثقيف المريض وممارسة الرياضة وعلاج الحالات الأخرى التي قد تساهم في ظهور هذه الأعراض، مثل الاكتئاب أو انقطاع النفس النومي والأدوية المناسبة.
أدوية علاجية للألم العضلي الليفي
وافقت إدارة الغذاء والدواء على ثلاثة أدوية مخصصة لعلاج الألم العضلي الليفي، بما في ذلك بريغابالين "ليريكا" ودولوكستين "سيمبالتا" وميلناسيبران "سافيلا"، ومع ذلك، فإن الأدوية الأخرى، مثل أميتريبتيلين "إيلافيل"، أو سيكلوبنزابرين "فليكسيريل" أو جابابنتين "نيورونتين" تعتبر عادةً من علاجات الخط الأول، علماً أنه يتم وصف كل من هذه الأدوية لحالات أخرى، مثل الاكتئاب أو آلام الأعصاب.
المصدر: جامعة هارفارد