وجد الباحثين في مركز سيدار سيناي، أن مرضى التهاب الأمعاء IBD الذين لديهم مستويات أعلى من الأنسجة الدهنية الحشوية داخل البطن، وهو نوع مميز من الدهون التي تتراكم حصراً في منطقة البطن، لم يصلوا إلى النتائج المرجوة عند علاجهم ببعض الأدوية المضادة للالتهابات، حيث من الممكن أن تؤثر كتلة وتركيب أجسامنا بشكل كبير على طريقة استقلاب الأدوية وامتصاصها، ونُشرت النتائج في مجلة أمراض الجهاز الهضمي.
زيادة دهون البطن تؤثر على امتصاص أدوية التهاب الأمعاء
يقول مؤلف الدراسة الدكتور "أندريس يارور" اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي: "على الرغم من أن الأدوية التي قمنا بتجربتها في الدراسة، وهي فئة فعالة ضد الالتهابات وتسمى الأدوية البيولوجية، قد حسنت النتائج بشكل ملحوظ لمرضانا المصابين بداء كرون أو التهاب القولون التقرحي، لكن بعض الأشخاص لا يستجيبون بشكل جيد لهذه العلاجات، في دراستنا، وجدنا أن المرضى الذين يمتلكون كميات أكبر من الدهون في البطن كانوا أقل عرضة للتحسن والشفاء من هؤلاء الذين يملكون كميات أقل من الدهون".
ارتفاع نسبة دهون البطن يقلل من تركيز الأدوية البيولوجية لالتهاب الأمعاء
على عكس بعض الأدوية المضادة للالتهابات التقليدية التي تعالج الالتهاب بطريقة غير انتقائية، تعمل الأدوية البيولوجية عن طريق التصدي لعناصر معينة تسبب الالتهاب في الجسم.
واكتشف الباحثون أن المرضى في الدراسة الذين يعانون من ارتفاع مستويات الدهون الحشوية لديهم تركيزات أقل من الأدوية البيولوجية في دمائهم بعد العلاج، ومعدلات أقل من التحسن.
كيف تؤثر دهون البطن على استقلاب أدوية التهاب الأمعاء؟
وقال الدكتور "جيل ميلمد" مؤلف مشارك في الدراسة ومدير البحوث السريرية لأمراض الأمعاء الالتهابية في مركز سيدار سيناي: "قد لا يكون وزن الجسم أو مؤشر كتلة الجسم BMI هو السبب في استفادة بعض المرضى من هذه الأدوية البيولوجية المعتمدة، ولكن يبدو أن الأنسجة الدهنية في الجانب الداخلي من البطن تؤثر على العلاج على وجه الخصوص، لذلك قد نحتاج إلى استخدام جرعات أعلى من الأدوية لمساعدة هؤلاء المرضى".
السمنة في منطقة البطن تؤثر على فاعلية العلاج الدوائي البيولوجي لالتهاب الأمعاء
وقد عالج المحققون 141 مريضاً بمرض التهاب الأمعاء بواحد من ثلاثة أدوية بيولوجية: إنفليكسيماب، أوستيكينوماب أو فيدوليزوماب، ووجد الباحثون أن السمنة الحشوية المرتفعة ارتبطت بمستويات أعلى من السيتوكينات المؤيدة للالتهابات، مما يشير إلى أن الأنسجة الدهنية تعزز الالتهاب، وهذا ما يضعف فاعلية الأدوية ويزيد من مقاومة العلاج الدوائي البيولوجي.
وأكد الدكتور ميلمد: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لأننا لا نعرف ما إذا كان خفض الدهون الحشوية أو إعطاء جرعات أعلى من الأدوية من شأنه تحسين فعالية الأدوية".
المصدر: مجلة أمراض الجهاز الهضمي